في العام 1953 وكانت لا تزال في بداياتها، حين وقّعت مع شركة "فوكس" عقداً تقوم بموجبه بدور البطولة في فيلم "الرجال يفضلون الشقراوات" الى جانب جين راسل، دخلت مارلين مونرو الى مكتب أحد كبار مديري الشركة، لتحتج كون عقدها لا يمنحها سوى ألف دولار أسبوعياً، فيما تنال جين راسل مئة ألف دولار عن دورها في الفيلم نفسه، كما لتحتج على كون الغرفة المخصصة لها في الاستديو تقل فخامة عن غرفة زميلتها، فقال لها المدير بعدما أصغى إليها: "لا تنسي يا سيدتي أنك لم تصبحي نجمة بعد"، فإذا بها تجيبه: "ولكن أيها السيد، مهما كان الأمر، فإن عنوان الفيلم هو "الرجال يفضلون الشقراوات" وأنا الشقراء في الفيلم". يومها كان المدير على حق فمارلين لم تكن قد مثلت الا في فيلمين لعبت فيهما دور البطولة من قبل هما "عمل القرد" و"نياغارا". والفيلمان كانا متوسطي الجودة، ولم يتنبه الجمهور الى البطلة فيهما. لكن المدير أخطأ في حساباته ومراهناته، اذ منذ تلك اللحظة صار لزاماً عليه ان يحسب حساب مارلين مونرو، لأنها خلال السنوات العشر التالية ستصبح أشهر نجمة في هوليوود، وأكثر نساء عاصمة السينما إثارة... وكل هذا من دون ان تنال أي أوسكار أو يتم ترشيحها لنيل الجائزة، ومن دون أن يقول أحد انها ممثلة جيدة حتى. هكذا، طلعت مارلين مونرو من اللامكان. وهكذا فرضت نفسها. وهكذا تحولت أسطورة من دون أن يدري أحد كيف حدث هذا. كل ما في الأمر ان "الرجال يفضلون الشقراوات" نجح وغطت مارلين على جين راسل، سمراء الفيلم. فما كان من مدير "فوكس" ورجلها القوي زانوك الا ان أرسلها الى كندا لتمثل في فيلم كان يرى انه مجرد "فيلم رعاة بقر من الدرجة السفلى"، لكن الفيلم حقق من النجاح ما قلب كل المعادلات: صارت مارلين على كل شفة ولسان، طغت على من قبلها من نجمات ووضعت "القوانين" الخاصة بمن سيأتين بعدها... وكل هذا خلال أقل من عشر سنوات، ذلك ان تلك الحسناء الفاتنة والفريدة لم تعش طويلاً بعد ذلك، إذ وجدت مقتولة يوم 6 آب أغسطس 1962، وقيل انها انتحرت، كما سرت اشاعات اخرى كثيرة ما زالت حتى اليوم اشاعات. سنوات عدة، إذاً، ظلت فيها مارلين ملء الأسماع والأبصار، ولكن ليس كممثلة بل كظاهرة، الى درجة ان أحد الذين كتبوا عنها قال ان عدد الرجال الذين ارتبطت بهم، أو قيل انها ارتبطت بهم، يفوق عدد الأفلام التي مثلتها، وعلى رأس هؤلاء الرجال هناك طبعاً ارثر ميلر، الكاتب المسرحي الكبير الذي كان آخر أزواجها، وجون فيتزجيرالد كنيدي، الرئيس الأميركي الذي قيل انه كان آخر عشاقها. هل هو المجد من طرفه: الفني والسياسي - الاجتماعي؟ ربما. غير ان لا شيء في طفولة مارلين مونرو كان ينبئ بهذا، بل ان اسمها الأصلي لم تكن له أية علاقة بالاسم الذي اشتهرت به وحملته حتى الرمق الأخير. فمارلين مونرو كان اسمها الأصلي نورما جين بيكر، وهي ولدت تحت برج الجوزاء في لوس انجيليس العام 1926، ولن يعرف أحد لاحقاً شيئاً عن أبيها الحقيقي، أما أمها فكانت فاقدة لقواها العقلية، وضعت في المصح فيما كانت الصغيرة نورما لا تزال في السابعة، وهكذا أودعت نورما في دار الأيتام لتعيش طفولة شديدة البؤس. وهي اعتادت منذ تلك السن المبكرة ان تهرب من واقعها الى أحلامها. وفي ذلك الزمان، وفي ذلك المكان كان الحلم لا يعني شيئاً آخر غير السينما، خصوصاً أن نورما الصغيرة كانت تعرف شيئاً عن عالم السينما إذ أن أمها كانت مؤلّفة أفلام، وكانت لها صداقات في أوساط رهط من الممثلين الانكليز، كما ان أمها في طفولتها المبكرة كانت تصحبها الى مسرح غراومان الصيني الذي كان يعتبر ملتقى أهل الفن السابع في ذلك الحين. في السادسة عشرة من عمرها أضحت نورما فتاة ناضجة. و للتخلص منها، زوّجتها المرأة التي كانت وضعت في عهدتها، من عامل في العشرين من عمره يدعى جيم دافرتي. ونورما نفسها التحقت عاملة بمصنع للسلاح. وهناك كان الحظ ينتظرها على صورة مصور يعمل لدى الجيش التقط لها بعض الصور صدفة. وحدث ان لاحظ مسؤول شركة اعلانية تلك الصور، وما أن مضت أيام حتى كانت نورما قد تحولت من عاملة الى عارضة أزياء، ومن سمراء الى شقراء... وقريباً ستحتفظ بشقارها، لكنها ستغير مهنتها بالطبع. فهي كانت تحلم بالمجد السينمائي، ولن تكتفي بأن تعرض الأزياء للأخريات. وتحول حلمها القديم برنامج عمل. وفي شهر تموز يوليو 1946 كانت أضحت في العشرين من عمرها حين طلقت زوجها الأول وراحت تطرق الأبواب، حتى قيض لها ان توقع عقدها الأول مع شركة "فوكس" في مقابل 75 دولاراً أسبوعياً. وما ان وقّعت العقد حتى ودعت، مع طفولتها البائسة، اسمها نفسه الى الأبد، اذ اختارت لنفسها، بمساعدة أحد مسؤولي الشركة، اسم مارلين ملحقاً بمونرو الذي كان، أصلاً، اسم أمها. وهكذا ولدت مارلين مونرو، حرة، شقراء، طموحة، تكسب 75 دولاراً في الأسبوع. لكن المجد لم يكن في انتظارها على مفترق الطريق. ذلك انها طوال السنوات الست التالية لم تنل إلا أدواراً صغيرة لا تطلب منها سوى ان تكون "غبية، شقراء ومثيرة" "مجرد صورة عادية لا أكثر"، حسب تعبيرها. ومع هذا لم يقلّ عدد الأفلام التي مثلت فيها خلال تلك السنوات عن 18 فيلماً. وفي العام 1952، حين وصلت الى الشهرة، أو بداياتها، أخيراً، لم يحدث هذا بفضل فيلم مثلته، بل لأن صحافياً اكتشف أنها صُوّرت، سراً، عارية من أجل "روزنامة" محلية. وهكذا بدأت حياتها ك"نجمة" بما كان يعتبر فضيحة حقيقية في ذلك الحين. لكن مارلين لم تبال بذلك حقاً. كان ما يهمها في ذلك الحين ان "فوكس" قررت اسناد دور البطولة اليها في فيلم "نياغارا"، وأدركت مارلين ان ذلك الدور سيكون بدايتها الحقيقية، خصوصاً ان دعاية الفيلم تحدثت عن بطلته على انها "اعصار من المشاعر والأحاسيس". صحيح ان الفيلم لم يكن تحفة استثنائية، لكنه كان كافياً للفت أنظار الجمهور العريض الى تلك الفاتنة "ذات النظرة البلهاء"، و"الشفتين المشعتين". وهكذا مع اقبال الجمهور على الفيلم، أقبلت الصحافة على بطلته. وبدأ اسمها