استفاق سكان حي العمال في مدينة الدمام صباح أمس، على سماع صراخ نساء وبكاء أطفال، عندما تصاعدت ألسنة اللهب من إحدى العمائر السكنية في الحي، فيما كانت سيدة تتدلى من شرفة المنزل في محاولة للخروج من الشقة المحترقة. وأصيب أحد رجال الدفاع المدني باختناق أثناء صعوده إلى المنزل، لإنقاذ أفراد الأسرة البالغ عددهم خمسة أشخاص، وتم إسعافه على الفور، بعد أن قام هو وزملاؤه بإنقاذ العالقين داخل الشقة، التي تصاعدت منها النيران في مشهد بطولي. وأدى الحريق الذي وقع 11.10 صباحاً، إلى تجمهر مئات الأشخاص وطلبة المدارس. وكان الحريق وقع في غرفة جلوس داخل الشقة، تبلغ مساحتها 30 متراً مربعاً، في الدور الثاني من المبنى، وتم إخماده خلال 10 دقائق. ورجح أحد جيران الأسرة ان يكون سبب الحريق «وصلات كهربائية داخل المنزل، أدت إلى حدوث التماس كهربائي». إلا أن الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري، قال ل«الحياة»: «لم تعرف أسباب الحريق بعد، وتم فتح ملف للتحقيق فيه». وأبان أن «الحريق وقع في مبنى مكون من طابقين، وأدى التدخل السريع من جانب فرق الإطفاء إلى إنقاذ أفراد الأسرة، لأن المنزل اشتعل بصورة شبه كاملة. وتم إخراج المرأة وأطفالها بواسطة السلالم من شرفة المنزل المطلة على الشارع، علماً بأن جميعهم كانوا معرضين إلى خطر كبير». وقال أحد المتواجدين الذي بادر إلى الاتصال على دوريات الشرطة، لفك الاختناق، خصوصاً بعد تجمهر طلاب المدارس: «حاولنا الصعود إلى المنزل، إلا أن ألسنة اللهب كانت تتصاعد، وخشينا ان تمتد إلى العمارة بالكامل. كما ان الدخان المتصاعد كاد يحتجز سكان الشقق الأخرى في البناية، وبخاصة النساء». وعزا الدوسري، ارتفاع الحرائق منذ بداية صيف هذا العام، إلى «عدم الوعي والحرص من جانب الأسر، فعدد من الحرائق كانت بسبب أعطال المكيفات والالتماس الكهربائي. كما أن فترة الاختبارات شهدت وقوع حرائق عدة». وحول خطة الدفاع المدني خلال فصل الصيف مع ما يصاحبه من ارتفاع في درجات الحرارة، أوضح أنه تم «إطلاق خدمة «البلوتوث التوعوي» في المجمعات التجارية، وتوزيع النشرات المحذرة من استخدام أساليب خاطئة، كالوصلات، أو الاستعانة بخطوط كهربائية أخرى، ما قد تنجم عنها خسائر في الأرواح». إلى ذلك، أخمدت فرق الدفاع المدني في الدمام، أول من أمس، سيارة اشتعلت فيها النيران في حي الجامعيين، بسبب قمع سيجارة ألقاه السائق، ولم تسفر الحادثة عن إصابات، إذ بادر السائق إلى استخدام طفاية الحريق الموجودة في السيارة أثناء وقوع الحادثة، لتأتي فرق الدفاع المدني وتكمل عملية إطفائها.