كشف الرئيس السوداني عمر البشير عن دعمه وتسليحه ثوار ليبيا رداً على مساندة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي متمردي «حركة العدل والمساواة» الذين هاجموا العاصمة الخرطوم في أيار (مايو) 2008. وحمل في شدة على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو الذي أصدر أمراً بتوقيفه في جرائم حرب وإبادة وقعت في دارفور، وتباهى بتمكنه من كسر قرار المحكمة وسفره إلى دول بعيدة. وقال البشير بلهجة غاضبة خلال لقاء جماهيري أقيم في مدينة كسلا في شرق السودان في حضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الاريتري أسياس أفورقي لمناسبة افتتاح طريق قاري بين السودان واريتريا بتمويل قطري، إن الدور الليبي في زعزعة استقرار السودان كان قوياً بدعم زعيمها لحركات التمرد في دارفور وفي جنوب السودان، موضحاً أن كثيراً من أدوات التآمر على السودان تكفّل بها الله سبحانه وتعالى، في تلميح إلى مقتل القذافي. وأكد أن النظام الليبي السابق دعم «حركة العدل والمساواة» التي يتزعمها خليل إبراهيم والتي «وصلت إلى الخرطوم بأسلحة وسيارات وتمويل ليبي». وأضاف أن الفرصة كانت مواتية لنظامه ليرد الصاع إلى النظام الليبي. وقال البشير: «وصلت أسلحتنا للثوار في مصراتة، والجبل الغربي والزاوية». وكشف أن القوات التي حررت طرابلس سلّحها السودان بنسبة 100 في المئة. وانتقد البشير الذي خاطب جماهير سودانية تحت شمس محرقة بعدما أدى رقصته الشهيرة، مدعي المحكمة الجنائية واشار إلى ملابسات زيارته لأسمرة بعد أصدار أوكامبو مذكرة توقيفه. وقال إن اوكامبو قال آنذاك «إن البشير ذهب إلى أسمرة لأنها قريبة» وتحداه بأن يغادر «إلى مكان أبعد»، مشيراً إلى انه قبل التحدي ولبى بعدها دعوة من أمير قطر لحضور مؤتمر قمة في الدوحة على رغم تحذيرات بعضهم من التواجد الأميركي في قطر. ومضى البشير: «قلت طالما الدعوة من الشيخ حمد فإن الأميركان لن يستطيعوا مس شعرة من جسدي». وامتدح الرئيس السوداني الدور القطري في حل أزمة دارفور وصبر قيادتها على مشاكل الإقليم إلى أن توّجت بوثيقة الدوحة. وأكد البشير أن العلاقات مع اريتريا لم تعد تشوبها شائبة وأنها قائمة على العلاقات الأزلية بين شعبي البلدين والمصالح المشتركة ووعد بإزالة الحدود تماماً، مؤكداً أن الحدود وضعها الاستعمار وأن البلدين قررا محوها تماماً. وأفاد أن المشاكل الأمنية على الحدود السودانية - الاريترية انتهت الى الأبد. وزاد: «سيتم إنشاء أكبر منطقة حرة في السودان على الحدود مع اريتريا».