وعد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بإطلاق مشاريع وأنظمة لحماية الآثار قريباً، يشارك الهيئة فيها الكثير من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومواطنون، وذلك لنمو التراث العمراني والآثار الموجودة في مناطق المملكة. ووصف رئيس هيئة السياحة الأوامر التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين أخيراً بالحازمة تجاه ما أسماه «استدراك أعمال الهدم والإهمال» في المواقع والأحياء العمرانية والتاريخية وإيقاف تلك العمليات على البنايات والمساجد. وكشف رئيس السياحة دراسات خاصة بالهيئة أبانت أن 80 في المئة من المواطنين لم يزوروا أكثر من ثلاثة أرباع المملكة وبالتحديد أكثر من 80 في المئة من المناطق والمحافظات. وسرد الأمير سلطان بن سلمان في لقائه أمس (الإثنين) بطلاب جامعة الملك عبدالعزيز الذي عقد بعنوان «التراث العمراني ومستقبل مجتمعنا واقتصادنا» مراحل إدخال التعليم الخاص بالتراث العمراني بالجامعة، مشيراً إلى أن قضية التعليم في مجال التراث العمراني كانت قبل عام 1416 هامشية وبعداً منسياً، وما واجهت دراسته من تحديات بعد ذاك التاريخ تمثلت في تخصيص عدد محدد من الساعات لطلاب كليات التصاميم البيئية بالجامعات. وأبان أن تغيير المفهوم لدى المواطن بأن التراث العمراني ليس مجرد ترميم أو حنين للماضي بل مجاله وفاء لتلك المواقع للوحدة الوطنية لا يعقل محوها، كما أنها ليست كتباً تدرس ولا قصصاً تحكى للأجيال بل ستكون مواقع حية نعيشها في واقعنا ونعكف على زيارتها، باعتبارها جزءاً من حياتنا، مثنياً على ما تقوم به دولتا تركيا والمغرب لإحياء التراث العمراني والتاريخي، معتبراً ذلك استثماراً اقتصادياً حقيقياً. وتطرق اللقاء إلى العديد من المحاور والنقاط، أبرزها مفهوم المحافظة على التراث العمراني ودور الشباب في إحياء ذلك التراث، والعلاقة بينه وبين الهوية الوطنية، وأخيراً تطرق إلى مدى الاستفادة من التراث العمراني في عصرنا الحاضر والمستقبل. عقب ذلك، دشن رئيس هيئة السياحة والآثار ملتقى ومعرض التراث العمراني بجامعة الملك عبدالعزيز، لافتاً إلى أن جائزة طلاب كليات العمارة والتخطيط حققت بعضاً من أهدافها في تحفيز الطلاب على الاهتمام بالتراث العمراني واستلهامه في مشاريع حديثة، مبدياً إعجابه بالمشاريع المقدمة من الطلاب هذا العام التي ركزت في المدن التاريخية ذات المركزية في الذاكرة الشعبية واهتماماتها بتطويرها.