إرجيس (تركيا) - أ ف ب، رويترز - بلغت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم فان شرق تركيا الأحد الماضي 543 قتيلاً و2300 جريح، فيما وصلت طائرة مساعدة إسرائيلية نقلت مواد إغاثة مختلفة، غداة إعلان انقرة قبولها مساعدات البلدان الأجنبية لمواجهة الوضع في المنطقة المنكوبة. وبعد 91 ساعة على حصول الزلزال بقوة 7,2 درجة على مقياس ريختر، انتشل طالب في التاسعة عشرة من عمره حياً من تحت أنقاض مبنى منهار من أربع طبقات في إرجيس، المدينة الأكثر تضرراً بالزلزال، وأنقِذت معلمة في السابعة والعشرين من العمر في المدينة ذاتها أول من أمس. ويُرتقب تساقط الثلوج في فان خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ما يجعل أعمال الإغاثة أكثر صعوبة بسبب عدم إمكان استخدام المعدات الكهربائية، ويحدّ من آمال العثور على ناجين. وسيؤثر سوء الأحوال الجوية أيضاً في حياة عشرات الآلاف من المنكوبين، مع العلم أن بعضهم في فان بدأ في مغادرة المخيمات التي نصبها الهلال الأحمر التركي هرباً من الصقيع والعودة إلى منازل، على رغم أخطار حصول انهيارات بسبب تواصل الهزات الارتدادية. نقص الخيم وأعلن حسين سيليك، نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم تضرر 700 ألف شخص من الزلزال في فان، وقدر عدد الخيم المطلوبة لإيواء المنكوبين بنحو 115 ألفاً، في حين نقل نحو 17 ألف خيمة فقط إلى المنطقة. لكن ناجين اشتكوا من الاستجابة البطيئة لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، واتهموا المسؤولين بتسليم المساعدات إلى أنصارهم ما حتم وقوفهم في صفوف طويلة ليجدوا أن الخيام قد نفدت. وقال آخرون إن بعض المنتفعين يجمعون الخيام ويعيدون بيعها. وقال فاتح زنجين (38 سنة) الذي تضرر منزله في شدة في إرجيس: «الجميع يمرض ويبتل. ننتظر في الصفوف منذ أربعة أيام، ولم نحصل على شيء. لدينا عشرة أطفال يمرضون في عائلتنا. الجميع يحتاج إلى خيمة فالثلوج مقبلة. إنها كارثة». أما أرجون أوزمن (37 سنة) فقال: «يأخذ الناس عشر خيام ويبيعونها. إنه عار. نمت في منتزه البلدية طوال الليل تحت الأمطار. حذائي مليء بالماء. سجلت اسمي ولم أحصل على خيمة إلا أمس، لأنني كنت منشغلاً بدفن الموتى». وصباحاً، حطت طائرة إسرائيلية في مطار «اسنبوغا» بأنقرة محملة بمساعدات، وصرح ديبلوماسي إسرائيلي بأن 3 طائرات أخرى ستصل أنقرة خلال يومين. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال أن المساعدات الإنسانية من إسرائيل لن تغير توقعات أنقرة الأساسية في شأن العلاقات السياسية الثنائية المتوترة منذ أن هاجم الجيش الإسرائيلي عام 2010 سفينة مساعدات إنسانية توجهت إلى غزة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الفلسطيني، لأن «المسألتين مختلفتان». وكشف أونال أن 12 دولة ومنظمتين دوليتين قدمت عروضاً رسمية لمساعدة تركيا، وهي أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا وكازاخستان ومصر وروسيا وإسرائيل وسويسرا وأذربيجان وإرلندا واليابان وبلجيكا، ومكتب المفوضية العليا للاجئين التابع للأمم المتحدة، ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.