ستُجرى أول إنتخابات رئاسية مباشرة في تركيا في آب (أغسطس) القادم، ومن المتوقع أن يُعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كمرشح الحزب الحاكم، فيما يوجد مرشحين آخرين وهما أكمل الدين إحسان أوغلو وصلاح الدين دميرتاز. المرشح الأبرز للرئاسة هو أردوغان، وتدعمه النتائج القوية التي حققها "حزب العدالة والتنمية"، ذات الجذور الدينية في الإنتخابات المحلية، على الرغم من فضيحة الفساد والإحتجاجات التي إندلعت الصيف الماضي. فأردوغان، الذي يطمح إلى تحويل الرئاسة من منصب رمزي إلى تنفيذي قوي، لا يزال يتمتع بشعبية على نطاق واسع، على الرغم من تنفير قطاعات عدة من المجتمع بأجندته المحافظة واسلوب تعامله العدواني. ويحظى أردوغان بدعم الأكراد الذين يشكلون 20 في المائة من الشعب التركي، ومن المحتمل أن يمثل الأكراد المفتاح لنجاح أردوغان. أما المرشح الثاني، فهو الداعية الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، وهو شغل منصب رئيس "منظمة التعاون الإسلامي" سابقاً. وتمت تسميته مرشحاً للرئاسة مشتركاً لإثنين من أحزاب المعارضة الرئيسية: "حزب الشعب الجمهوري" (علماني)، و"حزب العمل الوطني القومي". وينظر إلى ترشيح أوغلو على أنه محاولة لإستقطاب شريحة من قاعدة للناخبين ذات التوجه الديني التي يملكها "حزب العدالة والتنمية"، وفي الوقت نفسه، يكسب الدعم من الأتراك العلمانيين الذين يتهمون أردوغان بالإشراف على "أسلمة" الدولة. أما المرشح الثالث، فهو الرئيس المشارك في "حزب الشعب الديموقراطي"، صلاح الدين دميرتاز، الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد في تركيا. و"حزب الشعب الديموقراطي"، وهو الحزب الشقيق ل "حزب السلام والديموقراطية" الذي يهيمن على المناطق الجنوبية الشرقية التي تقطنها أغلبية كردية، تم تأسيسه في أواخر العام الماضي للمشاركة في الإنتخابات البلدية في غرب تركيا، حيث الأكراد يُعتبرون أقلية. وكان حكم على دميرتاز بالسجن لمدة عشرة اشهلا في العام 2010، لصلاته المزعومة ب "حزب العمال الكردستاني".