أكدت تقارير بريطانية أن قناة «الجزيرة» القطرية ستدخل بقوة للفوز بحقوق النقل التلفزيوني لمنافسات الدوري الإنكليزي، ليست فقط لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط، وإنما داخل بريطانيا أيضاً، ما سيهدد احتكار «سكاي سبورتس» للحقوق المحلية الممتد منذ 1992. وقال التقرير الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل» إن مسؤولاً كبيراً في القناة القطرية أكد أنهم يدرسون فكرة تقديم عرض كامل للحظي بالحقوق البريطانية والشرق أوسطية التي تملكها حالياً قناة «أبوظبي الرياضية» الإماراتية، علماً بأن هذه الحقوق تنتهي بنهاية الموسم المقبل، على أن تقدم العطاءات والعروض الجديدة بنهاية الموسم الحالي. وستشكل منافسة «الجزيرة» ضربة قاصمة لإمبراطورية روبرت ميردوخ الذي يملك «شبكة سكاي»، الذي عانى من أزمات عدة في الشهور الأخيرة، على رأسها فضيحة التنصت على شخصيات عامة، خصوصاً أن الشبكة تعتمد أساساً في مداخيلها على الاشتراكات في منافسات البريميرليغ، التي تقدر ببلايين الجنيهات سنوياً. ومن وجهة النظر القطرية، فإن هدف الاستثمار في حقوق نقل منافسات الدوري الإنكليزي هو لتعزيز فكرة أن قطر هي وجهة كرة القدم المفضلة، خصوصاً بعد انتقادات عنيفة نالت البلاد بعد فوزها بشرف استضافة مونديال 2022، وقال مسؤول كبير داخل الاتحاد الإنكليزي: «هناك مؤشرات أكيدة على أن الجزيرة ستزاحم سكاي على الحقوق البريطانية، وبالتأكيد هم يملكون المال الكافي للتغلب على أي عرض يقدمه سكاي، وأيضاً يملكون الحافز الكافي لاتخاذ هذه الخطوة على محمل الجد لتفنيد كل الأفكار السلبية على قرار استضافتهم لمونديال 2022 ولتحسين صورتهم للعالم على أنهم بلد كروي بحت». يذكر أن «سكاي» تملك حالياً 11 مليون مشترك في شبكتها، ودفعت 1.78 بليون جنيه للحظي بحقوق البريميرليغ في 2010 حتى 2013، وتتشارك مع شبكة «اي إس بي إن» الأميركية على حقوق نقل المباريات المشفرة المخصصة للدفع الفردي وعددها 23 مباراة كل موسم. ونشطت قطر في عالم كرة القدم منذ نهاية العام الماضي بعد فوزها باستضافة المونديال، إذ عقدت اتفاقاً مع نادي برشلونة الإسباني لرعاية فانلاته، وهي خطوة لاقت امتعاضاً من أنصار بطل إسبانيا كونه تخلى عن أهم مبادئه بعدم استغلال اسمه تسويقياً، بعدما حملت فانلاته اسم منظمة «يونيسيف» الخيرية، ليحمل بعدها اسم «مؤسسة قطر» (قطر فاونديشن) أيضاً لاعتبارها خيرية. بعدها استثمرت الذراع المالية لحكومة قطر في أكبر الأندية الفرنسية، لتتملك نادي باريس سان جيرمان، وأنفقت عليه الملايين لجعله قوة ضاربة في القارة الأوروبية، إضافة إلى تملك نادي ملقا الإسباني. ويؤكد مراقبون أن «الجزيرة» ستركز في البداية على الفوز بحقوق نقل مباريات البريميرليغ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تملكها حالياً «أبو ظبي الرياضية»، قبل أن تقدم عرضاً على الحقوق البريطانية، مع احتمال تردد «سكاي» في دفع مبالغ كبيرة لتجديد التملك، بعد خسارة قضية رفعتها الشبكة على سيدة تملك حانة كانت تشتري حق البث من شركة يونانية، وحكمت المحكمة أنه يحق لأي مواطن أن يشترك بأي شركة تملك الحقوق داخل الاتحاد الأوروبي، ما عنى أن «سكاي» ستخسر شريحة كبيرة من مبلغ 3 بلايين جنيه سنوياً تجنيها من اشتراكات البارات والحانات.