مضى منتخب لبنان في مسيرته التصاعدية ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم «البرازيل 2014»، وحقق فوزه الثاني توالياً في غضون أقل من أسبوع، وذلك حين أسقط نظيره الكوري الجنوبي في ستاد مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت بهدفين سجلهما علي السعدي في الدقيقة 4 وعباس عطوي (31 من ركلة جزاء) في مقابل هدف لكو جا شيول (21 من ركلة جزاء)، ضمن الجولة الخامسة قبل الأخيرة من الدور الثالث لمنافسات المجموعة الثانية الآسيوية، أمام حوالى 43 ألف متفرج تقدّمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وعزز لبنان فرصته في التأهل إلى الدور الرابع الحاسم، للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن رفع رصيده إلى 10 نقاط بفارق الأهداف خلف كوريا الجنوبية المتصدرة، وسيلتقي نظيره الإماراتي على أرضه في 29 شباط (فبراير) المقبل، بينما يتوجه «الأزرق» (8 نقاط) إلى كوريا لخوض لقائه الأخير، بعدما فاز أمس على الإمارات على ستاد كاظمة 2- 1. وهذا الفوز الأول للبنان على «محاربي التايغوك» كما أن هذا الانتصار أكد أن النتائج النوعية الأخيرة التي حققها «منتخب الأرز» بقيادة الألماني ثيو بوكير لم تكن نتيجة الصدفة بل جاءت لثمرة عمل دؤوب في مدة قصيرة، وحصيلة انسجام وتعاون بين لاعبين محليين مميزين ومحترفين متمرسين، إذ تجاوزوا المطب الكوري الافتتاحي (صفر – 6)، والإرباك يوم الجمعة الماضي في الكويت بعدما خسروا ظهيرين بداعي الإصابة (يوسف محمد وعباس كنعان) فغابا عن مباراة أمس فضلاً عن الهداف حسن معتوق بداعي الإيقاف. غير أن البديل الذي استوعب صدمة الكويت ثم فرض إيقاعه وفاز، أثبت جدارته في بيروت وفرض وجود واحترامه. وكان اللاعبون تجرعوا شحنة معنويات بعدما منح اتحاد اللعبة مكافأة مادية مقدارها 6 آلاف دولار في ضوء فوزهم على الكويت وينتظرون مبالغ أخرى كبيرة بعد النتيجة التاريخية أمام كوريا. وأول الغيث قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي منح كل منهم 7500 دولار لدى استقبالهم في السراي عقب المباراة. لم تكد تمضي خمس دقائق حتى تقدّم اللبنانيون، إذ حرك عباس عطوي الكرة من ركلة حرة إلى داخل منطقة الجزاء، حاول عنتر تسديدها لكنها ارتطمت بالمدافع الكوري لي جونغ سو وتهيأت أمام علي السعدي فسددها قوية في الزاوية اليسرى للحارس ريوغ (4) لتنفجر المدرجات بالأهازيج اللبنانية. واحتسب حكم المباراة السعودي خليل الغامدي ركلة جزاء للكوريين عندما حاول رامز ديوب إبعاد الكرة بطريقة خلفية فأصاب لي كيون هو، وانبرى للركلة كو جا شيول وسجل منها إلى يسار زياد الصمد (21). وسدد رضا عنتر كرة قوية صدها ريونغ (26)، وبعد خمس دقائق عاد الغامدي واحتسب ركلة جزاء للبنان بعدما تعرض العلي لعرقلة داخل المنطقة من كو جا شيول، فانبرى لها عطوي وسددها بهدوء زاحفة خادعة إلى يمين ريونغ (30). وعلى رغم تعزيز المدرب الكوري شو كوانغ راي خط وسطه بلاعب فالنسيان الفرنسي نام تاي في الشوط الثاني، ضغط اللبنانيون في محافظة خط الدفاع على يقظته، واعتماد الهجمات المرتدة، أخطرها حين رفع عطوي ركلة ركنية إلى داخل المنطقة على القائم البعيد سددها عنتر برأسه وصدها القائم الأيسر (65). وانطلقت في بيروت فور انتهاء المباراة مسيرات سيارة على رغم الطقس العاصف، كما احتفل اللاعبون طويلاً في الملعب الذي نزل إلى أرضه الرئيس سليمان لتحيتهم ورافقه سياسيون ومسؤولون، علماً أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تغريم الاتحاد اللبناني من نظيره الآسيوي لمخالفته قواعد التنظيم، وباعتبار أن الرئيس أحيط بطوق أمني محكم أدى إلى تدافع المصورين وحال من فوضى.