من منا لم يشك يوماً من وجع الحلق ولو لمرة واحدة في حياته، فهو يجعل صاحبه يعاني الامرين، مرارة بلع الطعام ومرارة التكلّم. ووجع الحلق قد يكون ناتجاً عن تخريش بسيط في البلعوم بسبب جفاف الهواء، او قد يكون الغيمة التي تنذر بقدوم عاصفة مرضية كالرشح والكريب الفلو او التهاب جرثومي. على أية حال ومهما كان السبب الذي يختفي خلف وجع الحلق فإن تدبير هذا الأخير قد يصبح ضرورة عاجلة، وفيما يآتي نعرض بعضاً من الوسائل البسيطة المتداولة للسيطرة على وجع الحلق: غرغرة الفم، عندما يكون وجع الحلق مترافقاً مع صعوبة في البلع فهذا يدلّ على ان سقف البلعوم مخرش بما فيه الكفاية. ان الغرغرة بالمحاليل الآتية من شأنها ان تخفّف من وطأة الوجع: - الماء المملّح، ويتم تحضيره بإضافة ملعقة صغيرة من الملح الى نصف ليتر من الماء الفاتر. تتم الغرغرة بهذا المحلول بمعدل مرة و احدة كل ساعة وهي تعطي نتائج ملموسة خلال وقت قصير. - مغلي البابونج، ان الغرغرة بمنقوع البابونج الدافئ تساعد في التخفيف من حدة التخريش في الأغشية المخاطية لسقف الحلق والحنجرة. - عصير الليمون الممدد، ويجري تحضيره بعصر ليمونة في كأس من الماء الفاتر ثم تتم الغرغرة به بضع مرات. - ترطيب غرفة النوم، اذا استيقظت صباحاً وانت تعاني من وجع في الحلق فهذا يدلّ على انك نمت وفمك مفتوح فالتنفس من الفم يؤدي الى تخريش وجفاف الحلق لأن الهواء لم يتم ترطيبه كما هي الحال عند التنفس من الأنف. ان خير ما يمكن فعله في هذه الحال هو وضع جهاز يمد جو غرفة النوم بالرطوبة اللازمة. واذا كان وجع الحلق مزعجاً للغاية فيمكن استنشاق بخار الماء عبر الانف والفم في آن معاً ولمدة تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة، فهذا من شأنه ان يلطّف من وجع الحلق حالاً، ويتم تكرار هذه المعالجة لعدة ايام وكلما استدعت الحاجة. شرب السوائل بكثرة، ان السوائل تفيذ في مد الأغشية المخاطية بالماء اللازم لترطيبها ورفع التخريش عنها. يمكن تقريباً تناول جميع السوائل ما عدا المشروبات السميكة الحاوية على الحليب، فهذه قد تبقى جزئياتها عالقة في الحلق الامر الذي يشجع على افراز المخاط الذي يثير نوبة السعال الكحّة وهذا ما يزيد وضع الحلق سوءاً. ايضاً يجب الابتعاد موقتاً عن المشروبات الحاوية على الكافئين فهي تزيد من إدرار البول فتقود الى جفاف الجسم وبالتالي الى جفاف الحلق. استعمال قطرات الأنف الملحية، اذا كنت على مقربة من شاطئ البحر فبإمكانك الاستعانة بمائه، فنقاط ماء البحر المالح تعيد الرطوبة الى أغشية الأنف. واذا تم استنشاقها فإنها تتدحرج على أغشية الحلق فتساعد على ترطيبها ايضاً. طبعاً اذا لم يكن ماء البحر في متناول اليد فيمكن شراء مستحضرات شبيهة به تباع في الصيدليات، وهذه النقاط يمكن استعمالها مراراً وتكراراً على عكس النقاط الدوائية المضادة للاحتقان التي تؤدي الى الإدمان عليها في حال استعمالها بكثرة. - تناول الثوم، يعتبر الثوم من اهم المضادات الحيوية الطبيعية. ان قضم قليل من الثوم قضماً بطيئاً يعين في دفع الالتهاب عن الحلق، ونظراً الى وجود الزيوت الطيارة في الثوم فهو يساعد على التنفس ويقلل من ضغط الدم ويحافظ على صحة القلب والشرايين. - شوربة الدجاج، ان تناول شوربة الدجاج الدافئة لها فعل طيب على الحلق. كما انها تحرر الأنف والطرق التنفسية من الافرازات المخاطية الناتجة عن الالتهاب. - شراب الحلبة، ان نزلات البرد والانفلونزا لا تؤدي الى وجع الحلق وحسب، بل قد تعرّض صاحبها لفقدان حاستي الشم والذوق، ان تناول كأس من الحلبة الساخنة قبل وجبة الطعام له اكبر الأثر في استعادة هاتين الحاستين. - عسل وزنجبيل وليمون، اذا كان وجع الحلق ناتجاً عن نزلة برد ومترافقاً مع السعال فإن خلطة مصنوعة من العسل فنجان واحد والزنجبيل ملعقة صغيرة وليمونة حامضة واحدة، مفيدة في هذه الحالة. يتم اخذ الخلطة على جرعات متتالية طوال اليوم. - الفيتامين "ث"، ان هذا الفيتامين ضروري جداً لتقوية دفاعات الجسم لتقف بالمرصاد في وجه العدوان الميكروبي الذي غالباً ما يترافق مع وجع في الحلق. ان حاجة الشخص اليومية تبلغ تبلغ حوالي60 ملغ، ولكن في حال وجع الحلق التالي للالتهاب يجب مضاعفة الكمية مرتين ان لم يكن ثلاث مرات وربما اكثر. - البصل، يملك البصل مفعولاً قاتلاً لجراثيم الفم، فإذا كانت هذه ضالعة في مشكلة وجع الحلق فان اكل البصل نيئاً يعتبر البلسم الشافي. - المسكّنات، يعتقد معظم الناس ان الادوية المسكّنة مفيدة فقط في اوجاع الاسنان والمفاصل فقط وينسون ان وجع الحلق هو كغيره من الأوجاع وان تلك الادوية اسبرين، باراسيتامول، ايبوبروفين… قادرة على وضع حد موقت لألم الحلق. - رفع السرير، ان الشعور بوجع الحلق صباحاً عند الاستيقاظ لا ينتج فقط عن النوم والفم مفتوح، بل قد ينتج عن انقذاف المحتوى المعدي عبر المري الى الحلق خلال فترة النوم، ان مفرزات المعدة مخرشة جداً لأغشية الحلق، من هنا ينصح في هذه الحالة برفع رأس السرير بمعدل 10 الى 15 سنتم عن مستوى الجسم كتدبير احترازي يعرقل من دفع مفرزات المعدة صوب الحلق. طبعاً ينصح في هذه الحالة بالامتناع عن الاكل والشرب من ساعة الى ساعتين على الاقل قبل الخلود الى النوم. هذه هي بعض النصائح المفيدة في اخماد نار وجع الحلق فإن أفلحت كان خيراً، وإن لم تفلح فالاستشارة الطبية ضرورية وهذه ينصح بها بقوة خصوصاً في الحالات الآتية: 1- وجع الحلق المطوّل والمتكرّر. 2- وجود صعوبة في البلع. 3- المعاناة من صعوبة فتح الفم. 4- ترافق وجع الحلق مع الآلام المفصلية او آلام أذنية او مع وجود كتلة في العنق. 5- تجاوز حرارة الجسم 38 درجة مئوية. 6- ظهور دم في البصاق