اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إنما هو تتويج للأمير الهمام على المنجزات الكبيرة التي أحرزها طوال قيامه بأعباء المهام الموكلة إليه منذ قرابة خمسين عاماً، وهو يعمل بلا كلل لتجنيب البلاد شر الإرهاب والفتن وصلاح أمورها والمتكفل ببسط الأمن ونشره. حيث عمر مرابع العز وأركانه وأيد الوزارة بعلو شأنه وسمو مكانه. إذ إنه صاحب السيف والقلم الذي قاد سفينة الأمن والأمان من أعاصير الفتن وبؤر التوتر والاضطراب. من حادثة جهيمان ومعالجتها بالحكمة والتروي وقمع دعاوى أحداث البلبلة من التظاهر في مواسم الحج والعبادة من بعض الطوائف التي تريد تحويل الحج وشعائره إلى طقوس للتظاهر وتسييسه في شعارات لا تليق بمعاني الحج والتعبد والانقياد لله والدعاء. إن المتأمل للمسيرة العملية لحياة الأمير نايف وما اكتسبه طوال نصف قرن من ذخيرة عملية إبان تكليفه في سنيه الأولى أميراً للرياض على موقعه كوزير للداخلية طوال السنوات الطوال يدرك مدى ما يتمتع به من حصافة وإدراك، وفهم للمتغيرات الواسعة وأنواع الأعاصير. وما معارك الإرهاب الشرسة التي طوقت أنحاء المملكة منذ حوادث الحج المتكررة وغيرها، وتكالب أهل الشر ورؤوس الفتنة في خلق مناخ الفوضى والاضطراب، إذ استطاع بكل حنكة واقتدار قمع هذه البؤرة وإخمادها وبتر منفذيها. ولقد ذكر - حفظه الله - أن هناك أعمالاً تخريبية أخرى لم يجر الإفصاح عنها قد وئدت قبل أن تبدأ محاولاتها. ثم رغبته في الاجتماع بالمثقفين وأهل الرأي ورجال الأعمال والصحافة للاستماع إليهم ومحاورتهم للاسترشاد والمناقشة نحو انتهاج أفضل السبل لتجنب البلاد والعباد شر الفتن وزعزعة الأمن. ولا أريد الاسترسال في سرد جوانبه العملية، فقد كتب ذلك وأفاض به الكثير من حيث تطوير أجهزة وزارة الداخلية وإنشاء الأكاديمية والكليات الأمنية التي تغذي أجهزة الوزارة بكل صنوفها من الجوازات والدفاع المدني وغيرهما، وما أحدثه من نقلة نوعية في عسكرة الجوازات وتعدد مناشط أجهزة الأمن. ولذلك أبارك للأمير نايف على تبوئه هذا المنصب وأرجو من المولى أن يعينه على الاضطلاع بمسؤولياته الجسيمة وهو الأقدر على استمرار النجاحات الباهرة في كل ذلك. حمى الله هذا البلد وقادته وشعبه من الفتن والاضطراب، وأنعم عليهم بالطمأنينة والاستقرار. عضو مجلس الشورى