أعلنت أكبر مؤسستين في إمارة دبي «إعمار» و «دبي القابضة» أمس، خطة لتوحيد عملياتهما العقارية، في خطوة ربما تقود الى دمجهما في إطار استراتيجية الإمارة الهادفة الى تكوين كيانات عملاقة تستطيع الصمود أمام التحديات التي أفرزتها أزمة المال العالمية. وينضوي تحت مظلة «دبي القابضة» المملوكة من حكومة دبي، ثلاث شركات عقارية كبيرة، هي «دبي للعقارات» و «سما دبي» و «تطوير». وتكمن أهمية الاندماج المحتمل، في تملك «دبي القابضة» أراض شاسعة تسمح ل «إعمار» أكبر شركة تطوير عقاري في الشرق الأوسط، بتوسيع نشاطاتها في السوق المحلية المتأثرة بأزمة المال العالمية. ورأى خبراء إمكان أن تساعد عملية الدمج شركة «إعمار»، التي طورت كل الأراضي التي تملكها في دبي، على مواصلة تطوير مشاريع في السوق المحلية، في وقت بدأت الإمارة في خطة للتركيز على الداخل، بعدما تضرّر معظم مشاريعها التي طورتها في الخارج خصوصاً الولاياتالمتحدة، نتيجة أزمة المال العالمية. وكانت دبي أطلقت بهدوء ومن دون لفت أنظار عملية واسعة لإعادة هيكلة شركاتها الحكومية، من خلال عمليات الدمج لقطاعاتها المصرفية والعقارية، بهدف خفض التكاليف وتوحيد الإمبراطوريات، باتت تشق طريقها بصعوبة، بعدما قامت بدور كبير في دعم نمو دبي، التي تحولت الى مركز للمال والأعمال في المنطقة. وبدأت دبي خطتها العام الماضي في دمج مصرفي «الإمارات الدولي» و «دبي الوطني»، ودمج شركات «دبي القابضة»، فضلاً عن توحيد عمليات شركات «نخيل»، علماً أن موجودات دبي تتمركز في ثلاثة كيانات كبيرة، هي «دبي العالمية» و «دبي للاستثمار» و «دبي القابضة». وأكد مسؤولون من شركتي «إعمار» و «دبي القابضة»، ان «توحيد عملياتهما، يندرج في إطار سعى الإمارة الى «تحويل دبي الى مدينة عالمية، إذ تمثل أعمال البناء والتطوير المحرك الرئيس للتنمية»، ومن شأنها «رفع دبي إلى مستوى التحديات الراهنة بقدر عال من المرونة والقدرة على التجاوب والتفاعل مع الظروف المحيطة». واعتبر رئيس مجلس إدارة «دبي القابضة» محمد القرقاوي، أن توحيد «دبي القابضة» مع «إعمار»، «خطوة طبيعية في سياق تطوير النشاط العقاري في دبي، من شأنه أن يوفر مزايا كبرى للأطراف المعنيين». وأكد أن ذلك «يعطي الكيان العملاق دفعة قوية، وفرصاً غير محدودة في الأسواق المحلية والعالمية». ولم يذكر بيان مشترك للشركتين تفاصيل إضافية حول حصة حكومة دبي في شركة «إعمار»، في حال إنجاز عملية الدمج، لكن أفاد بأن المؤسستين «قررتا الاستعانة بمصرف «رويال بنك اوف سكوتلاند» ومؤسسة «ميريل لينش» العالمية، لإنجاز التقويم التفصيلي لجدوى توحيد النشاطات على النحو المقترح بما فيه تقويم الكيانات المختلفة والهيكل المقترح للصفقة. ويُدرس الموضوع مع السلطات التنظيمية المعنية، في إشارة واضحة الى أن الخطوة تجري بقدر عال من الشفافية. وكان سهم «إعمار» القيادي في سوق دبي المالية تراجع قبل نحو عامين، نتيجة إعلان خطة لدمج الشركة مع «دبي القابضة»، لأن هذه الخطوة يمكن أن ترفع حصة حكومة دبي في شركة «إعمار»، وتبلغ حصة الحكومة الآن الثلث. لكن رأى خبراء ان الظروف الحالية غيرت «المعادلة»، وتوقعوا أن يستقبل المستثمرون في «إعمار» أنباء الدمج في شكل إيجابي، لأن الدعم الحكومي وإنعاش القطاع العقاري في الإمارة يصبان في مصلحتهم.