واشنطن - أ ف ب (خدمة دنيا) - أعاد رأس سهم عثر عليه مع عظام حيوان الماموث أوائل سكان أميركا الشمالية إلى ما لا يقل عن 14 ألف سنة، موجهاً ضربة جديدة إلى النظرية السائدة منذ فترة طويلة بأن استعمار هذه القارة أقل قدماً من ذلك. ويثبت تأريخ رأس السهم الذي عثر عليه أن الإنسان كان يصطاد في هذه الأمكنة قبل ألف سنة مما كان مقدراً حتى الآن، على ما أظهرت دراسة أميركية. وقال الباحث المشرف على الدراسة آيسكي فيلرسليف: «سيسعد هذا الاكتشاف الهنود الأميركيين لأنه يشكل دليلاً جديداً على أن الإنسان كان موجوداً في أميركا الشمالية في فترة أقدم مما كان يعتقد حتى الآن، وانطلاقاً من ذلك فإن نظرية المستعمرات البشرية الأولى في القارة الأميركية المعروفة باسم ثقافة كلوفيس التي كان يعتمدها حتى سنوات قليلة الكثير من العلماء، تطمر نهائياً مع استنتاجات هذه الدراسة الجديدة». وبموجب النظرية التي باتت موضع تشكيك كبير، فان الأفراد الذين انتموا إلى هذه الثقافة التي تتميز بتقنية خاصة جداً في صقل رؤوس الصوان ذات الوجهين، أتوا من آسيا قبل حوالى 13 ألف سنة عبر مضيق بيرينغ خلال العهد الجليدي، وانتشروا لاحقاً في كل أرجاء القارة وصولاً إلى جنوب أميركا الجنوبية. ورأس السهم البالغ طوله ما لا يقل عن 27 سنتيمتراً والمصنوع من عظمة الماموث، عثر عليه في موقع مانيس في ولاية واشنطن في شمال غربي الولاياتالمتحدة عندما نبش علماء الآثار هيكلاً عظمياً لهذا الحيوان الضخم نهاية سبعينات القرن الماضي. لكن 30 سنة مرت قبل أن يتمكن العلماء من تحديد تاريخ هذا الرأس الذي كان عالقاً في أحد ضلوع الحيوان. وللتوصل إلى ذلك لجأوا إلى تقنيات عدة منها تحليل «دي أن أي» للبروتين الذي عثر عليه داخل العظام، وإلى تصوير بالمسح الطبقي والتأريخ بالكربون-14، فضلاً عن مقارنته ببقايا حيوانات أخرى من هذا النوع عثر عليها في أميركا الشمالية. وكانت الآثار الأولى لصيد الماموث في أميركا الشمالية منسوبة حتى الآن إلى أفراد من ثقافة كلوفيس الذين يعتبرون الأجداد المشتركين للقبائل الهندية منذ اكتشاف مواقع عام 1932 تحوي الكثير من البقايا. وسبق للبروفسور فيليرسليف وأفراد فريقه أن أثبتوا قبل ثلاث سنوات أن الآثار الأولى للوجود البشري في القارة الأميركية تعود إلى 14350 سنة تقريباً.