دكار - رويترز – رأى خبراء أن إرسال الرئيس الأميركي باراك أوباما 100 مستشار عسكري للمساعدة في هزيمة «جيش الرب للمقاومة» المتمرد بزعامة جوزف كوني في أفريقيا الوسطى قد يزيد شعبيته في مجال السياسة الخارجية، لكنهم حذروا من احتمال أن تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من العنف في حال فشلها. واعتبر هؤلاء أن خطوة أوباما تجدد التزام واشنطن بوضع حد لتقويض أمن المنطقة الذي استمر نحو 20 سنة، خصوصاً أن جماعة كوني متهمة منذ سنوات بتنفيذ عمليات خطف وقتل، وشن هجمات وحشية في مناطق نائية وسط أفريقيا، فيما لم تنجح جهود دعمتها الولاياتالمتحدة منذ عام 2008 لاعتقال كوني. وقال تيم الين الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد والذي شارك في تأليف كتاب «جيش الرب للمقاومة: الأسطورة والحقيقة»: «إذا نشِرت قوات خاصة ملائمة مع معدات مناسبة يمكن القضاء على كوني. أتمنى أن يشير تصريح أوباما إلى وجود معلومات كافية تقود إلى كوني». وأحبط كوني منذ فترة طويلة جهود قتله أو اعتقاله وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، علماً أنه ظهر في نهاية الثمانينات من القرن العشرين حين تزعم جماعة متمردة في منطقة أكوليلاند شمال أوغندا المعارضة للرئيس يوويري موسيفيني، واجتذب أنصاراً. وعلى مدى سنوات، أصبح «جيش الرب للمقاومة» يشتهر بارتكاب عنف مروع، بينها بحسب جماعات حقوق الإنسان خطف آلاف من الأطفال لتجنيدهم في صفوفه أو لاستغلالهم جنسياً، وتنفيذ هجمات وحشية باستخدام هراوات ومناجل ضد الضحايا. وطرد «جيش الرب للمقاومة» من أوغندا عام 2005، وبات منذ ذلك الحين يجوب مناطق الأحراش النائية بين السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، حيث روع مجتمعاتها في حين عجزت الجيوش النظامية التي تعاني ضغوطاً شديدة عن الوصول إليه. محاولات فاشلة وقالت هيلواز رواودل من مركز دراسات اللاجئين التابع لجامعة «أوكسفورد» والتي شغلت منصب مساعدة منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في أوغندا بين عامي 2003 و2005 إن «المحصلة النهائية لمحاولات اعتقال كوني هي فراره، وكان الأطفال هم الضحايا عبر وضعهم في الواجهة». وعلى رغم تراجع عدد مقاتلي «جيش الرب للمقاومة» بمرور السنوات ليتراوح بين مئات وآلاف أحياناً، يعتبر أثره شديداً في شكل لا يتناسب مع حجمه. وقالت رواودل إن «المحاولات السابقة لهزيمته عسكرياً نفذها سكان محليون، فيما اعتبرت المساعدة الأميركية محدودة للجهود العسكرية الإقليمية في السنوات الثلاث الماضية. وسيحظر على القوة الأميركية الجديدة قتال «جيش الرب للمقاومة» مباشرة، إلا في حالات الدفاع عن النفس. ويبقى السؤال المطروح كيف سيكون شكل الدعم بالاستناد إلى الدعم الفعلي التي توفره الإمدادات. وفي حين قارن البعض نشر هذه القوة الصغيرة بالعملية الدقيقة التي أمر بها أوباما وأسفرت في نهاية المطاف عن قتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان هذه السنة، فإن تقديم دعم غير مباشر لهجوم مماثل في أفريقيا سيصعب تبريره في حال تحقيقه نتائج عكسية. وقالت ماريكه شوميروس، مديرة البحوث في برنامج العدالة والبحوث الأمنية التابع لكلية لندن للاقتصاد: «لن يؤدي قتل جندي أميركي في جمهورية الكونغو الديموقراطية إلى إعادة انتخاب أوباما»، متحدثة عن سيناريو من شأنه إعادة ذكريات أليمة لجنود أميركيين قتلوا في معركة بالعاصمة الصومالية مقديشو عام 1993. لكن في حال اعتقال كوني فإن المكاسب السياسية لأوباما ستكون كبيرة، بخلاف الفوائد الأمنية للمنطقة.