باريس – رويترز، أ ف ب - قال رئيس تحرير مجلة «شارلي ابدو» الفرنسية الساخرة إن النار اشتعلت في مكتبها أمس، من جراء إلقاء قنبلة حارقة داخله بعدما نشرت رسماً كاريكاتورياً مسيئاً للإسلام على غلافها. وقال ستيفان شاربونييه رئيس تحرير المجلة لإذاعة «أوروبا 1» إن «المبنى ظل قائماً. المشكلة هي أنه لم يعد هناك شيء بداخله». ونشرت المجلة في عددها الصادر هذا الأسبوع رسماً كاريكاتورياً مسيئاً للإسلام تصاحبه عبارة: «100 جلدة إذا لم تمت من الضحك». وحمل العدد عنواناً هو «شريعة ابدو» في إشارة إلى الشريعة الإسلامية. ولم يؤكد مصدر في الشرطة أن سبب الحريق قنبلة حارقة وقال إنه شب منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء، مضيفا أن أحداً لم يصب. وأظهرت لقطات تلفزيونية تناثر المخلفات على رصيف مبنى المجلة واحتراقه تماماً من الداخل. وبدا أن موقع المجلة على شبكة الإنترنت تعرض للاختراق اليوم وظهرت عليه صور لمسجد وعبارة: «لا إله إلا الله». وكان نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للإسلام في صحيفة دنماركية عام 2005، أثار احتجاجات غاضبة في العالم الإسلامي قتل خلالها 50 شخصاً على الأقل. وقال رئيس التحرير: «من الواضح استحالة إصدار صحيفة في هذه الظروف. في الأسبوع المقبل نكون وجدنا مكتباً في مكان آخر. في كل الأحوال لن نقدم تنازلات للإسلاميين وسنستمر». وأضاف أن المجلة تلقت رسائل بالبريد الإلكتروني تحمل شتائم وتهديدات في الأيام القليلة الماضية. وعبر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون عن «استهجانه» بعد إحراق مكاتب صحيفة «شارلي ابدو» الساخرة، داعياً إلى «إلقاء الضوء كاملاً» عن هذا العمل الذي جاء بعد إعلانها تخصيص عدد باسم «شريعة ابدو». وقال فيون في بيان إن «حرية التعبير قيمة ثابتة في ديموقراطيتنا وأي مساس بحرية الصحافة يجب أن يدان بأكبر قدر ممكن من الحزم». وأضاف أنه «ليست هناك أي قضية يمكن أن تبرر العنف». وقال جان فرانسوا كوبيه رئيس حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية المحافظ لإذاعة «أوروبا 1»: «ندين بأقوى العبارات هذا الهجوم على مطبوعة في دولة يجب أن تجسد حرية التعبير».