«الأدب الأندلسي في الدراسات الاستشراقيّة البريطانية» كتاب لرشأ عبد الله الخطيب صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة. يتناول الكتاب اهتمام المستشرقين والباحثين في بريطانيا بالأدب الأندلسي، محاولا بيان مظاهر هذا الاهتمام، وتفسيره في ضوء خصائص المدرسة البريطانية، وفي ضوء ميدان الدراسات الأندلسية والعناية بها في أوروبا. والمدرسة البريطانية هي جزء من النظرية الغربية العامة تجاه الأندلس، تتفق معها في أشياء، وتفترق في أخرى، بيد أن الملاحظة التي تميز بها عمل المستشرقين والباحثين في بريطانيا في مجال الدراسات الأندلسية بعامة، هي أن عملهم في هذا الجانب كان محاولة لإثبات حضور بريطانيا في هذا المجال من الدراسات، والبحوث الشرقية، وبخاصة دراسة الأدب الأندلسي الذي حظي بالكثير من الاهتمام لدى المدارس الأوربية كالإسبانية والفرنسية. إن البحث في موضوع الأدب الأندلسي في الدراسات الاستشراقية البريطانية موضوع مثير في وقت تتجه فيه الأنظار نحو الغرب، لتتلمس لديه أصداء التجربة الحضارية التي أنجزها العرب والمسلمون في ما مضى والتجربة الأندلسية على وجه التحديد لما لها من صدى مميز لدى العرب والمسلمين. وتتجلى أهمية البحث في مثل هذا الموضوع في كون الأعمال التي أنجزها المستشرقون الأوروبيون عن الحضارة العربية ضخمة وتحتاج إلى جهود من أجل الوقوف عليها وكشف إيجابياتها وسلبياتها. يحاول هذا الكتاب رصد ما أنجزه المستشرقون والباحثون البريطانيون عن الأدب الأندلسي ودراسة أعمالهم –التي تأتي تمثيلاً لظاهرة الاستشراق– بوصفها جهداً علمياً لدراسة حضارة الشرق وتراثه، والاهتمام بقيمة هذا الجهد بعيداً من ربطه بدوافع المستشرقين وغاياتهم التي قد لا تروق لأهل الشرق، وذلك بالتأريخ لهذه الظاهرة في إطار بيئتها العامة. ويسعى الكتاب إلى الالتزام بمفردات العنوان الذي يحمله، وهو «الأدب الأندلسي في الدراسات الاستشراقية البريطانية»، إذ ينصرف المقصود هنا من الأدب الأندلسي إلى الأدب بمعناه الإبداعي، أي النصوص الإبداعية من شعر ونثر وما ينضوي تحتهما من فنون أدبية متنوعة عرفتها الأندلس وأبدعها إعلامها.