الصفحة: 4 - السياسية حتى النواب العرب في الكنيست الإسرائيلية المتمرسون في العمل البرلماني لا يذكرون أسبوعاً حافلاً بالعداء الإسرائيلي الرسمي والقضائي لفلسطينيي ال 1948 ولقادتهم شبيهاً بهذا الأسبوع الذي حفل بتصعيد خطير ينذر بانعكاساته المستقبلية على عموم فلسطيني الداخل الذين يتجاوز عددهم مليون و200 ألف. وبدأ الأسبوع، الذي وصفه نواب الأحزاب العربية الوطنية والإسلامية ب"جرس إنذار"لما هو آتٍ، بقرار اللجنة الوزارية لشؤون التشريع سن قانون خاص يحجب مدخرات صندوق التقاعد للنائب السابق رئيس"التجمع الوطني الديموقراطي"الدكتور عزمي بشارة بداعي تخابره مع"حزب الله"خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان قبل أربع سنوات. وكان مفروضاً أن يصوت الكنيست عليه أمس. كما صادقت اللجنة على مشروع قانون لحزب"إسرائيل بيتنا"العنصري الذي يتزعمه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان يقضي بتفضيل خريجي الخدمة العسكرية أو"الوطنية"في الحصول على وظائف حكومية. وقال مقدم الاقتراح النائب الدرزي في الحزب حمد عمار إنه"يجب تفضيل من يخدم الدولة على من لم يعط من وقته لمصلحتها"، في إشارة إلى الدروز الملزمين الخدمة العسكرية بينما باقي العرب معفون منها. وأول من أمس أصدرت محكمة إسرائيلية في القدسالمحتلة حكماً بالسجن الفعلي لخمسة أشهر على رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، بعد أن دانته بالبصق في وجه شرطي إسرائيلي خلال تظاهرة احتجاجية قبل أكثر من سنتين ضد الحفريات في مدخل باب المغاربة المؤدي للحرم القدسي الشريف. وقال الشيخ صلاح معقباً إن"ما يهمنا اليوم أننا ما زلنا نحن الذين نتهم المؤسسة الإسرائيلية، ما كنا متَهَمين في يوم من الايام، وعلى هذا الأساس نحن نعتبر أن هذا القرار باطل لأنه صدر عن احتلال إسرائيلي باطل، وما يصدر عن الباطل فهو باطل، وهذا لن يثنينا عن عزمنا المتواصل للانتصار للقدس والمسجد الأقصى المحتلين حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي القريب بإذن الله تعالى". وتابع أن هذا القرار"يأتي ضمن مواصلة الاحتلال سعيه لتهويد القدس والمسجد الأقصى نحو بناء هيكل أسطوري". وفي أول سابقة من نوعها، صادقت الهيئة العامة للكنيست مساء أول من أمس على توصية"لجنة الكنيست"حجب امتيازات عن النائب من"حزب التجمع الوطني الديموقراطي"حنين الزعبي لمشاركتها في"أسطول الحرية"لكسر الحصار عن قطاع غزة. وصوت إلى جانب القرار 34 نائباً وعارضه 16. وينص القرار على سحب جواز السفر البرلماني للزعبي، وحرمانها من امتياز تمويل تكاليف مرافعات قانونية، وسحب بعض حقوقها البرلمانية المتعلقة بالسفر إلى الخارج. وشهدت جلسة الكنيست نقاشاً صاخباً بين النواب المؤيدين للقرار والنواب العرب من الأحزاب المختلفة. وصفقت الزعبي متهكمة لدى سماعها نتيجة التصويت، فيما توعدها النائب يوئيل حسون من"ليكود"بأن تصبح قريباً"نائباً سابقاً"، في إشارة إلى مشروع القانون بسحب الجنسية عنها. وقامت النائب من"ليكود"انساتسيا ميخائيلي إسرائيل بيتنا بتقديم"جواز سفر ايراني"مع صورة الزعبي للنائب العربية، وقالت لها:"أقترح أن يمنحك الرئيس الايراني أحمدي نجاد جواز سفر كهذا". واعتبر النائب من"ليكود"يريف ليفين ان القرار"يعكس رغبة الجمهور الإسرائيلي كله بوجوب التعامل بشدة مع نواب يمسون بجنود الجيش الإسرائيلي ويطعنون بحق وجودنا هنا". وأضاف أن القرار هو بمثابة"شارة تحذير ? قِف - لكل الخطوات التي تتآمر على وجودنا هنا، ومن لا يلتزم هذه الشارة سيجد نفسه خارج الكنيست". وصرخ النواب العرب في وجه زملائهم:"أنتم فاشيون". تحذير رئيس الكنيست مع ذلك، جاء لافتاً تحذير رئيس الكنيست القطب في"ليكود"رؤوبين ريبلين من أن الكنيست الحالي"في منحدر زلق وخطير". وقال إنه بالرغم من عدم موافقته على أفعال الزعبي، إلا أنه يجدر أن يقوم المستشار القضائي للحكومة بفحص هذه الأفعال، لا أن يحاسبها زملاؤها في الكنيست. وامتنع ريبلين كما الوزير بيني بيغن ليكود عن التصويت، فيما صوّت ضد القرار زميله من الحزب الوزير داني مريدور. واعتبرت الزعبي قرار الكنيست كما سائر الإجراءات التي تحاول النيل من القيادات العربية في الداخل،"سابقة خطيرة في تعامل الدولة ومؤسساتها مع المواطنين العرب وقيادتهم الشرعية، ويندرج في إطار الملاحقة السياسية للقيادة العربية التي تشكل مقدمة لسحب الشرعية عنها". وأضافت:"ليس غريباً على دولة تسلب حقوق أكثر من مليون مواطن فلسطيني أن تسلب حقوق نائب تمثل بإخلاص هذه الجماهير التي انتخبتها ... هذه سابقة خطيرة ورسالة عدائية للمواطنين العرب". وأعلنت أنها ستتوجه إلى هيئات قضائية"للجم غريزة الانتقام للغالبية الفورية في الكنيست والحملة الهيستيرية على التجمع الوطني الديموقراطي والقيادة العربية في الداخل". ووصف رئيس"الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"النائب محمد بركة في كلمة ألقاها في الكنيست ما يحصل في البرلمان الإسرائيلي بأنه"ينقل ثقافة البهيمية والرعاع من الشارع إلى الهيئة العامة للكنيست". وقال مخاطباً نواب اليمين إن"غزيرة البهيمية وغريزة الانتقام تسيطران على عقولكم ... كل واحد منكم يذهب إلى ليلته ويحلم بأفكار ابداعية لينتقم من العرب ومن النواب العرب، فيأتي في الغد إلى الكنيست ليجد رعاعاً ينضمون اليه ويسعون الى تطبيق هذه الأفكار".