يتجول المستوطنون المستجلبون من مختلف بقاع الأرض فوق جبال الضفة الغربية وتلالها بكل حرية، ويقولون للمزارعين الفلسطينيين البسطاء أن عليهم أن يرحلوا، لأن هذه الأرض لهم- أرض الآباء والأجداد ? وها هي تعود لهم بعد طول غياب، في قلب صارخ للحقائق، وتزييف واضح للتاريخ. في حكاية تتكرر، ولا تتوقف، يتفنن المستوطنون في إرهاب الفلسطينيين البسطاء، لجعل حياتهم جحيماً لا يطاق. وعلى رغم الحملة الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية ضد الاستيطان المخالف للقانون الدولي، إلا أن الاستيطان متواصل. فكل يوم تبرز وسائل الإعلام خبر تجريف أراض جديدة للفلسطينيين أو الاستيلاء عليها، ولسان حال المستوطنين يقول: ما دام الأمر يقف عند الشجب والاستنكار والمطالبات والمناشدات فلا بأس، فهذا أمر جيد لنا، ولنواصل سرقة المزيد. تجيز مختلف الشرائع والقوانين الدولية مقاومة المحتل بكل الطرق والوسائل الممكنة حتى طرده، إذاً من حق الشعب الفلسطيني -عبر قياداته ومفكريه وسياسيه - أن يختار أي نوع من المقاومة، زماناً ومكاناً، وهي المجدية ضد الاحتلال، وجعله مكلفاً، لا مريحاً، كما هو حاصل الآن. العودة إلى جدلية إطلاق يد المقاومة للجم المستوطنين، أو تفعيل المقاومة الشعبية السلمية وزيادة وتيرتها وحدتها تبقى قائمة ما دام الاستيطان قائماً ويتزايد وينمو كالسرطان، محطماً آمال الفلسطينيين بالعيش بسلام وإقامة دولتهم المنشودة كبقية دول وشعوب العالم الحر، فالشعب الفلسطيني ليس بأقل من تلك الشعوب. أيام تفصلنا في الضفة الغربية عن موسم الزيتون، ومن المتوقع والمنتظر أن تتصاعد اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين داخل حقولهم خلال جمعهم حبوب زيتونهم، وقد يجرحون بعضهم، وقد يقتلون البعض الآخر، عدا عن سرقة محصول الزيتون وإطلاق الخنازير البرية. وليس من المتوقع أن تخف حدة الاستيطان وتسارعه في المدى المنظور، وان بقي الحال القائم على ما هو عليه، ولا توجد مؤشرات بغير ذلك، هذا بدوره يقود إلى القول بأن الضفة الغربية عام 2020 هي عبارة عن دولة خالصة للمستوطنين، وما على الفلسطينيين إلا أن يعيشوا داخل كانتونات معزولة يطوقها الجدار والحواجز والأسلاك الشائكة في سجون كبيرة ومعزولة أيضاً عن بعضها البعض، إمعاناً في إذلال الإنسان الفلسطيني وقهره. أمام هذا الواقع الاستيطاني لا توجد خطط وبرامج عملية وعلمية مقابلة لمقاومة الاستيطان، أو الحد منه على الأقل"وهو ما يجعل بنيامين نتانياهو يواصل نهب المزيد، ويحصد أصوات المزيد من ناخبيه، على حساب الفلسطينيين، ليكون حال الضفة الغربية عام 2020 هو: عظّم الله أجركم. خالد معالي - بريد إلكتروني