يحتل الصفحات الأولى كي لا يتركها بعد ذلك أبداً. فإذا أضفنا الى هذا ان مارلين ارتبطت في ذلك العام نفسه بالرياضي جو ديماجيو، بطل لعبة البيسبول، يمكننا ان نفهم "المجد" الذي أُسبغ عليها فجأة... وأن نفهم كيف ان ضربات قلب مارلين صارت منذ تلك اللحظة شغل الجمهور الشاغل. الرجل الذي وصل متأخراً وكان ذلك العام هو العام الذي حدثت فيه الحكاية التي بها بدأنا هذا الكلام: حكاية مطالبتها شركة "فوكس" بأن تعترف لها بمكانتها. وزانوك، مدير الشركة، عمد كما أشرنا، الى ارسالها الى كندا كي تمثل في "نهر بلا عودة" وهو يدرك ان صعوبة تصوير الفيلم ستخفف من "اعتداد الشقراء المزيفة التي لا تعرف شيئاً عن فن التمثيل" كما كان يقول، بنفسها. صحيح ان العمل كان صعباً. وأن ديماجيو رأى ذات يوم ان عليه ان يلحق بها حتى يسري عنها، لكنه وصل - كما يبدو - متأخراً، ذلك ان مارلين كانت التقت في تلك الأثناء ميلتون غرين الذي كان أشهر مصور في نيويورك. كان غرين قد وافاها ليصور عنها تحقيقاً لمجلة "لوك"، وبعد ساعة من اللقاء أصبحا أعز صديقين وراحا يرسمان المشاريع العملية والعاطفية معاً. وهكذا حين وصل ديماجيو اكتشف انه لم يعد له مكان في حياتها. لكن ما لم يكن ديماجيو يعرفه في ذلك الحين هو ان علاقة مارلين بغرين لن تكون طويلة، لأن الفاتنة الشابة كانت تعيش في سرها حباً كبيراً لرجل كانت التقته في نيويورك قبل ذلك بأربع سنوات. ولم يكن هذا الرجل سوى آرثر ميلر، الكاتب المسرحي الكبير، الذي كان قد بعث اليها رسالة يقول فيها: "اسحري هؤلاء الناس بالصورة التي يريدونها منك. لكني آمل، بل أتوسل اليك، ألا تقعي ضحية هذه اللعبة وألا تتبدلي أبداً...". وإذ كان غرين النيويوركي جسراً عبرته للوصول الى آرثر ميلر، فإن هذا ما لبث ان ظهر في حياتها وتزوجا في شهر تموز يوليو 1956. في ذلك الحين كانت مارلين بلغت قمة المجد، اذ انها بين بدء علاقتها بغرين وزواجها من ميلر، كانت برزت في فيلم "7 سنوات من البريق" الذي يظل أفضل أفلامها على الاطلاق، كما في "موقف الباص" الذي اعتبرت، بفضله وللمرة الأولى، ممثلة جيدة بشهادة عدد كبير من النقاد الأميركيين. ولم تكن مارلين في حاجة الى أكثر من هذا كي تعتبر ان حلمها تحقق، هي التي كانت نشوتها الحقيقية بدأت في العام 1954 حين توجهت الى كوريا لتشارك في استعراضات للترفيه عن القوات الأميركية هناك، فلفت نظرها على الطريق لافتات كتب عليها: "سوقوا بحذر... فالحياة التي يمكن ان ينهيها صدمكم لصاحبها، قد تكون حياة مارلين مونرو". إذاً، في ذلك الحين وصلت مارلين الى القمة. ولم يعد في وسع أية نجمة أن تصمد في المنافسة أمامها: فهي الى جمالها صارت مقبولة الى حد ما كممثلة، وراكمت ثروة كبيرة، وأصبحت محبوبة من الجماهير العريضة، ناهيك عن كونها زوجة كاتب مرموق. وإذ لم يكن ينقصها لاكتمال هذه السعادة الا ان تنتج فيلماً لنفسها بنفسها، تمكنت مع ميلتون غرين من انتاج فيلم "الأمير