حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، القادة الجدد لليبيا على أن يضعوا تحت سيطرتهم وبسرعة مخازن الأسلحة غير المحروسة في ظل الفوضى التي تعم البلاد إثر ثمانية شهور من الحرب التي انتهت بمصرع «الطاغية» معمر القذافي. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن بان قوله في مؤتمر صحافي في طرابلس، التي زارها بشكل مفاجئ، إن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل أكد له أن الأسلحة سيتم تأمينها. ومن بين الأسلحة التي كانت موجودة في الترسانات صواريخ أرض - جو محمولة على الكتف ويمكنها إسقاط طائرات مدنية. في غضون ذلك، نقلت وكالة «سيفن دايز» عن الناطق باسم النظام السابق موسى إبراهيم، أن «وثيقة شرف» ستكون قريباً بين أيدي القبائل الليبية، وأن هذه الوثيقة تُعِدّ «بيانَ موقف وعهد» من القبائل التي تنضم إليها في شأن وقوفها ضد نظام الحكم الليبي الجديد. وكان نظام القذافي يكرر دوماً أن القبائل الليبية تقف معه خلال النزاع الذي حُسم الشهر الماضي بأسر القذافي في مدينة سرت وإعدامه على يد الثوار. وفي واشنطن (أ ف ب)، أعلن البيت الأبيض الثلثاء، أن الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي سيحتفلان سوياً بانتهاء العمليات العسكرية في ليبيا، وذلك في ختام قمة مجموعة العشرين التي تعقد الجمعة في مدينة كان الفرنسية. وقالت الرئاسة الأميركية إنه «بعد قمة مجموعة العشرين (...) سيشارك الرئيس (أوباما) والرئيس ساركوزي في حفل في كان احتفاء بالتحالف بين الولاياتالمتحدة وفرنسا». وأشار البيت الأبيض إلى أن الرئيسين سيلتقيان في هذه المناسبة «جنوداً أميركيين وفرنسيين شاركوا سوياً في العملية» العسكرية في ليبيا. وشددت الرئاسة الأميركية على أن عملية ليبيا انتهت «بعد سبعة اشهر من جهود تكللت بالنجاح من أجل حماية الليبيين ودعمهم في الوقت الذي كانوا فيها يحصلون على حريتهم». ومن المنتظر وصول اوباما صباح اليوم الخميس الى كان حيث سيشارك في اعمال قمة مجموعة العشرين التي تستمر حتى الجمعة. على صعيد آخر (رويترز)، قال نيك كوفمان، وهو محام للساعدي القذافي، إنه يطالب الشرطة الدولية «الانتربول» بإلغاء طلب اعتقاله، على أساس أن حكام ليبيا الجدد لا يمكنهم توفير محاكمة عادلة له. والساعدي، وهو رجل أعمال ولاعب كرة قدم محترف سابق، موجود في النيجر بعد فراره من ليبيا اثر استيلاء قوات المجلس الوطني الانتقالي على طرابلس في آب (اغسطس). وأصدر الانتربول «مذكرة حمراء» يطلب فيها من الدول الاعضاء اعتقال الساعدي بغية تسليمه إذا وجدته على أراضيها. وقال كوفمان في الخطاب الذي اطلعت «رويترز» على نسخة منه: «موكلي سيواجه مصيراً وحشياً مماثلاً، إذا استسلم عائداً إلى ليبيا عملاً بالمذكرة الحمراء». وجاء في الخطاب «قضية المذكرة الحمراء هي... قرار سياسي بحت يدعم التطهير الذي يقوم به المجلس الوطني الانتقالي حالياً ضد موكلي وعائلته». وأضاف: «أود أن أطلب منكم أن تتخذوا قراراً عاجلاً لإلغاء المذكرة الحمراء التي صدرت لاعتقال موكلي». وأبناء معمر القذافي الآخرون إما قتلوا أو فروا من البلاد او اختبأوا منذ بدأت الثورة ضد حكمه في شباط (فبراير). وقتل ابنان للقذافي هما خميس وسيف العرب في وقت سابق من الحرب وقتل المعتصم بعدما اعتقل بالتزامن مع اعتقال والده الشهر الماضي في حين يقيم محمد وهانيبال وعائشة في الجزائر. ونقل موقع على الانترنت ينشر أخباراً مؤيدة للنظام الليبي السابق، أن خميس القذافي لم يُقتل، بعكس ما أفادت تقارير عديدة سابقة. وكان تردد على نطاق واسع أن خميس قُتل بغارة لحلف «الناتو» في منطقة ترهونة خلال انسحابه من طرابلس في آب (أغسطس) الماضي. وفي تونس (ا ف ب)، قال منسق هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء لنظام معمر القذافي، إنه تم تقديم موعد جلسة النظر في طلب تسليم موكله للسلطات الليبية الى الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر). وكان القضاء التونسي حكم الخميس بالإفراج الموقت عن البغدادي لحين مثوله في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) للنظر في مسألة تسليمه. غير انه لا يزال مسجوناً في سجن المرناقية قرب العاصمة بعد ورود طلب جديد من النيابة العامة الليبية.