جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس معارضته أي اتفاق سياسي يتضمن بقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في منصبه، مؤكداً أن الأحداث الأمنية الأخيرة أفرزت «عراقاً جديداً وواقعاً جديداً»، في وقت شدد وزير الخارجية الأميركي على أن «التحدي الأكبر للعراق هو تشكيل الحكومة الجديدة». وعقد كيري مع بارزاني، اجتماعاً أمس، حضره نوشيروان مصطفى المنسق العام لحركة التغيير والدكتور برهم صالح ونيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم ونائبه قوباد طالباني، بحث خلاله آخر التطورات الأمنية والسياسية في العراق. وقال رئيس إقليم كردستان لوزير الخارجية الأميركي، إن الهجوم الواسع الذي يشنه «داعش» خلق «واقعاً جديداً وعراقاً جديداً»، فيما أوضح كيري أن اختيار قيادة جديدة للعراق أمر يرجع للعراقيين وليس لأميركا أو أي دولة أخرى. وذكر بارزاني خلال استقباله كيري في مقر رئاسة الوزراء في أربيل عاصمة إقليم كردستان، أنه «في ظل هذه التغيرات، أصبحنا نواجه واقعاً جديداً وعراقاً جديداً». ومن جانبه أكد كيري أن «التحدي الأكبر أمام العراقيين حالياً هو تشكيل حكومة جديدة تضم جميع الفصائل والأقليات»، مشدداً على أن «اختيار قيادة جديدة للبلاد أمر يرجع إلى العراقيين، لا إلى الولاياتالمتحدة». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري وصل إلى أربيل أمس، بعد زيارة له إلى بغداد بحث خلالها مع المسؤولين العراقيين الأزمة التي تشهدها البلاد. وقال كيري عقب لقاء المالكي إن «مصير العراق يمكن أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل، وذلك يتوقف بشكل كبير على التزام قادة العراق بالمهلة المحددة للبدء في تشكيل حكومة جديدة، قبل استيلاء التمرد السني على مزيد من الأراضي وتضاؤل فرص تحقيق سلام دائم». وأوضح مهدي حاجي القيادي في حزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني، أن «رئيس الإقليم أكد للوزير الأميركي معارضته الشديدة لبقاء المالكي في منصبه، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق». وبين حاجي في تصريح ل «الحياة»، أن «لقاء بارزاني مع كيري استمر لوقت طويل وحضرته كل القيادات الكردية التي عبرت عن مخاوفها من تدهور الأوضاع وانهيار الدولة بشكل كامل». ورجح أن يكون «كيري قد التقى في أربيل بعض القيادات السنية المعارضة للمالكي وبحث معها الأوضاع العامة في البلاد، خصوصاً في ما يتعلق برؤيتها لشكل الحكومة الجديدة». وتابع حاجي «الآن أصبحت الصورة واضحة لدى الأطراف الأميركية، وهي أن معظم الأطراف الكردية والسنية والشيعية ترفض الولاية الثالثة للمالكي، وعلينا الالتزام بالمواعيد الدستورية وعقد جلسة البرلمان الأولى وتشكيل حكومة شراكة تتمكن من مقاتلة تنظيم داعش». وكشف حاجي عن تأييد كتلة «التحالف الكردستاني» لمقترح رئيس القائمة «الوطنية» إياد علاوي بالدعوة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني وإجراء انتخابات مبكرة، لأن الانتخابات الأخيرة حدثت فيها عمليات تزوير كبيرة تضررت منها بالدرجة الأساس الأطراف الشيعية مثل «المجلس الأعلى» و «التيار الصدري». وكان بارزاني قال في مقابلة متلفزة إن الشعب الكردي عليه أن يغتنم الفرصة الآن لتحقيق حلمه بالاستقلال وأنه سيطرح الموضوع على وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته الإقليم، وأكد أن الإقليم يحاول ضم كركوك منذ عشر سنوات، لكن الموضوع عاد الآن من جديد بعد الأحداث الأخيرة.