في الفترة الأخيرة اتخذ السفير الأميركي في بغداد رايان كروكر خطوة مهمة لشرح سياسة بلاده في العراق مع مجموعة من الصحافيين العراقيين وإن كان بدأها بخطوة قصيرة اقتصرت على ثلاث صحف فقط، هي"الحياة"وپ"الزمان"و"بدر". إلا أنها خطوة مهمة جداً لترسيخ مبادئ وقيم غابت عن سياسيينا. السفير الأميركي جعل اللقاء مع الصحافيين نصف شهري. وكان ملتزماً بما يقول، فقد قال انه في صدد جولة عربية وخليجية لشرح التطورات السياسية في العراق كما أثنى على الدور الإيجابي لإيران وموقفها من قضية الميليشيا، على رغم أننا نسمع خلاف ذلك في الإعلام؟ إنه تقليد صحافي مهم يحاول السفير الأميركي ترسيخه في الحياة السياسية العراقية التي لا تزال تعاني من الفئوية والحزبية. فحتى الآن لم نسمع أحداً من المسؤولين العراقيين يعرض إنجازات وزارته أو مشاريعه السياسية، حتى أن رئيس الوزراء دعاهم الى عرض نتائج عملهم في المقر الصحافي لرئيس الوزراء. وفي الواقع هذه الفجوة بين السياسي والصحافي ليست وليدة اليوم أو مخاض العملية السياسية بقدر ما هي ميراث عراقي لسنوات من التهميش والاضطهاد، فما زال الوزير يخشى الصحافة لعلمه أن أعلى مسؤول في الدولة يراقب ما يقول من خلال مكاتبه الإعلامية ومراكز العمليات التي لديه، هذا الخوف سبب أيضاً ميراثاً كبيراً في السياسة العراقية وبالتالي أصبح التصريح الصحافي للمسؤول يوزن بميزان الذهب. حتى رئيس الوزراء لا يملك هذا التقليد بصورته المثلى، مع انه بدأ بخطوة واسعة من خلال مقره الصحافي، لكن تبقى هذه الخطوة ناقصة ما لم تتعاضد مع الصحافة وفي شكل أسبوعي، كما تبقى ناقصة حينما يقوم رئيس الوزراء بجولات إقليمية ودولية وليس معه إلا مراسل قناة رسمية يأتي بحسب القرعة ولا يجيد صوغ التقرير التلفزيوني، لذا تأتي معظم أخبار رئيس الوزراء جافة وخالية من روحها وإبداعها الصحافي والسبب يعود الى ذلك الاختيار. سعد البغدادي - بريد الكتروني