حذرت لجنة الامن والدفاع في البرلمان من تحول العراق الى ساحة للصراع بين ايرانوالولاياتالمتحدة ، فيما أعلن قادة كبار في القوات الايرانية والعراقية في طهران التوجه إلى إيجاد تعاون أمني وعسكري مشترك «ضد الاعداء المشتركين في المنطقة والعالم». من جهة أخرى، تعكف الولاياتالمتحدة على توسيع مكتب «التعاون الامني في العراق» (OSC-I) التابع لسفارتها ومهمته تنسيق التعاون الامني الاستخباراتي بين الطرفين، بعد انسحاب القوات. وأجرى رئيس اركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن بابكر زيباري (كردي) خلال زيارته طهران اول من امس محادثات مع قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، تمحورت حول التعاون الامني بين البلدين. وفيما لم يصدر تصريح رسمي عراقي حول زيارة زيباري وما تم بحثه مع القادة الايرانيين اعلن التلفزيون الايراني بعض تفاصيل المحادثات. ونقل عن الجنرال محمد علي جعفري قوله: «يمكن ان نقيم افضل تعاون عسكري بفعل طول الحدود التي نتقاسمها مع العراق ضد الاعداء المشتركين للبلدين في المنطقة وخارجها». ولفت الى ان «هذا التعاون يمكن ان يتم في مجالات الامن والمناورات المشتركة وتبادل الخبرات»، وكشف توقيع عدد من مذكرات النوايا مع زيباري الذي قال ان «العراق يمكن ان يتعلم من ايران مراقبة الحدود غير المضبوطة بالكامل فلدينا حدود طويلة ويمكن لبعض المشاكل ان تجد حلاً لها بفضل التعاون. يمكننا الافادة من الخبرة الايرانية في تسوية هذه المشاكل». وأفاد مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع طلب عدم الاشارة الى اسمه «الحياة» ان «زيارة زيباري مخصصة لتفعيل التعاون بين البلدين في يتعلق بالحدود»، ونفى ان «يكون الغرض من الزيارة توقيع اتفاقات امنية استراتيجية تتضمن المناورات العسكرية وشراء الاسلحة كما لمح الايرانيون». ويثير الحرس الثوري الايراني حساسية لدى الولاياتالمتحدة على خلفية اتهامه بالتورط في دعم اعمال مسلحة طاولت الجيش الاميركي خلال وجوده في العراق كبدها المئات من القتلى والجرحى بسبب تزويد ميليشيات شيعية عبوات ناسفة مضادة للدروع كانت تعاني منها الوحدات الاميركية الميدانية خلال عملها في البلاد. وحذر نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان النائب اسكندر وتوت من حصول صراع ايراني – اميركي في العراق. وقال في تصريح الى «الحياة» ان «العراق يؤكد عدم السماح لأن تكون اراضيه مكان صراع « ، ولفت الى «ضرورة تفادي أي صراع ايراني - اميركي». واضاف ان «العراق مقبل على تحديات كبيرة بعد الانسحاب الاميركي وهناك العديد من المسلحين يعملون بشكل نشط ويؤثرون في الوضع الامني»، وطالب قوات الامن بأخذ «زمام المباردة وضرب المسلحين بصرف النظر عن انتماءاتهم».