والراقصة" من بطولتها مع لورانس أوليفييه الذي كان، هو ايضاً، في قمة مجده في ذلك الحين. والغريب ان الأمور لم تسر على ما يرام بين الممثل البريطاني الشكسبيري الكبير، وبين نجمة الملايين، على رغم انها كانت أضحت في تلك الأثناء من المترددين على مدرسة التمثيل الراقية "استوديو الممثل". بل انه خلال أيام التصوير الأولى تجرأ ذات مرة وقال لها: "مارلين... حاولي ان تكوني مثيرة!". والحال ان هذه النصيحة أغضبت مارلين، اذ اعتبرتها نصيحة "بلهاء" وقالت لنفسها: "ترى ألا يفهم هذا الأحمق أنني الإثارة نفسها". ولسوف يروى انها، بوصفها منتجة الفيلم، تعمدت لاحقاً ان تضايق اوليفييه الى درجة لا تطاق، ما انعكس على الفيلم وجعله يشكل خيبة فنية كبيرة، ويسقط بالتالي سقوطاً تجارياً مدوياً. ابتعاد ميلر غير ان هذا السقوط لم يغضب مارلين كثيراً على رغم الخسائر المالية. كان ما أغضبها ان آرثر ميلر لم يقف مناصراً لها خلال صراعاتها مع أوليفييه. وهكذا بدأت العلاقة بين الزوجين تعرف مشاكلها الأولى. غير ان مارلين سرعان ما نسيت هذا كله، اذ ان فيلمها التالي كان "البعض يحبونها ساخنة" من اخراج بيلي وايلدر. وكان فيلماً كبيراً حقق من النجاح ما جعل مارلين تنسى كل بؤس حياتها السابقة، ومشاكلها الراهنة، حتى وإن كان العمل عليه اتسم بصعوبات كبيرة، سيقال لاحقاً أن ضعف مارلين كممثلة كان سببها، اذ احتاج الأمر الى اعادة تصوير بعض لقطاتها أربعين مرة، ما أنهك زميليها في الفيلم جاك ليمون وطوني كورتيس، الذي لفرط غيظه قال مرة ان "معانقة مارلين مونرو تبدو له أشبه بمعانقة هتلر". ولكن مهما كان من شأن هذا الرأي فإن الجمهور لم يشاهد في الفيلم سوى مارلين مونرو، وكذلك كانت حال النقاد الذين أثنوا على أدائها فيه ثناء مفرطاً. ولم تكن الفاتنة أفاقت من هذا النجاح، في العام التالي، حين مثلت في فيلم "تعال نحب بعضنا" من إخراج جورج كيوكر، الى جانب الفاتن الفرنسي إيف مونتان. وأعلنت مارلين خلال عملها في هذا الفيلم انها تحس بالسعادة الى جانب هذين الفنانين، لا سيما الى جانب مونتان الذي كان لطيفاً جداً معها. والحال أنها كانت، في ذلك الحين، في حاجة ماسة الى ان يكون أحد لطيفاً جداً معها. فهي في غمرة نجاحاتها المهنية، وفي غمرة تحولها الى نجمة النجوم ومحط آمال ورغبات مئات ملايين الرجال في شتى أنحاء العالم، كانت بدأت تحس بشيء من التعاسة والقلق. صحيح أنها كانت لا تزال دون الخامسة والثلاثين، لكنها كانت بدأت تشعر بالشيخوخة تقترب، وآرثر ميلر كان، كما يبدو، قد بدأ يسأمها ويسأم حياتها الصاخبة وهو الرجل الهادئ الحكيم. وبدا وكأنه على وشك التخلي عنها. صحيح ان كتّاب سيرتها سيقولون لاحقاً ان تلك الحقبة كانت هي الحقبة التي ارتبطت خلالها بعلاقة مع جون كينيدي، أو كما سيقال روبرت كينيدي، من دون أن يثبت شيء أو إسم من الاسمين، غير ان هذا كله لم يكن مطمئناً، فمارلين كانت بحاجة الى رجل حقيقي في حياتها، والى