دخلت اجهزة الروبوت معظم ميادين العمل، وهي ستحل قريباً مكان المعدات الزراعية الثقيلة، كالتراكتور والحصادات وتقوم بمهامها بقدر اكبر من الفعالية والمردودية وبنسبة قليلة من بث الغازات الضارة بالبيئة، هذا على الاقل ما يهدف اليه المهندسون الزراعيون في جامعة ايلينوي الاميركية حيث طوروا عدداً من هذه الاجهزة احدها مستوحى من الروبوت الشهير R2D2 في فيلم حرب النجوم الذي يسافر صوب الكواكب البعيدة مع فارق في الشكل فبدلاً من جعله مستديراً قرروا اعطاءه شكل المربع. ويؤكد فريق المهندسين في الجامعة المذكورة ان الهدف على المدى البعيد هو تطوير اجهزة روبوت صغيرة الحجم ورخيصة الثمن للقيام بالاعمال التي ينفذها الفلاح بواسطة المعدات الثقيلة وعلى مستوى الوزن والثمن. وتساءل احد المبتكرين عن جدوى استخدام عربة قوتها 500 حصان في الاعمال الزراعية اذا كان بالامكان وضع بضعة اجهزة روبوت قادرة على الاتصال في ما بينها على غرار جيش النمل وتغطية مجمل سطح الحقل لجمع المعلومات. ويتعلق الامر هنا بتطبيق استراتيجية اعتماد الصغر والاذكى من المعدات، وهو المبدأ السائد في وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" في ما يتعلق بمهماتها الفضائية في كوكب المريخ، ويتخذ احد اجهزة الروبوت الزراعية شكل نملة يصل طولها الى 30 سنتيمتراً صممها المهندسون الزراعيون للتنقل بين اثلام الزراعة بواسطة قوائمها الميكانيكية. ويصل سعر الجهاز الواحد الى 150 دولاراً على ابعد تقدير ما يفتح الطريق امام المزارعين لاستخدام عدد كبير من هذه الاجهزة وتشكيل قوة عمل حقيقية. ويعتزم مصممو هذا النوع من اجهزة الروبوت صناعة عشرة على الاقل تكون قادرة على الاتصال في ما بينها والعمل في النظام البيئي الطبيعي. وتستند هذه التقنية الى آلية عمل النحل، حيث تقوم احدى المجموعات بامتصاص رحيق الازهار وعندما يتم العثور على مصدر غذائي تقوم احداها بالعودة الى الخلية لاخطار الاخريات بالعثور على الغذاء، فتطير الاسراب مقتفية اثر النحلة الدليلة. وبطريقة مماثلة يقوم احد اجهزة الروبوت الزراعية برصد الاعشاب الضارة في الحقل ويتولى على الفور ايصال الرسالة الى الاجهزة الاخرى مع تحديد موقع الاعشاب الضارة، فتبدأ الاجهزة مجتمعة بإزالتها. وهناك نملة زراعية روبوت تحمل توقيع باحثين اميركي وياباني اكثر تعقيداً واغلى ثمناً حيث يزيد سعرها على 7 آلاف دولار قادرة على التنقل تلقائياً بين اثلام الذرة بواسطة اشعة الليزر التي تمكنها من تقدير المسافة التي تفصلها عن النباتات. كما استعان فريق الباحثين من جامعة Illinois الاميركية بجهود البرفسور الالماني كاستن لبناء جهاز روبوت مزود بلاقطين يعملان بالموجات فوق الصوتية وبأربعة اخرى تعمل بالاشعة تحت الحمراء وهو رخيص الثمن نسبياً ويستخدم هذا النوع للتحرك على طوال الاثلام الزراعية فيتجه يساراً مثلاً وعندما يرصد نبات الذرة على سبيل المثال يغير اتجاهه صوب اليمين الى ان يقع على نبتة اخرى. وهكذا تباعاً ولدى وصوله الى نهاية الثلم يتلقى ايعازاً من اللواقط الالكترونية بضرورة الدوران. ان اجهزة الروبوت باتت تشكل جزءاً لا يتجزأ من عالم الصناعة منذ عقود عدة يريد لها الباحثون ان تخرج من المعامل والمختبرات لتدخل معترك العالم الخارجي لا سيما القطاع الزراعي، لذلك يصبو فريق الباحثين في جامعة ايلينوي الى انشاء مزرعة تجريبية تتولى فيها اجهزة الروبوت كافة الاعمال الزراعية من ألفها الى يائها من دون تدخل العنصر البشري مباشرة. وسيستفيدون في هذا المشروع من خبرة البرفسور الياباني ناغاراكا الثمينة بسبب ريادته في هذا الميدان حيث طور اجهزة روبوت تقوم بزراعة الارز آلياً وتلائم وعورة حقول الارز اليابانية. في هذه الاثناء يركز الباحثون جهودهم على تحسين قدرة هذه الاجهزة على التنقل والعبور في الحقول وتزويدها بالتقنيات اللازمة التي تمكنها من رصد الامراض التي تصيب النباتات والاعشاب الضارة والحشرات وتحليل التربة وحتى رش المبيدات الحشرية لتصيب الهدف بدقة، وذلك من دون تدخل اليد البشرية مباشرة