شهدت صالات الخطوط السعودية مع قدوم حجاج بيت الله الحرام من المشاعر المقدسة بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج منذ فجر أول من أمس (الأربعاء) تكدساً للحجاج المغادرين عبر صالات الخطوط السعودية التي فاقت الطاقة الاستيعابية والتشغيلية للمطار وتأخر عددٍ من الرحلات. وقال المسافر عبدالله الغامدي: «بعد ختام موسم الحج ومغادرتنا مكةالمكرمة توجهنا للمطار قبل الرحلة إلى الرياض أنا وزوجتي بثلاث ساعات، وفوجئنا بتأخر الرحلة لأكثر من 12 ساعة، ولم يقم أحد بالرد علينا عن أسباب التأخر»، مطالباً بوجود رقابة أكثر صرامة ومعاقبة الخطوط السعودية على عدم التنظيم. وبدوره طالب المسافر على متن الرحلة ذاتها حسين الرداد بآلية تحكم عمل النقل الجوي بعد فريضة الحج، وتزامنها مع نهاية الإجازة، مشيراً إلى أن الحل الوحيد هو الترخيص لأكثر من أربع شركات لفك احتكار سوق النقل الجوي في المملكة. ولفت إلى أن الضوابط الخاصة بتعويض المسافرين الذين تأخرت رحلاتهم لم تطبق عليهم، «ولا يوجد أحد نطالبه بذلك، خصوصاً أن رحلتنا تأخرت لنصف يوم كامل، والله أعلم متى تقلع». وحاولت «الحياة» الاتصال بمساعد مدير الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله الأجهر طوال يوم أمس (الخميس) للتعليق على تأخر بعض الرحلات الداخلية، وعدم وجود إيواء، والشكوى من عدم تقديم وجبات وعصائر لهم أثناء فترة التأخر، إلا أنها لم تتلق منه أي رد حتى لحظة كتابة الخبر. وفي الإطار ذاته، كشف مصدر مطلع في وزارة الحج ل«الحياة» أن هناك تنسيقاً عالي المستوى بين وزارة الحج، والجهات المعنية، ووزارة الداخلية، وهيئة الطيران، والخطوط السعودية، ومندوب من كل شركات الطيران، لديهم معلومات بعدم تجاوز الوزن المسموح به، وعدم مغادرة أي حاج للصالات إلا قبل الرحلة بست ساعات، وإصدار تعاميم إلى جميع شركات الطيران»، مؤكداً أن التنسيق تم لفرز الأمتعة من نقطة تفتيش «الشميسي» إلى نقطة الخدمات الأرضية التابعة للخطوط السعودية، لافتاً إلى وجود شاشة مشتركة بين وزارة الحج، وهيئة الطيران المدني، وشركات الطيران للمتابعة تم استخدامها للمرة الأولى. وقال: «أكدت هيئة الطيران المدني على شركات الطيران المشغّلة لرحلات نقل الحجيج تقيّد جميع الناقلات الجوية بمواعيد الوصول والمغادرة المصادق عليها والمصرّح لها في كل مرحلة، مع إمكان التقديم والتأخير في حدود 30 دقيقة بعد أو قبل تشغيل الرحلة، وشددت على أنه لا يجوز البقاء في ساحتي مطاري جدة والمدينة المنورة لأكثر من ثلاث ساعات في مرحلة العودة بعد أداء فريضة الحج، وفي الحالات الطارئة مثل أحوال الطقس والكوارث الطبيعية، التي يجب فيها مراجعة الجهة المختصة في إدارة المطار «غرفة العمليات» لإثبات ذلك رسمياً وأخذه في الحسبان».