عندما ينزل نيمار ورفاقه إلى ملعب «مينيراو» في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية غداً (السبت)، لن يساورهم أي شك في أن هذه المواجهة ستكون الأصعب أمام تشيلي في دور ال16 لكأس العالم 2014، ولا تقارن بمواجهتين سابقتين في نفس الجولة، حقق فيهما «راقصو السامبا» انتصارين سهلين. ففي مونديال 1998 بفرنسا تغلبت البرازيل على تشيلي بأربعة أهداف لواحد، بعد أن تكرر نفس ما حدث في البطولة الحالية، بتصدر «الكناري» للمجموعة الأولى، وحلول «لا روخا» في وصافة الثانية، ويومها تقاسم سيزار سامبايو، أحد أبطال تلك النسخة المجهولين والظاهرة رونالدو حصيلة الفائز، فيما سجل للخاسر النجم مارسيلو سالاس. وعاد الأمر وتكرر في نسخة 2010 الماضية بجنوب أفريقيا، بعد تصدر البرازيل المجموعة السابعة، وحلول تشيلي تحت قيادة المدرب الأرجنتيني القدير مارسيلو بيلسا وصيفة في الثامنة، وحسمت «السامبا» النتيجة بثلاثية جوان ولويس فابيانو وروبينيو. وبعيداً عن أن مواجهة تشيلي باتت نذير شؤم على البرازيل، التي خسرت نهائي مونديال فرنسا أمام أصحاب الأرض بثلاثية بيضاء، وودعت جنوب أفريقيا في المرحلة التالية مباشرة على يد هولندا بالهزيمة 1-2 في دور الثمانية، لا يبدو المنتخب التشيلي صيداً سهلاً هذه المرة على الإطلاق. فالفريق كان صاحب التوقيع على تذكرة رحيل حامل اللقب المنتخب الإسباني، بطل العالم وأوروبا، بعد أن فاز عليه بهدفين في الجولة الثانية لمرحلة المجموعات. فضلاً عن ذلك، فاز الفريق على أستراليا 3-1 في أولى مبارياته، قبل أن يخسر آخرها أمام هولندا بهدفين متأخرين ليفرط في صدارة كانت ستجنبه مواجهة أصحاب الأرض. لكن نجم الفريق أليكسيس سانشيز لاعب برشلونة لا يبدو متخوفاً من الموقعة، إذ قال «إنني سعيد جداً باللعب أمام البرازيل. ما يقلقني هو التحكيم، لكن سنرى». ويعد أليكسيس هو القائد الملهم لطريقة لعب الفريق التشيلي، وإن كانت الشارة في ذراع الحارس كلاوديو برافو، الذي سينضم إليه في الفريق «الكتالوني» عقب المونديال. كما أن سانشيز هو أهم أوراق المدرب -الأرجنتيني أيضاً- خورخي سامباولي إلى جانب الهداف إدواردو فارغاس ولاعب الوسط المخضرم خورخي فالديفيا والجناح المجتهد تشارليس أرانغيز. لكن ثقة أليكسيس لا تلغي أن المنافس يبقى صاحب الرقم القياسي لعدد مرات التتويج بكأس العالم (خمسة ألقاب)، متسلحاً هذه المرة أيضاً بجماهيره، فضلاً عن تاريخه. والتقى الفريقان في الماضي 68 مرة، حسمت البرازيل 48 منها، مقابل 13 تعادلاً وسبع هزائم فحسب، لكن رأس الحربة البرازيلي فريد يعتقد أن تلك الحسابات لن يكون لها مكان على أرض الملعب. ويقول مهاجم فلومينينزي عن المنافس «إنه واحد من أفضل المنتخبات التي حظيت بها تشيلي في الأعوام الماضية. فريق سريع ويتمتع بمهارات عالية. كما أن لديه لاعبون ذوو مكانة في كرة القدم العالمية». وعلى رغم أن فريد سجل هدفاً وحيداً في البطولة، من المرجح أن يظل أساسياً في تشكيلة المدرب لويز فيليبي سكولاري، كما كان في الفوز على كرواتيا 3-1 والكاميرون 4-1 والتعادل السلبي أمام المكسيك، فضلاً عن الظهيرين داني ألفيس ومارسيلو ونجم الوسط أوسكار، وبالطبع نيمار هداف البطولة إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والألماني توماس مولر.