دفء عائلي وحنان. ويبدو واضحاً ان ميلر، على الرجل الذي أحبته أكثر من أي رجل آخر، لم يعد راغباً في أن يلعب اللعبة. غير أن ميلر على رغم المسافة التي باتت تفصله عنها لم يتخل عنها نهائياً، إذ أن الفيلم التالي الذي مثلته بعد فيلم جورج كيوكر وهو "الضالّون" كان عن سيناريو كتبه بنفسه خصيصاً لها. وهذا الفيلم الذي أخرجه جون هوستون، سيكون آخر فيلم مكتمل مثلته مارلين مونرو، إضافة الى كونه آخر فيلم لكلارك غايبل، الذي مات بعد انجازه، وتقريباً آخر فيلم أيضاً لشريكهما فيه مونتغمري كليفت الذي مثل بالتوازي معه في "محاكمات نورنبرغ" ليموت بعد انجاز الإثنين. وحيدة حتى النهاية والحقيقة ان تصوير "الضالّون" كان عسيراً للغاية، اذ ان مارلين كانت خلاله شديدة العصبية، على رغم كل محاولات ميلر، الذي حضر التصوير، لتهدئتها. وفي النهاية أنجز تصوير الفيلم يوم 5 تشرين الثاني نوفمبر 1960. وفي الثامن من الشهر نفسه توجهت مارلين لتقيم وحيدة في شقة كبيرة في نيويورك. وبعد ثلاثة أيام أعلنت طلاقها من آرثر ميلر. وخلال الأسبوع التالي التقت للمرة الأخيرة بإيف مونتان الذي قرر العودة الى باريس. وكان سفر مونتان صدمة لها، إذ أنها تعلقت به كثيراً. لكنها ما ان أفاقت من تلك الصدمة حتى كانت تنتظرها صدمة أكبر: مات كلارك غايبل، لتصرح زوجته بأنها واثقة "من أن مارلين مونرو هي المسؤولة عن التوتر والتعب اللذين تسببا في الأزمة القلبية التي قضت عليه". ولم يكن من شأن مثل هذا التصريح الا ان يغرق مارلين في حزن كبير. وأخلدت الى عزلة رهيبة مع كميات كبيرة من الحبوب المهدئة. وخلال العام 1961 لم تمثل في أي فيلم على رغم العروض الكثيرة. اذ يبدو أنها باتت موزعة بين حزنها وبين علاقتها مع أحد الأخوين كينيدي. ولكن ما ان طل العام 1962 حتى كانت قررت ان تعود الى الشاشة، وهكذا وقّعت عقداً لتقوم ببطولة فيلم "شيء ما يجب ان يتحطم" من إخراج كيوكر. وما ان بدأ التصوير فعلياً عند نهاية شهر نيسان أبريل من ذلك العام، حتى كانت مارلين في أسوأ حال، وهكذا خلال تصوير استغرق ثلاثة أسابيع لم تتمكن من العمل سوى ستة أيام. لكنها تمكنت من الاستجابة لكل الأحاديث الصحافية التي طلبت منها، وتصورت عارية أمام كاميرا بيرت ستيرن، ما جعل سيرتها على كل شفة ولسان من جديد، بيد ان الفيلم لم يكتمل ولن يكتمل أبداً. إذ في السادس من آب أغسطس من ذلك العام وكانت مارلين لا تزال في السادسة والثلاثين من عمرها، وجدت ميتة داخل شقتها. وبسرعة أفادت التحقيقات انها انتحرت، لكن نظريات عدة روجت حكايات أخرى، لبعضها علاقة بالأخوين كينيدي، ولبعضها علاقة بالمافيا. غير ان هذا كله لم يكن مجدياً. فمارلين ماتت هكذا، وحيدة كما ولدت وحيدة. وهي إذ غادرت السينما واضعة حداً لأساطير النجوم في ذلك الزمن وغادرت الحياة، دخلت الأسطورة لتصبح، وحتى اليوم بعد أربعة عقود ونيف على رحيلها، نجمة النجمات، والنموذج الأوفى لامرأة النصف الثاني من القرن