توقع «مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية» (أونكتاد) أمس تراجع أسعار الحديد الخام بأكثر مما هو متوقع، واعتبر في تقرير له باسم «سوق الحديد 2008 - 2010» ان أزمة القطاع هي الأسوأ عالمياً منذ عامي 1974 - 1975. وأوضح التقرير ان أسعار خام الحديد الأسترالي انخفضت 33 في المئة عام 2008، والبرازيلي 28 في المئة، والخام غير المعالج 44 في المئة، في حين انخفض الاستخدام العالمي لمنتجات الصلب الكاملة التصنيع ب1.4 في المئة إلى 1197 مليون طن، وهبط انتاج الصلب الخام ب1.5 في المئة إلى 1325 مليون طن، مقارنة بما كان عليه عام 2007. وتوقع التقرير أيضاً ان يستمر تراجع الطلب على خام الحديد والصلب عام 2009 بأكثر من 15 في المئة، على رغم وجود دلائل على نمو الطلب من السوق الصينية. وأدت تلك التغيرات إلى تفوق الصين على استراليا في إنتاج الحديد والصلب، إذ أنتجت العام الماضي 366 مليون طن لتحتل رأس قائمة الدول الأكثر إنتاجاً للحديد في العالم إلى جانب البرازيل والهند وجنوب إفريقيا، تلك الدول التي حافظت على إنتاجية جيدة، على رغم انخفاض الطلب عليه عالمياً، خصوصاً في الربع الأخير من عام 2008 بنسبة 3.6 في المئة إلى نحو 1.7 بليون طن. وسجلت تجارة الحديد الدولية مستوى قياسياً العام الماضي، إذ زادت الصادرات للسنة السابعة على التوالي، ووصلت إلى 882 مليون طن، بزيادة 7.8 في المئة عن عام 2007. وبذلك تكون صادرات خام الحديد قد تضاعفت منذ العام 1999، إذ تربعت أستراليا على رأس قائمة الدول الأكثر تصديراً بنسبة 16 في المئة وبأكثر من 300 مليون طن، تليها البرازيل التي ارتفعت صادراتها 4.5 في المئة، فيما ارتفعت الصادرات الهندية للسنة التاسعة على التوالي لتحتل الهند المركز الثالث عالمياً بنحو 101 مليون طن. ولا تزال الصين اكبر مستورد للحديد الخام، إذ بلغت وارداتها العام الماضي 444 مليون طن بزيادة 16 في المئة عن عام 2007. وبلغت أسعار الشحن مستوى قياسياً في أيار (مايو) 2008، ثم انخفضت في شكل غير مشهود منذ السنوات الأولى من الألفية بسبب الأزمة المالية العالمية، إذ وصل سعر نقل طن الحديد من استراليا إلى الصين نحو 25 دولاراً في منتصف العام الماضي، ثم هبط إلى 14 دولاراً مع نهاية العام. ومن المحتمل، وفق التقرير، ان تمر سوق الشحن الدولية بفترات عصيبة هذا العام وربما لسنوات مقبلة. في الوقت نفسه، تراجعت قدرات مناجم الحديد الجديدة عام 2008 لتكتفي باستخراج 88 مليون طن فقط، إذ أدى هبوط سعر الطن الخام من 186 دولاراً في منتصف العام الماضي، إلى 80 دولاراً في الربع الأخير من السنة، ما جعل عملية استخراجه غير مجدية للكثير من شركات التعدين والمناجم. وتستعد بعض الدول لتدشين مشروعات جديدة لإنتاج الحديد بين عامي 2009 و2011 لإنتاج أكثر من 430 مليون طن إضافي. ووفقاً للتقرير، تعمل صناعة الحديد الخام حالياً دون طاقتها بكثير، بتأثير عاملين اثنين مهمين: انخفاض أسعار الشحن، والأكلاف العالية في مناجم الحديد الخام الصينية، ما قد يجعل المؤسسات الصغرى والمتوسطة الصينية مضطرة إلى خفض الإنتاج بدرجة كبيرة.