دعت بعض إدارات التربية والتعليم بضرورة الاطلاع على التجارب والخبرات الدولية في مجال التعامل مع حالات الاعتداء على الأطفال والاستفادة منها من خلال ما تقوم به بعض الدول في سبيل حماية أطفالها من الإساءة والإهمال، وحاجة الطلاب عامة والأطفال خاصة إلى التربية المبنية على التفاهم والحوار والتوجيه بين المعلم والطالب بما يعزز العلاقة بينهما، إذ إن ذلك من أهم الأساسات التربوية التي ينبغي على العاملين في المدرسة الاهتمام بها، و ضرورة إلمام المعلم ومرشد الطلاب بخصائص ومطالب النمو في مراحله المختلفة وحاجات الأطفال النفسية والتربوية من خلال مراحل الدراسة وفق فئاتهم العمرية، وبما يعينه على تفسير السلوك والتفاعل الإيجابي مع الطلاب، وحظر استخدام العقاب البدني من قبل جميع العاملين في المدرسة -إداريين ومعلمين- نهائياً في التعامل مع الأطفال وتعزيز مفهوم القدوة الطيبة والحكمة الحسنة، وتحسين دور الإشراف اليومي بالمدرسة أثناء الفسح والفترات الانتقالية بين الحصص وملاحظة حركة الطلاب في فناء المدرسة وفي دورات المياه وخصوصاً أثناء الوضوء استعداداً لصلاة الظهر وأثناء مزاولة النشاط المدرسي بجميع أنواعه. وأكدت هذه «الإدارات» على أهمية تفعيل دور التوجيه والإرشاد وخصوصاً الوقائي منه في رعاية الأطفال الذين يواجهون الإيذاء والإهمال من خلال استكشاف حالات الإساءة والإهمال للأطفال، ومن خلال ملاحظات المعلمين أو مرشد الطلاب أو أولياء الأمور أو الطلاب أنفسهم، ودرس الحالات المتعلقة بإيذاء الأطفال المحولة لمرشد الطلاب للتعامل معها بالأساليب التربوية بعد التعرف على العوامل المسببة للإيذاء أو الإهمال وتحميل مسؤولية ما يقع على هؤلاء الأطفال على المتسببين في ذلك سواءً من المعلمين أو أولياء الأمور أو الزملاء والأقران وغيرهم، وتبصير أولياء الأمور بأساليب رعاية الأبناء وتعريفهم بالمخاطر المترتبة على الإيذاء والإهمال للأطفال وذلك من خلال اللقاءات ومجالس الآباء والمعلمين والنشرات والمطويات والرسائل الإرشادية المختلفة، والاستفادة من فعاليات النشاط المدرسي بجميع جوانبه وتشجيع الأطفال على ممارسته والانخراط فيه، وتوعية الأسرة والمعلمين بكيفية التعامل الإيجابي مع الأطفال وأهمية تجنب العقاب البدني وحمايتهم من الوقوع في بعض الكوارث كالحروق والابتعاد عن الأدوات التي لديها القابلية للاشتعال كمواقد الغاز والكهرباء والكدمات والانزلاقات والوقوع من الأماكن المرتفعة والابتعاد عن أساليب التخويف والتهديد والاستهزاء بجميع أشكالها، إضافةً إلى تعريف المجتمع المدرسي بالأساليب التربوية المناسبة للحد من وقوع الأطفال في المشكلات السلوكية، وتعزيز دور وخدمات الوحدة الإرشادية في التعامل مع حالات إيذاء الأطفال وإهمالهم والإساءة إليهم.