نص الكلمة نص كلمة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز خلال اجتماع مجلس أمناء «مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز» أمس: «بسم الله الرحمن الرحيم، الذي بشر عباده بقوله: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وأدخلي جنتي). والحمد لله رب العالمين الذي يحمد في السراء والضراء والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الذي أمرنا بالصبر عند المصاب والثبات عند الصعاب. الإخوة الحضور: للمرة الأولى نجتمع في مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في غياب صاحب الفضل في إنشائها وتمويلها وتطويرها، نجتمع في ظل خطب جلل وحزن عميق، فقد فقدنا الوالد الحنون الذي كنا نستظل بظله بعد ظل الله، فقدنا السند الذي كنا نستند إليه بعد سند الله، فقدنا القلب الرحيم الذي كان يحتوينا برحمته بعد رحمة الله، فقدنا القائد الذي كان يبحر بالسفينة فيوصلنا إلى بر الأمان برعاية من الله، فقدنا الملجأ الذي كنا نلجأ إليه ونحتمي به بعد حماية الله، فقدنا السياسي القدير الذي لا يستعصي عليه حل مشكلة بتوفيق من الله، فقدنا باني القوات المسلحة ومطورها فأضحت تتمتع بالكفاءة والفاعلية بفضل من الله، افتقدنا ابتسامتك يا سيدي التي كانت تزرع فينا الأمل والإقبال على الحياة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. سيدي: لم يكن فقدك مصاب مملكتنا وحدها أو خليجنا أو عالمنا العربي أو الإسلامي، بل كان فقداً عالمياً إنسانياً شاملاً، تركت لنا فراغاً لا يستطيع أحد ملأه من بعدك، تركت لي مسؤولية جسيمة تنوء بحملها الجبال، فأن لي بحملها، إلى من نلجأ بعد رحيلك يا سيدي بعد أن رحل الملجأ والملاذ، نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ونناجيه أن يلهمنا الصبر، ويمنحنا القوة والثبات على مواصلة مسيرتك مسيرة الخير والعطاء مسيرة التنمية والبناء مسيرة العلم والتعليم، مسيرة حب الوطن والإيثار، مسيرة السعي على الأرامل والأيتام. إنها إرادة الله وسنة الحياة فهو القائل «تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور». والحمد لله الذي لا يغلق باباً إلا يفتح أبواباً، فلقد عوضنا بمليك ولي أمرنا أحبنا وساندنا وكان خير عون لنا في محنتنا، وقف مع أخيه وقفة الرجال لم يبال بنصائح أطبائه، وأصر على استقباله وتوديعه، فكان مثلاً يقتدى في النبل والشهامة، وعوضنا بأخيه ووالدنا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي أحاطنا برعاية كاملة وحب صادق صادر من قلب طاهر ونفس زكية، عوضنا الله بأعمام كرام كانوا خير عزاء لنا، شدوا من أزرنا، وخففوا من مصابنا وعوضنا بأسرة لا تفت المصائب في عضدها، ولا توهن المصاعب من قوتها، وعوضنا بحب شعب عريق بنيانه حصين، واختراقه عسير طوق بكرمه ومواساته أعناقنا، وأخيراً أكرمني الله بإخوة بنين وبنات تعاهدنا بيننا على التعاضد والتآزر، وأن نظل على قلب رجل واحد كما كان يحب وكما وعدناه قبل رحيله. الإخوة الحضور أدعوكم في اجتماعنا هذا أن يكون وعد بيننا أن نظل على دربه سائرون، ونهجه سالكون، وأن يظل اسمه ومشاريعه في مختلف المجالات منارة يستهدى بها في كل زمان ومكان، وأن نتعاهد بأن نبذل من الجهد الصادق والإخلاص في العمل ما يثري هذه المشروعات ويدفع بها إلى آفاق أرحب وأوسع، وأن تظل المؤسسة نبع خير وفضل وإحسان قبلة للمحرومين والمحتاجين، تستقطب الخير من دون تحيز لدين أو عرق أو جنس أو نوع، فهكذا كان سلطان الخير، وتلك كانت توجيهاته وتوجهاته. ختاماً لا أملك إلا أن أقول «وإن كانت العين لتدمع والقلب ليحزن فإننا بقضاء الله راضون وبقدره مؤمنون، ولمشيئته خاضعون، ولفراقك يا سيدي لمحزونون. والسلام عليكم ورحمة الله».