ألقى قرار سورية رفع الرسوم الجمركية على السيارات الخاصة (السياحية) ومنع الاستيراد ثم إلغاءه، بظلالهما على سوق السيارات السياحية، وخلفا ضعفاً في تجارتها، بعدما شهدت السوق حركة نشطة خلال السنوات الماضية. وأفاد عدد من المتعاملين في السوق بأن أسعار السيارات السياحية الأكثر تداولاً ارتفعت نحو 20 في المئة، في حين زادت أسعار السيارات ذات المحركات الأكبر بنحو 30 في المئة. وقال تاجر السيارات في سوق حرستا، خلدون أسعد، في تصريح إلى «الحياة»: «زادت أسعار السيارات التي تقل سعة محركها عن «1600 سي سي» بنحو 10 في المئة، وكذلك ضريبة الرفاهية التي ارتفعت بالنسبة ذاتها، والسيارات من هذه الفئة كانت تباع قبل عشرة أيام بنحو 800 ألف ليرة (16 ألف دولار) أصبح سعرها الآن 900 ألف ليرة (18 ألف دولار)». وأوضح أن استيراد هذه الفئة من السيارات، أصبح صعباً بسبب قلة الإقبال عليها وارتفاع أسعارها. وأوضح تاجر آخر أن هذه الفئة من السيارات تدفع ضريبة سنوية تصل إلى أكثر من 160 ألف ليرة (3200 دولار) على رغم أنها تستهلك كمية أكبر من الوقود.ويذكر أن سورية ألغت الضريبة السنوية على السيارات الشعبية بعد رفع سعر ليتر البنزين نحو أربع ليرات سورية، في حين لقيت هذه الضريبة على سيارات تدرج في فئة الرفاهية. وكان الرئيس السوري بشار الأسد، أصدر أخيراً مرسوماً عدّل بموجبه الرسوم الجمركية على السيارات السياحية وغيرها من وسائل النقل، وراوحت نسبة الزيادة بين 10 و180 في المئة. وارتفعت بموجب المرسوم نسبة الرسوم الجمركية على السيارات التي لا تزيد سعة محركاتها على 1600 سنتيمتر مكعب من 40 في المئة إلى 50 في المئة، وعلى تلك التي تزيد سعة أسطواناتها عن هذا الحد من 60 في المئة إلى 80 في المئة. أما التي تزيد سعة محركاتها على ثلاثة آلاف سنتيمتر مكعب ولا تتجاوز أربعة آلاف فارتفع رسمها الجمركي من 60 إلى 120 في المئة، والتي تتجاوز أربعة آلاف سنتيمتر مكعب من 60 إلى 150 في المئة. البيع والشراء وأكد تجار السيارات ضعف حركة البيع والشراء وعزوا السبب إلى الأوضاع التي يمر بها البلد منذ آذار (مارس) الماضي، وإلى امتناع البنوك الخاصة عن تمويل شراء السيارات للأفراد. وقال أحد التجار: «كنا نبيع في اليوم الواحد سيارتين وربما خمس سيارات ولكن الآن لا نبيع في الأسبوع الواحد سوى سيارة واحدة»، لافتاً إلى أن غالبية المستهلكين تفضل شراء السيارات الصغيرة لتفادي دفع الرسوم السنوية. وانعكس كل ذلك على أسعار السيارات المستعملة فزادت أسعارها بين 25 و50 في المئة. وقال تاجر: «إن أسعار السيارات الكورية ارتفعت في السوق المحلية بنحو 50 في المئة، والسيارة التي كانت تباع بنحو 600 ألف ليرة (12 ألف دولار) أصبح سعرها بين 650 و700 ألف ليرة (14 ألف دولار)».