أكد وزير الحج السعودي الدكتور فؤاد الفارسي أن فريضة الحج لم تكن يوماً مجالاً ل«المهاترات»، والمذهبية، ورفع الشعارات الجاهلية، أو ساحةً لاستغلالها لأغراضٍ وأجندات سياسية. وقال الفارسي خلال افتتاحه ندوة الحج الكبرى يوم أمس (الثلثاء)، «إن الدين الإسلامي لم يجعل الحج ساحة دعوة مذهبية «مقيتة» أو غير ذلك من الأهداف والمقاصد التي تصرف الحج عن وجهته الشرعية الربانية وتجعل من شعيرة الحج بعيدةً كل البعد عن القدسية والروحانية التي غالباً ما تتسم بها هذه الفريضة». وشدد على أن الحج يعد مناسبةً سنويةً سانحة من أجل تحقيق التضامن بين المسلمين وتجسيد معنى الأمة في هذه المشاعر المقدسة، وسبباً في تأليف قلوبهم، وجمع كلمتهم والتعارف في ما بينهم، ما يفضي لتعزيز أواصر المحبة والمودة بين الحجيج. ولفت إلى أن الحكومة السعودية تسعى من خلال تجنيد إمكاناتها البشرية والمادية كافة إلى التغلب على تحديات محدودية الزمان والمكان، مشيراً إلى أن ندوة الحج الكبرى منذ تأسيسها تسعى إلى حصادٍ عامر بالآراء السديدة المنبثقة عن الأطروحات المعمقة من أجل الوصول للهدف الأسمى وهو تأدية جميع الحجيج للمناسك بكل راحة وطمأنينة. من جهته، حذر مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من تعكير صفو الحجيج لأهداف سياسية أو آراء شخصية أو نحو ذلك، معتبر من يعملون ذلك ضالين عن الطريق المستقيم. وقال: « توعد الله كل من يريد ذلك بأن يعاقبه بمجرد نيته»، وشدد على الاعتصام بالله والسنة والخير والصلاح والفلاح، وأردف قائلاً : « اعتصموا بحبل الله جميعاً وكونوا يداً واحدة متمسكين بالكتاب والسنة مطبقين الأحكام، واجعلوا اعتصامكم بالكتاب والسنة الخير والصلاح والفلاح والعز». وأضاف: «عندما تتخلى الأمة عن الكتاب سيصيبها الضعف والنقص والضعف والهوان فالكتاب عز لنا». وتابع : « أصبحتم بهذا الإسلام إخواناً، كنتم تتفاخرون بالأنساب ولكنها لم توحد القلوب بل العصبية الجاهلية، حتى جاء الإسلام وألغى كل الفوارق وجعل الغاية هي التمسك بهذه العقيدة الإسلامية علماً وعملاً، أساسها توحيد الله وصرف كل أنواع العبادة عن غير الله، وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله وتطبيقها علماً وعملاً ومنهجاً وسلوكاً في كل شؤون الحياة، فحياة الانسان كلها لله وكل ما يأتي في الحياة هو الإسلام وحده المنظم لحياته صحياً وأمنياً وتوجيهاً». فيما أكد أمين ندوة الحج الكبرى الدكتور هشام العباس أن امتداد الإسلام وانتشاره بشكل واسع في شتى أصقاع المعمورة أدى إلى تسارع وتيرة تبادل الرحلات والزيارات العلمية وانتظامها مما أنتج ثقافة متواصلة ومستمرة. وقال: «إن توافد العلماء إلى مكةالمكرمة على مدار العام وخصوصاً خلال فترة الحج جعلها مركزاً للتواصل لكل تلك الرحلات العلمية». وعلل اختيار موضوع «مواكب الحج في التراث الإسلامي» إلى كون رحلات ومواكب الحج ضمت بين جنباتها فوائد علمية من حيث اجتماع العلماء لتدارس الآراء الفقهية واللغوية والعلمية بشكل عام ومن ثم تبادلها في ما بينهم في صور كتب جديدة ناجمة عن تلك التربية العلمية الخصبة التي باتت ندوة الحج الكبرى أحد منابعها. وأشار إلى أن تاريخ مكةالمكرمة وجغرافيتها وآدابها وتراثها الفكري والعمراني هي من الواجبات العلمية الملقاة على عاتق الباحثين والدارسين ومراكز البحث. وكانت مكةالمكرمة شهدت يوم امس انطلاق فعاليات الندوة الإسلامية السنوية الكبرى فى موسم الحج برئاسة وزير الحج فؤاد الفارسي و بحضور نخبة من العلماء والمفكرين من كافة أنحاء العالم وذلك في قاعة الذكرى الخالدة. وتستعرض الندوة اليوم وغداً مسيرة مواكب الحج في التراث الإسلامي، وما خلفته من رصيدٍ إنساني أصيل، وإظهار البعد الإنساني والاجتماعي لفريضة الحج في الإسلام، والتعرف على الوسائل والغايات في أداء فريضة الحج في مختلف البيئات، والتعرف على دور أولي الأمر في تنظيم هذه المواكب ومدى مشاركتهم فيها، والتعرف على أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين مواكب الحج في مسيراتها السنوية، والتعريف بدور فريضة الحج في تعميق الانتماء إلى العقيدة الإسلامية السمحة، والتعريف بدور فريضة الحج في توحيد الأمة الإسلامية على اختلاف مشاربها ومنابتها، وتوضيح دور المملكة في تسهيل وتيسير أمور الحجاج أفرادًا وجماعات. جدة: فريق طبي يرافق متعافين من الإدمان ل «المشاعر»