يأتي اللقاء الختامي لدوري المحترفين السعودي الليلة، ليعطي الحدث الزخم الإعلامي والفني والجماهيري اللائق ببطولة محلية، تزدان في موسمها الأول بثوب جديد. فالاتحاد المتصدر بفارق نقطتين، جاد في إلحاق الهزيمة بخصمه التقليدي الهلال، الذي لا يقل هو الآخر حماسة في البحث الحثيث عن فوز، يجعله ينعم بالمركز الاول في الوقت المناسب والمهم، فيضحك أخيراً... ليضحك كثيراً! الفريقان يضمان نخبة من النجوم، أبرزهم في الفترة الحالية السويدي الدولي ويلهامسون، أحد مفاتيح اللعب الرئيسية في التشكيلة الهلالية اذا شارك الليلة بكامل عافيته، كما أن الكوري الجنوبي سول كي هيونغ، قدم في الأسابيع الاخيرة ما يشفع له، ويثبت علو كعبه، اما بالنسبة للاتحاد، فعودة محمد نور للساحة الدولية، ومساهمته الفاعلة في الانتصارين الغاليين على ايران والامارات، كانت كافية للتأكيد على القيمة الفنية لهذا اللاعب من جهة، وعلى الخطأ الفادح الذي ارتكبته ادارة المنتخب في تجاهلها له من جهة أخرى، كما أن وجود نايف هزازي في خط المقدمة، يضرب للمدافعين موعداً مع كابوس مخيف. الاداء التصاعدي للفريقين محلياً وقارياً، يوزع دعوة مجانية للمشاهدين، للتسمر خلف شاشات التلفزيون في معظم الدول العربية، فالاتحاد فاز باللقاءات الاربعة الأخيرة محلياً، فضلاً عن تصدره لمجموعته في دوري ابطال آسيا الجديد، فيما لم يخسر الهلال محلياً منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي، الى جانب تألقه آسيوياً، ونتائج المواجهات العشر الاخيرة، التي جمعتهما متقاربة"تبادلا الفوز 4 مرات، وتعادلا في مناسبتين". كثيرة هي الذكريات التي لا تنسى في مباريات الفريقين، خصوصاً في تلك المواجهات التي شارك فيها يوسف الثنيان والمغربي احمد بهجا سواء كان مع الهلال او بعد انتقاله الى الاتحاد، غير ان اقرب عناوين الاثارة هي ما كتبه مدافع الاتحاد حمد المنتشري، بعد ان سجل هدف الفوز في الدقيقة 94 في ايار مايو الماضي، وهو هدف يدرّس لجميع المدافعين و"المغامرين"ايضاً! ففي تلك الدقيقة كان التعادل قائماً 1-1، ومن هجمة هلالية بحتة، قطع المنتشري الكرة من داخل منطقة جزاء فريقه، وانطلق نحو المقدمة على غير عادة كل المدافعين في مثل تلك اللحظات العصيبة من عمر المباراة ينحصر تفكيرهم في تشتيت الكرة، بهجمة منظمة و"سريعة"لم يلمسها الا لاعبان اثنان فقط، الى ان وصل منطقة الست ياردات لمرمى محمد الدعيع، الذي فوجئ بالمنتشري يقفز اعلى منه، وكأنه ينوي ان يطل برأسه على المنازل المحيطة باستاد الملك فهد، مسجلاً هدف الفوز التاريخي! تلك الخطوات الطويلة من المنتشري، كانت اقرب للانتحار الكروي كونها في الدقيقة 94 منها الى الابداع، ومع ذلك كسب اللاعب، الذي سبق له الفوز بجائزة افضل لاعب في آسيا، الرهان والمجد لفريقه. وفي مناسبة الحديث عن الهلال والاتحاد، يجدر التذكير بان البطولة السعودية، كانت الاقوى في مطلع تسعينات القرن الماضي، ثم تراجعت لسنوات لاسباب مختلفة، وفي العامين فقط، عادت لتنافس مجدداً على المسابقة المحلية الاقوى عربياً، وهي مرشحة لاستعادة تلك المكانة. ولكون الملاعب السعودية ولاّدة بالنجوم، وفي ظل انشاء هيئة خاصة بدوري المحترفين، يمكن القول بأن الارضية مفروشة الآن فنياً وادارياً للسعودية لاستعادة ريادتها، وضمان الاستمرارية في الصف الاول للمتوّجين آسيوياً وعربياً. كلمة أخيرة المباراة بدأت منذ ايام، لكن أحداً لا يعرف متى سنتنهي! [email protected] نشر في العدد: 16809 ت.م: 12-04-2009 ص: 31 ط: الرياض