تونس - أ ف ب - يعقد المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات الشهر الماضي اولى جلساته في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وقال مصدر رسمي إن الجلسة ستكون «في الساعة العاشرة صباحاً في مقر مجلس النواب السابق في باردو» في تونس العاصمة. وأضاف أنه تم الاتفاق على ذلك إثر اجتماع الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع بالأمناء العامين للأحزاب السياسية الممثلة في المجلس التأسيسي، خصوصاً «حزب النهضة» (89 مقعداً) و «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية» (29 مقعداً) و «التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات» (20 مقعداً) أكبر الأحزاب الفائزة في الانتخابات. ويصدر المبزع مرسوم دعوة المجلس التأسيسي للانعقاد بعد إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج النهائية الرسمية غداً ونشرها في الجريدة الرسمية الثلثاء. ويتولى المجلس في أولى جلساته التي تنطلق برئاسة رئيس السن بمساعدة أصغر أعضاء المجلس قبل اختيار رئيسه ونائبيه، الاتفاق على نظامه الداخلي ونظام موقت لإدارة الدولة. وسيعين خلال هذه الجلسة التي قد تطول لأكثر من يوم، رئيساً موقتاً جديداً خلفاً للمبزع الذي كان أعلن أنه سينسحب من العمل السياسي حال تسليم الرئاسة. وبعدها، يكلف الرئيس الموقت الجديد من تتفق عليه الغالبية في المجلس، تشكيل حكومة جديدة للمرحلة الانتقالية الثانية منذ إطاحة نظام بن علي مطلع العام الحالي. ويمكن أن تستمر مختلف أطوار هذه العملية لأيام أو أسابيع، وهي رهن توافق القوى الأساسية داخل المجلس. إلى ذلك، قال الامين العام لحزب «المحافظين التقدميين» اسكندر بوعلاقي إن زعيم الحزب وتيار «العريضة الشعبية» الهاشمي الحامدي القوة الثالثة في المجلس التأسيسي أرجأ عودته إلى تونس التي كانت مقررة أمس بسبب «حملة تستهدفه». وكان الحامدي أعلن الخميس من لندن حيث يقيم أنه سيعود السبت إلى تونس، مؤكداً استعداده للمشاركة في الحكم او لقيادة المعارضة. وأضاف: «أؤكد أن الهاشمي الحامدي لن يأتي السبت (أمس) وانه أرجأ عودته إلى تونس إلى وقت لاحق» لم يحدده. وتحدث المسؤول الحزبي عن «حملة تستهدف» الحامدي وتيار «العريضة» تجسدت برأيه في نشر تقرير «اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الفساد والرشوة» أول من أمس قبل يوم من موعد عودته وأيضاً في تركيز التلفزيون الوطني مساء الجمعة على «تشويهه». وأوضح: «ليس مصادفة أن يتم نشر تقرير اللجنة الجمعة» معتبراً أن ذلك هدف إلى «تشويه العريضة والهاشمي الحامدي». وكانت اللجنة أشارت في تقريرها إلى شيوع الفساد على نطاق واسع في تونس في عهد بن علي. وأشارت إلى الأشخاص المتورطين بالحرفين الأولين من أسمائهم، لكنها نشرت ملاحق تضمنت العديد من مراسلات بن علي مع شخصيات ووسائل إعلام مقربة من النظام. ومن بين هؤلاء الهاشمي الحامدي الثري المقيم في لندن وزعيم تيار «العريضة الشعبية» الذي فاز ب 26 مقعداً في انتخابات 23 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وانتقد بوعلاقي في شدة القناة الوطنية التونسية التي قال إنها «بثت عن قصد صورة رسالة الحامدي لبن علي وخصصت حيزاً كبيراً للموضوع»، مضيفاً: «هذه حرب علينا. إنهم يريدون محونا وكأننا لسنا تونسيين»، مشيراً إلى أنه سيطالب بحق الرد على هذا «التلاعب». والهاشمي الحامدي يملك محطتي «المستقلة» (1999) و «الديموقراطية» (2005) اللتين تبثان من لندن. وهو متزوج من جزائرية ولديه أربعة أطفال. وكان بدأ مشواره السياسي في الجامعة التونسية كقيادي في ما كان يعرف ب «الاتجاه الاسلامي» الذي أصبح لاحقاً حركة فحزب «النهضة» قبل أن يختلف مع قيادات الإسلاميين.