أثرت تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية على انتخابات عمداء المدن المغربية التي جرت الاسبوع الماضي، مخلفة تغييراً واضحاً على رأس مدن كبرى، مثل مراكش وطنجة ومكناس والرباط، إذ جاءت بوجوه جديدة ترتبط بعالم الاقتصاد ورجال الأعمال. وينتظر من العمداء الجدد تطوير مشاريع تتجاوز تكلفتها 30 بليون دولار، جلّها استثمارات خاصة وبعضها استثمارات اجنبية وعربية، اضافة الى برامج تنمية محلية بتكلفة 1،1 بليون دولار سنوياً. وتقدر قيمة المشاريع الجاري تنفيذها في الرباط بنحو 12 بليون دولار، تشمل مترو واستثمارات ضخمة في البنية التحتية ومنتجعات سياحية ومشاريع عقارية وتجارية وتكنولوجية. واوضحت مصادر انه لم يرق للسلطات المغربية توقّف الاشغال في مرافق مشروع «وادي ابي رقراق» وكورنيش العاصمة على المحيط الاطلسي، الذي تشارك فيه مجموعات استثمارية عربية بحصة 50 في المئة تأثرت بتداعيات أزمة المال العالمية واعلنت وقف اعمالها في الرباط. وسبب قرار مجموعة «سماء دبي» الاماراتية وقف مشاريعها في «نهر ابي رقراق» إحراجاً للسلطات المغربية التي كانت رعت الاتفاق في حضور الملك المغربي، محمد السادس، قبل ثلاث سنوات. وتدخّلت شركات من ابو ظبي لإنقاذ ماء الوجه، في وقت كان الرهان على الانتهاء من الجزء الثاني من المشروع في 2010، عبر التكفل ببناء الجزء الخاص بالإقامة والمكاتب والفنادق والمطاعم. وتجري اتصالات بين المغرب والامارات حالياً لحل مشاكل تتعلق ببرنامج الاستثمارات التي التزمت بها مجموعات اماراتية، مثل «إعمار» و «سماء دبي» و «دبي القابضة» و «شعاع». وتولى «صندوق ابو ظبي» الحكومي تمويل مشاريع استراتيجية في المدن مثل الرباط وطنجة ومراكش نيابة عن شركات إماراتية. اللامركزية الاقتصادية وأفاد المراقبون بأن شبح أزمة المال العالمية كان حاضراً في الانتخابات الاخيرة للعمداء، فجرى التركيز على الهموم الاقتصادية والاجتماعية من قبل الناخبين، ما منح تفوقاً للعارفين في قطاعات الاعمال والاستثمار ورأس المال على نظرائهم التكنوقراط. وتشير المصادر إلى أن المغرب يمهد عبر العمداء الجدد الى تطبيق اللامركزية الاقتصادية، أي اعتماد كل منطقة او إقليم مجموعة مؤهلات ومشاريع كبرى، لتكون طنجة القريبة من اوروبا مركزاً تجارياً وصناعياً تصديرياً ومراكش سياحية ترفيهية والدار البيضاء مركزاً مالياً واقتصادياً والرباط مركزاً ادارياً تجارياً وتكنولوجياً وفاس مدينة صناعية سياحية زراعية وثقافية واغادير (في الجنوب) مدينة تعيش على الزراعة والسياحة والصيد البحري، ووجدة (شرق البلاد) سياحية.