بغداد - أ ف ب - أعرب عراقيون عن فرحهم بمقتل معمر القذافي على يد ثوار ليبيا الخميس، معتبرين انها النهاية الطبيعية لكل «طاغية» على رغم تدخل الدول الغربية التي تسعى لحماية مصالحها قبل كل شيء. واستقبل العراقيون الذين تابعوا الاحداث في ليبيا بمشاعر من الفرح والقلق في آن واحد على مستقبل الشعب الليبي الذي قد يتعرض لأزمات كالتي عاشها العراقيون بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003. ففي بغداد، قال المهندس سعد جبار (48 سنة) ان «ما حققه الشعب الليبي أمر مشرّف ويجب أن تقتدي به الشعوب العربية لأنه استطاع أن يتخلص من طاغية عبر ثورة انطلقت من داخل ليبيا». وفي إشارة الى تدخل حلف شمال الاطلسي، يرى جبار أن «تدخل الدول الغربية أمر طبيعي لأنهم يحاولون حماية مصالحهم فقد ساعدوا القذافي في الماضي لكنهم ساعدوا الشعب الليبي الآن بعد أن ادركوا أنه انتهى». وأشار إلى أن الأمر ذاته كان مع صدام حسين، موضحاً انهم ساعدوه إلى مرحلة ما، ثم انقلبوا عليه بعدها وفقاً لمصالحهم. وقال سلمان داود رجل اعمال (45 سنة) ان «الرؤساء العرب يجب ان يدركوا حقيقة ان الرئاسة لا يمكن ان تدوم مدى الحياة ولا بد من التعامل مع ارادة الشعوب بشكل يؤمن سير اي بلد بشكل سلمي». وأضاف أن «الرؤساء العرب المتمسكين بكراسي السلطة لا بد ان يتخذوا الانتخابات طريقاً (...) وإلا سيكون مصيرهم مثل القذافي ومبارك وقبلهم صدام حسين». وفي الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى شمال بغداد، قال عبد الغفور محمد (60 سنة) الضابط في الجيش السابق انها «نهاية طبيعية لكل طاغية وديكتاتور يظلم شعبه». وتابع ان «هذا مصير الحكام الذين لا يريدون التنحي عن عروشهم والتي يجب ان تكون عبرة لكل الحكام». بدوره، قال قاسم خضير (47 سنة) وهو محام انه «من المؤسف ان الشعوب العربية لا تدرك المأساة التي ستنتهي اليها». وتساءل «هل ستقبل اميركا اعطاء السلطة الى قادة مخلصين لبلادهم وهل سينتهي الارهاب بمجرد سقوط القذافي؟». وخاطب الليبيين قائلاً «لا تفرحوا ايها الليبيون فهذه بداية النهاية»، في اشارة الى احتمال عدم استقرار الاوضاع مستقبلاً. وفي كركوك، رأى شيرزاد عبدالله الجباري في الثلاثينات وهو مهندس كردي ان «مقتل القذافي هو نهاية كل ديكتاتور أو طاغوت». وأضاف: «للأسف ظلم وقمع الحكام هو من يأتي بالتغيير الذي لا يتحقق الا بدعم خارجي». وأعرب عن امله «بألا يتسبب التغيير في ليبيا بالويلات لشعبها». أما الصيدلاني التركماني ارسلان كمال (47 سنة) فرأى أن «نهاية القذافي نجاح لارادة الشعوب التي تريد ان تصنع التغيير».