تقدم رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي السابق جاسم الخرافي أمس بشكوى مضادة ضد وزير النفط السابق الشيخ أحمد الفهد اتهمه فيها «بإذاعة أخبار كاذبة داخل الكويت وخارجها» و»شهادة زور في بلاغه الذي أطلق عليه بلاغ الكويت». وتأتي شكوى الخرافي بعد عودته من خارج الكويت وبعد يوم من استقباله من قبل الامير الشيخ صباح الأحمد. وكان الفهد وجه في «بلاغ الكويت» الذي سلمه النيابة العامة اتهامات خطيرة الى كل من الخرافي ورئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد تضمنت «الاستيلاء على البلايين من الاموال العامة وتقديم رشاوى والتآمر على الحكم» وهي تهم رفضها الاثنان. وعاد الشيخ ناصر ايضاً الى الكويت اول من أمس ومن المتوقع ان يقدم من جانبه شكوى ضد الشيخ الفهد الذي كان اعلن الاسبوع الماضي انه كسب احكاما قضائية في بريطانيا وسويسرا تؤكد صدقية الوثائق واللقطات المصورة التي قدمها الى النيابة على خلفية الاتهامات للشيخ ناصر وللخرافي، ومن بينها «شريط» يزعم انه صور خارج الكويت لاجتماع تضمن حديثاً للشيخ ناصر وللخرافي مع آخرين في اتجاه الاتهامات التي وجهها الفهد. وطلب الخرافي في شكواه للنيابة أمس بالتحقيق في «جميع ما ذكره الفهد في لقاءاته وسلوكه بالخارج وعقوده مع الشركات الأجنبية»، و اتهمه «باستغلال المقاطع ونشرها بمقابل مادي قبل أن تقول النيابة كلمتها واصطناع نزاع يخوله اللجوء الى التحكيم وصولا لاستصدار حكم بغرض اساءة استخدامه» كما جاء في الشكوى. وتوقعت مصادر كويتية استمرار المساجلات القضائية والسياسية بين الاقطاب السياسية الثلاثة مع استمرار المعارضة في حملة قوية عبر ندوات وفي وسائل الاتصال الاجتماعي في اتهام اقطاب في السلطة بسرقة بلايين الدولارات وباساءة استغلال السلطة وبمحاولة افساد القضاء. في غضون ذلك تجري في الكويت غدا انتخابات تكميلة لخمسة من مقاعد مجلس الأمة الخمسين التي اعلن خلوها قبل شهرين بعد استقالة نوابها الخمسة احتجاجا على ما اعتبروه مخالفات دستورية من الحكومة و من المجلس نفسه. ومن المتوقع ان لا تحظى هذه الانتخابات باقبال كبير خصوصا بين الغالبية السنية من الناخبين نظرا لحملة المقاطعة التي اعلنتها المعارضة، و من غير المستبعد ان يذهب ثلاث من اصل المقاعد الخمس للشيعة حتى في دوائر محسوبة للسنة.