يعاني مربو المواشي في محافظة وادي الدواسر من نقص حاد في الأعلاف، إذ تنتظر نحو 700 سيارة دورها منذ أيام أمام مقر متعهد الأعلاف الذي حمّل صوامع الغلال المسؤولية لأنها لا توفر له سوى 3 شاحنات يومياً. وأدى هذا الأمر إلى إيجاد «سوق سوداء» خصوصاً في أعلاف النخالة التي ارتفعت أسعارها ثلاثة أضعاف، إذ وصل سعر الكيس إلى أكثر من 35 ريالاً في حين أن المتعهد يبيعه ب12 ريالاً. وانخفضت كمية الأعلاف التي يحصل عليها المواطن من 20 كيساً قبل أسبوع إلى عشرة أكياس من النخالة الآن. وكان أربعة من رجال الأعمال في المحافظة تبنوا إنشاء جمعية زراعية تعاونية أهلية بعد موافقة وزارة الزراعة، وذلك للحد من عمليات التلاعب في أسعار الأعلاف، وطرحت الجمعية مناقصة لترسية شراء الأعلاف فاز بها المتعهد محمد الدوسري الذي يشتري الكيس ب9 ريالات من الصوامع ويبيعه ب12 ريالاً لمربي الماشية، فيما يحصل رجال الأعمال على 75 هللة. ودعا مواطنون الجهات المعنية إلى مساندة الجمعية وزيادة مخصصاتها من 1800 طن إلى 6000 طن يومياً على أقل تقدير لتقوم بعملها على الوجه الأكمل، مشيرين إلى أن السعر الذي يشترون به من المتعهد مناسب، لكن التأخير في تسليم الأعلاف يحد كثيراً من دور الجمعية ويخلق سوقاً سوداء. وذكر ناصر الدوسري أن مربيي المواشي في وادي الدواسر لم يحصلوا على حقوقهم منذ فترة، إذ توقفت الأعلاف، معتبراً أن الجميعة الزراعية لم تخدم المواطن بما كان متوقعاً بسبب نقص الكمية. وتساءل: «هل يكفي محافظة وادي الدواسر 1800 طن من الأعلاف في اليوم؟» وذكر حمود الجنبان المخاريم أنه ينتظر دوره منذ يومين في هذا الطابور الذي يصل إلى أكثر من 3 كيلومترات، داعياً إلى حسن التنظيم والحد من المحسوبيات والمجاملات. وطالب سلمان الدوسري الجمعية بالقيام بأعمالها على الوجه المطلوب. وقال: «تكسب الجمعية في الكيس 75 هللة ومع هذه الكمية البسيطة يكون مكسبها في الشهر 24 ألف ريال وإذا زادت الكمية تضاعف هذا المكسب لذا نأمل منها أن ترفع الكمية لتفيد وتستفيد». وشدد على أهمية تواجد الجهات ذات العلاقة بشكل يومي أثناء التوزيع وفك الاختناقات المرورية. من جهته، أكد متعهد الأعلاف في محافظة وادي الدواسر محمد الدوسري ل «الحياة» أن مؤسسة صوامع الغلال تتحمل المسؤولية عن هذا الوضع، لأنها لا ترسل سوى 3 شاحنات من الأعلاف في حين أن المحافظة في حاجة إلى ضعفها على أقل تقدير. فيما قال أحد أعضاء الجمعية (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة»: «إن جميع المشكلات ستحل إن شاء الله في أقرب وقت وبتنظيم ومساواة بين المواطنين».