أكد عضو سابق في مجلس المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي توفي فجر أمسكان حريصاً على توفير خدمة النقل الجوي لكل البقاع في المملكة، على رغم عدم جدوى بعض مسارات النقل في السعودية اقتصادياً، وتحمل الخطوط بناءً على ذلك خسائر مادية. وقال الدكتور عبدالله دحلان في حديث إلى «الحياة»، إن الفقيد حرص على البعد الاجتماعي في قطاع النقل الجوي أكثر من حرصه على كسب المؤسسة مادياً، ولم يألُ أي جهد مالي أو فكري في هذا المجال. وأضاف: «لم يؤيد أي قرار من شأنه قطع خدمة النقل الجوي عن بعض مسارات رحلات الخطوط السعودية في بعض مناطق المملكة بسبب عدم الجدوى الاقتصادية، بل حرص على توصيل الخدمة إلى كل فئات الشعب في أي مكان، إلى جانب حرصه في بعض الفترات التي عانت منها الخطوط السعودية من ترهل وظيفي على عدم المساس بمصدر رزق الموظفين والحرص على وضعهم الاقتصادي وعوائلهم». وبيّن دحلان أن الأمير سلطان يعد أحد رواد قطاع النقل الجوي في الوطن العربي، إذ جعل الخطوط السعودية مثالاً للتطوّر في المنطقة. وزاد: «بعد أن كانت الخطوط السعودية شركة صغيرة في المنطقة، أصبحت في فترة وجيزة وبجهود جبّارة منه، شركة طيران كبرى بمواصفات عالمية وتنافس على المستوى الدولي، كما أنه زاد عدد رحلاتها بشكل ملفت للأنظار وأضحت تصل جميع بقاع العالم، فقد نقلها من المحلية إلى العالمية، إلى جانب دعم المؤسسة بكل السبل من أجل تحديث أسطولها بطائرات من أحدث طراز وبالعدد الكافي». ولفت دحلان إلى أن الأمير سلطان دفع في مرات كثيرة من ماله الخاص حتى ينقذ صفقات شراء طائرات حديثة للخطوط السعودية، إلى جانب دعمه رأسمال المؤسسة من أمواله الشخصية. وتابع: «لقد كان يعطي من ماله لتسهيل أعمال المؤسسة، حتى أنه في يومٍ من الأيام لإنقاذ صفقة شراء طائرات طراز بوينغ 747 من الولاياتالمتحدة الأميركية لتحديث أسطول الخطوط السعودية، تكفّل بتمويل الدفعة الأولى من الصفقة على حسابه الخاص، حتى يضمن تطوير أسطول المؤسسة وتحديثه في الوقت المناسب». وأشاد العضو السابق في مجلس الخطوط السعودية، بالتعامل الأبوي الحنون من الفقيد مع أعضاء المجلس، واهتمامه شخصياً بالاستماع إلى آرائهم ومحاورتهم في كل ما من شأنه تطوير قطاع النقل الجوي في السعودية وتطويره لينافس عالمياً. وأوضح قائلاً: «كنا نشعر منه كأعضاء في مجلس الإدارة بكل حنية وبتعامل أبوي، وكان يؤمن بحرية الرأي وأهمية التشاور والاستماع لآراء جميع الأعضاء في قرار أو مبادرة لتطوير الخطوط». وفي موضوع ذي صلة بجهود الأمير سلطان في الشأن الاقتصادي، ذكر دحلان أن الفقيد كان مهتمّاً بتسهيل أمور رجال الأعمال السعوديين في كل وقت، وإزالة العقبات التي قد تعترضهم في آداء أعمالهم، مستدركاً بقوله: «من المبادرات في هذا الشأن تأمينه في فترات عدة طائرات خاصة لرجال الأعمال لاجتماعاتهم الخارجية». وأشار إلى ريادة الأمير سلطان في قطاع التعليم الأهلي في السعودية، إذ كان أول من ابتدأ فكرة إنشاء الجامعات الأهلية، ودعم بناءها وتطويرها، وخصص دعماً مالياً كبيراً عند تأسيسها يشتمل على منح 20 مليون ريال لكل جامعة أهلية، و10 ملايين ريال لكل كلية أهلية، من أجل أن يحظى جميع الخريجين السعوديين بفرصة لإكمال دراستهم الجامعية. وزاد: «لم يأل جهداً سواء كان مالياً أو خلافه على طلبة العلم في داخل المملكة وخارجها، لقد كان يكافئهم مالياً في أوقات كثيرة، كما أن من الدلائل على اهتمامه بالعلم وأهله، وجود معظم مستشاريه من الاساتذة الجامعيين». واختتم دحلان حديثه عن مآثر الأمير سلطان في القطاع الاقتصادي بقوله: «سيظل القطاع الخاص السعودي برجال الأعمال فيه، مديناً لسلطان الخير أبد الدهر نظير أعماله والخدمات الجليلة التي قدمها لهم». وكان الأمير سلطان يشغل أيضاً منصب نائب رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى الذي شُكّل في عام 1426ه، وأسهم في إصدار الكثير من القرارات الاقتصادية المهمة للمملكة.