تأملوا معي بعض الرسائل التي تلقيتها وبعض الردود ان لم تكن معظمها رداً على الحملة النسائية الحالية التي تطالب وزير العمل بالعمل على إلغاء شرط موافقة ولي الأمر على التوظيف والصلاحيات الممنوحة له والتي تخوله الذهاب إلى مقر عملها والمطالبة بفصلها. لا أختلف مع أصحاب أو صاحبات الحملة فهذه مطالب مهمة طالبت بها أنا وزميلاتي الكاتبات منذ سنوات طويلة، وكانت لنا مطالب أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر إلغاء موافقة ولي الأمر على التعليم، لأن التعليم حاجة أساسية مثلها مثل حق العلاج وإجراء العمليات التي بدأت بعض المستشفيات لا تطالب بها مثل السابق حتى في العمليات البسيطة. ولكني اختلف معهن في توجيه مطالبهن عبر وزير العمل، لأني اعتقد بأن الأمر ليس بيد وزير العمل بل بيد الدولة كنظام، وبحسب اعتقادي أن المطالبة يجب أن تتوجه مباشرة لولي الأمر الملك عبدالله (والدنا) الذي أضاء لنا الضوء الأخضر في المشاركة في القرارات الفاعلة كالمجالس البلدية ومجلس الشورى، فكيف بإمكان بعض النساء المشاركة في فعاليات مهمة كهذه وبعض النساء يعانين من تعنت أولياء أمورهن (أب أو أخ أو جد أو عم أو زوج وحتى ابن) كيف تشعر المرأة بأنها إنسانة كاملة لها نفس حقوق الرجل وهي تصطدم يومياً بهذا العائق الضخم وأحياناً الصلب، الذي لا يتحرك إلا بضغوط معينة تضطر المرأة أحياناً للقبول بها لتسيير السفينة. اقرأوا معي هذه التعليقات على خبر الحملة والتي أنقلها لكم حرفياً مع بعض الرسائل الخاصة التي وصلتني على البريد الإلكتروني: التعليق الأول / يا جماعة والله بسبب هذا الشرط ألعب بزوجتي كيفما شئت - فهي عندها بكالوريوس فيزياء وأنا عندي ثانوي وأنا وصي عليها وأقدر إذا ما أعطتني راتباً أفصلها أو ما أعطيها بطاقتي والله انا راض اليوم وأقول المرأة مظلومة، والله الواجب هي ولية أمري ولكن – الصلاحيات والعرف والمجتمع يهبني هذا الحق ولا أعلم كيف هي أحسن وأعلم وأرفع مني وأنا من يتصرف بها! التعليق الثاني/ والله معاهم حق إلى متى وفيه حب للتسلط؟ امرأة عاقلة راشدة نتحكم فيها كأنها مجنونة! لنا الحق بالموافقة بتوظيفها لنا الحق بفصلها من عملها لنا الحق لنا الحق... إلخ. هذا ظلم هي المسؤولة عن نفسها وأدرى بمصلحتها أعان الله المرأة في مجتمعنا. إليكم هذه الرسالة من الأخ صالح (يا أخت سوزان منذ تزوجت وصدى كلمات امي وأختي تعشش في عقلي كن رجلاً منذ اليوم الأول، وعندما سألتهما كيف؟ أخبراني بضرورة إشعارها كل يوم بأني أسمح لها بالعمل في مقابل المساهمة معي في البيت وشيئاً فشيئاً امسك انا براتبها، لأن المرأة كما يقولون عندما تستغني مادياً تستغني عن رجلها، أنا شاب متعلم وأعرف بقرارة نفسي أن ما يضعونه في رأسي خطأ، وأن مساهمة الزوجة في المنزل ولبناء المستقبل يجب ان تكون برضاها التام، وتعبيراً عن مدى حبها لزوجها ومدى ثقتها فيه، أريد أن أكون زوجاً صالحاً، لأن زوجتي صالحة وأريد أن أكون في نظر أمي وأختي وربعي رجلاً فماذا أفعل)؟ الإجابة في المقال القادم. [email protected] twitter | @s_almashhady