أكدت أكاديمية أميركية متخصصة في الشؤون الخليجية أن لا صحة للادعاءات بأن السعودية تقدم دعماً مالياً لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وشددت لوري بلوتكن بوغارت على عدم وجود أي «أدلة موثقة» على دعم سعودي من ذلك القبيل، مشيرة إلى أن «الرياض تعتبر هذه الجماعة منظمة إرهابية تشكل تهديداً مباشراً لأمن المملكة». وذكّرت بأن السعودية صنّفت «داعش» وعدداً من المنظمات الإرهابية كيانات إرهابية في آذار (مارس) الماضي. وكتبت بوغارت، في موقع «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، حيث تعمل زميلة أبحاث في برنامج سياسة الخليج التابع للمعهد، أن «هناك اعتقاداً خاطئاً بأن المملكة العربية السعودية لا تعترض سبيل تمويل الجهات السعودية الخاصة للتنظيمات الإرهابية العاملة في سورية، بما فيها تنظيم «داعش». لكن أحد أبرز أنشطة مكافحة التمويل الإرهابي الملحوظة التي تمارسها الرياض، مراقبتها للقطاع المالي الرسمي في البلاد لأجل ردع التبرعات المشبوهة. وبالفعل فإن حملات جمع الأموال التي تقام على مواقع التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها عملية إرسال هذه الأموال من السعودية إلى سورية. وذهبت إلى أن الرياض «تعتقد بأن السماح لمواطنيها بدعم التنظيمات الإرهابية المعادية سيؤدي في نهاية المطاف إلى نشوب اعتداءات على الأراضي السعودية، ما يسهم في تحفيز نهج المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب. ففي منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، عانت البلاد من سلسلة هجمات مأسوية شنّها تنظيم «القاعدة» بالارتباط مع السعوديين الذين عادوا إلى وطنهم من الجهاد في أفغانستان، وكان لتلك التجربة أهمية كبيرة في تكوين الذهنية الراهنة». وأضافت بوغارت أنه «على رغم أنه ساد الاعتقاد سابقاً بأن المانحين السعوديين ومتبرعين خاصين آخرين هم مصدر التمويل الأكثر أهمية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إلا أنه تم تهميش أهمية تلك التبرعات، بفعل مصادر الدخل المستقلة التي تملكها الجماعة. وهذا الدخل، الذي يقدر الآن بأنه يتجاوز التبرعات الخاصة على نحو قاهر، يصدر عن أنشطة متعددة مثل التهريب (النفط والأسلحة والآثار)، والابتزاز (على سبيل المثال، يفرض التنظيم نحو 8 ملايين دولار شهرياً «ضرائب» على المؤسسات المحلية)، فضلاً عن جرائم أخرى (على سبيل المثال، عمليات السطو والتزوير). كما أن سطو الجماعة على البنك المركزي في الموصل في 11 حزيران (يونيو) منحه لوحده عشرات ملايين الدولارات (مع أن المسؤولين الأميركيين يشيرون إلى أن مبلغ ال 400 مليون دولار الذي غالباً ما يُنسب لعملية السطو هذه ليس دقيقاً). وشددت الباحثة الأميركية على «أنّ المكاسب الأخيرة التي حققها تنظيم «داعش» في العراق تمثل فرصة أمام واشنطن لتوطيد تعاونها مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى في إطار مكافحة تمويل الإرهاب، فمخاوف هذه الدول من التهديدات الإرهابية ل«الدولة الإسلامية في العراق والشام» على أرضها تزداد عمقاً. وكانت الزيارة التي قام بها وزير الخزانة الأميركي جاك ليو خلال الأسبوع الماضي إلى السعودية والإمارات - أقرب شركاء الولاياتالمتحدة حول هذه المسألة في الخليج - خطوة إيجابية في هذا السياق».