للعام الثاني على التوالي، وهو العمر الزمني لدخول الإسعاف الجوي الخدمة بشكل رسمي، تشارك ست طائرات مروحية تابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي في تقديم خدماتها الإسعافية لحجاج بيت الله الحرام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. ونفذ الإسعاف الجوي السعودي وخلال يوم عرفة فقط 18 طلعة إسعافية، فيما بلغ عدد الطلعات منذ بدء تنفيذ خطة الحج وحتى مساء يوم ال10 من ذي الحجة أكثر من 40 طلعة إسعافية جوية تم خلالها نقل الحالات إلى أقرب المستشفيات المنتشرة في المشاعر المقدسة، تنوعت بين حالات السقوط من أماكن مرتفعة، ونوبات قلبية وحالات مرضية طارئة أخرى حيث تتمركز طائرتان في مهابط الطائرات الموجودة في جسر الجمرات خلال فترة وجود الحجاج في منى. ورافقت «الحياة» طاقم إحدى طائرات الإسعاف الجوي من نوع bell212 الطائرة السادسة الاحتياطية في رحلة جوية انطلقت من المهبط الشمالي في جسر الجمرات تجولت خلالها على مشعر منى ومن ثم الهبوط في المدرج الخاص بطائرات الإسعاف الجوي في مشعر عرفات. وذكر مدير إدارة العمليات الجوية في هيئة الهلال الأحمر السعودي الكابتن عبدالحكيم الجوفي ل«الحياة» أن أسطول الإسعاف الجوي الذي بدأ تقديم خدماته لحجاج بيت الله الحرام منذ موسم حج العام الماضي نجح خلال هذه المدة الزمنية البسيطة في تقديم خدمات إسعافية مميزة أسهمت بعد الله في إنقاذ عددٍ من الأرواح بلغ عددها خلال 14 شهراً هي بداية انطلاقة برنامج الإسعاف الجوي في نقل 570 حالة على مستوى المملكة. وأضاف: «إن آلية انتقال الطائرة خلال موسم الحج تتم من خلال تلقي البلاغ من العمليات الأرضية، والتي بدورها تمرر البلاغ لانتقال الطائرة حسب الحال والموقع المتواجدة فيه، ويتم التنسيق مع المستشفيات لاستقبال الحال من جانب العمليات الجوية لضمان جاهزية استقبال الحالة، وهناك متابعة وتنسيق يومي مع المستشفيات للتأكد من جاهزيتها وإمكاناتها لاستقبال الحالات». وأشار الجوفي إلى حرص الإسعاف الجوي على تنفيذ عملية حمل ونقل الحال من موقع وجودها حتى إيصالها المستشفى خلال الساعة الذهبية «60» دقيقة مهما كان الموقع أو الحال. وفيما يغطي أسطول الإسعاف الجوي مناطق المملكة كافة من خلال وجوده في المناطق الرئيسة إلا أنه يتفرغ في موسم الحج لخدمة حجاج البيت الحرام وفق خطة معدة تغطي تنقلات الحجاج بين المدينةومكةالمكرمة وعرفة ومزدلفة، إضافةً إلى الطرق السريعة المؤدية للمشاعر المقدسة أو حتى خارجها في نطاق 300 كيلو متر من مهبط الطائرات وتتم مراقبتها وتوجيهها جوياً في المشاعر من جانب برج المراقبة التابع للدفاع الجوي لعدم مشاهدتها من مطار الملك عبدالعزيز. وقال الجوفي: «إن الإسعاف الجوي السعودي يدار من جانب كوادر وطنية تتولى جميع مهمة الطيران والعمليات والصيانة، فيما جهزت خمس طائرات وهي من نوع «bell214» بالتجهيزات الطبية والطاقم الطبي والتمريضي المؤهل كافة لتقديم الخدمة الإسعافية، حيث يمكن لكل طائرة نقل شخصين في وقتٍ واحد، فيما توجد طائرة سادسة مساندة من نوع bell212»« في حال استعداد لنقلها في حال الحاجة». وأوضح الجوفي أن هناك خمس حافلات حديثة مجهزة بأحدث تقنيات الاتصالات تعمل كغرفة قيادة وعمليات ميدانية تنقل للمناطق النائية أو غير المتو فر فيها غرفة عمليات مرتبطة بالأقمار الصناعية، حيث تخدم كل عربة منها طائرة وتتوافر فيها وسائل الاتصال من هاتف وفاكس تتوافر فيها الاتصال الدولي والمحلي والداخلي، وكذا مع غرفة العمليات الأرضية مجهزة بمولدات احتياطية، ويمكن ربطها في أي موقع بالكهرباء الرئيسة، ومجهزة بالحاسب ويمكن استخدامها كغرفة إدارة لأي أزمة أو وضع طارئ، تبلغ كلفة كل غرفة متنقلة أكثر من خمسة ملايين ريال، مشيراً إلى حرص رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز على استمرار تطوير وزيادة أسطول الإسعاف الجوي ليغطي مناطق المملكة كافة. وفيما كانت «الحياة» تتابع جولتها في مهبط طائرات الإسعاف الجوي السعودي مساء أول من أمس (الأحد)، حلقت طائرة يستقلها رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز فوق مهبط الطائرات في جولة تفقدية لسير العمل ومتابعة سرعة استجابة الطائرات مع البلاغات التي تردها من غرفة العمليات الأرضية.