ارتبطت منطقة البلقان، بعلاقة وثيقة مع الأرض العربية، منذ عصور يرجح أنها سبقت العهد الاسلامي، لقربها منها، وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين براً وبحراً، ما جعل اللغة العربية تجد اهتماماً كبيراً من سكان المنطقة، كما أن مجموعات عربية نزحت الى جهات البلقان في بعض الحقب التاريخية ونقلت معها ثقافتها وتقاليدها، ولا يزال أحفاد تلك المجموعات يؤشرون الى ان جذورهم العرقية عربية. استهوت المآثر العربية كثيرين من أهل البلقان ، فاهتموا بها، ومن هنا يمكن وضع بداية "الاستعراب البلقاني" وتزايد هذا الاهتمام مع انتشار الاسلام في المنطقة، نظراً الى ارتباطه القوي باللغة العربية. لكن الباحثين يفصلون بين تعلم المسلم العربية لمتطلبات دينية، وبين سبر أغوارها من قبل اتباع الديانات المختلفة لأبحاث ثقافية واجتماعية ومعرفية. ويمكن الاستنتاج من مخطوطات مكتبات ساراييفو احدى أقدم دور الكتب القديمة التي لا تزال تحافظ على أصلها، والتي انشأها الوالي العثماني الغازي خسروبك سنة 1537 وبلغراد وصوفيا وتيرانا وغيرها، ان من أوائل المستعربين الذين وصلنا نتاجهم، يأتي حسن الضيائي بوسني، توفي العام 1584، وكان باحثاً وشاعراً بالعربية والتركية، وحسن الكافي الافحصاري بوسني، توفي العام 1616 وصل منه 23 مؤلفاً مخطوطاً بالعربية بينها "أصول الحكم في نظام العالم" الذي هو رسالة سياسية وأخلاقية في تنظيم الدولة والمجتمع، ومنير البلغرادي بلغراد، توفي العام 1635 وله مؤلفات متنوعة بينها كتاب في جغرافية منطقة البلقان، ومحمد بن موسى الملقب "علامق" لشهرته كعالم من ساراييفو، توفي في 1636 وله مؤلفات في النحو والبيان والمنطق والتراث العربي، ومصطفى ايوبوفيتش من موستار، توفي في 1707 وكتب في البلاغة والنحو ووصل من مؤلفاته 26 مخطوطاً، ومحمد صدقي حجي حسينوفيتش بوسني، توفي في 1888 وله كتاب مهم في تاريخ البوسنة. وتجدر الاشارة، الى أن البوسنة كانت تستخدم الحروف العربية في كتابة لغاتها المحلية حتى الحرب العالمية الأولى، ولهذا اشتهرت بخطاطين للكتابة العربية الذين أظهروا درجة كبيرة في فن الخط، اضافة الى تأثير ذلك في تعلم العربية نفسها والبحث في ثقافتها وتراثها والتأليف في مجالاتها، ولهذا تميزت بالعدد الكبير من المستعربين الذين ظهروا فيها. وشكل تأسيس قسم الاستشراق في بلغراد عام 1925، وهو الأول من نوعه في العصر الحديث في منطقة البلقان، انجازاً مهماً في تعلم العربية والبحث في تراثها بشكل علمي واسع، وزاد هذا الانجاز قوة وانتاجاً عندما انشئ شقيق له في ساراييفو عام 1950، ويعتبر الباحثون في الأوضاع الثقافية والاجتماعية في المنطقة أن تأسيس المعهدين، دليل على اهتمامها باللغة العربية واحترامها لتراثها البارز والمصان من شعوبها، ما أكده الاقبال الكبير على الدراسة فيهما بحيث احتل الصدارة بالنسبة الى أقسام اللغات العالمية الأخرى، ما يستدل منه على استمرار رسوخ صلات شعوب البلقان التاريخية الوثيقة مع الشعب العربي، واستمرار هذه العلاقات على رغم التغييرات الجغرافية والسياسية المحلية والدولية، خصوصاً أن للقسمين بلغراد وساراييفو علاقات تعاون مع العديد من الجامعات ومعاهدها الثقافية العربية. مستعربون معاصرون ومع تأسيس قسمي الاستشراق في بلغراد وساراييفو، ظهر مستعربون يملكون كل صفات البحث والاختصاص، منهم سليمان غروزدانيتش ونديم فيليبوفيتش واسعد دوراكوفيتش، وهم من مشاهير الأدباء والمؤرخين في البوسنة ولهم مؤلفات قيمة وشاركوا في مؤتمرات ولقاءات أدبية دولية كثيرة، خصوصاً في الدول العربية، وحسن قلشي من بلغراد، شارك المصري كامل البوهي في تأليف أوسع قاموس صربوكرواتي - عربي صدر حتى الآن. ويمكن الاستدلال على ازدهار اللغة العربية وتألقها في منطقة البلقان، من خلال كثرة الاهتمام بتأليف المعاجم الخاصة بها، التي أصبحت ظاهرة بارزة، فإضافة الى قاموس قلشي والبوهي، صدرت قواميس عدة، منها: معجم عربي صربي كرواتي يقع في 3650 صفحة موزعة على جزءين من تأليف توفيق موفيتش الأستاذ في معهد الاستشراق في ساراييفو وقاموس القدس الذي ألفه الفلسطيني أمجد معلا، وقاموس جيب صربي - عربي تأليف رادي بوجوفيتش وسانيا فيداكوفيتش طبع سنة 2000. الاثر الشعبي ويعتبر كتاب "دور البطل العربي في الشعر الشعبي اليوغوسلافي" لمؤلفه المستعرب رادي بوجوفيتش طبع في بلغراد 1977، 246 صفحة من القطع المتوسط مصدراً مهماً في معرفة اثر الادب والثقافة العربية في المجالات الشعبية في منطقة اللغة الصربية - الكرواتية صربيا والجبل الأسود والبوسنة وكرواتيا اذ يورد أمثلة ميدانية تظهر هذا البطل العربي في مستويين فولكلوريين: في القصص الشعبية الخرافية وفي القصائد الحماسية الملحمية والأغاني المتناقلة، اي في النثر المحكي في أكثر من 20 من قصص السيرة والمآثر، وفي الشعر الحماسي والأغاني الذي أحصى منه المؤلف نحو 200 قصيدة تبين ما للعربي من قدرة كبيرة تشبه ما نعرفه عن بطولات ابو زيد الهلالي وعبدالوهاب ابن الأميرة ذات الهمة وعنترة بن شداد والظاهر بيبرس وبعض الأبطال في سيرة سيف بن ذي يزن، اضافة الى طرائف حكايات ألف ليلة وليلة. واعتمد بوجوفيتش في جمع مواد كتابه على العديد من الكتب والمراجع الفولكلورية اليوغوسلافية اضافة الى الأحاديث الميدانية مع المهتمين بالتراث الشعبي اليوغوسلافي. وكان الشعر المجال المفضل للتفاخر عند الجماهير البلقانية، تعبر فيه على ألسنة شعرائها عن الأوضاع الاجتماعية والمشاكل والمحن والآمال، ومن هنا تأتي أهمية وجود "البطل العربي" في الجانب الشعبي من هذا الشعر، حتى ان هذا البطل دخل الغناء الشعبي الخاص بحفلات الخطوبة والأعراس في المنطقة، من باب ما تتوافر لديه من عناصر الشهامة والعفة والمروءة والشجاعة وسحر الشرق المناسبة للحياة الزوجية. وبحسب الأدب الشعبي وتقربه في سلوكه من الواقع، فإن الماضي والحاضر يختلطان في شخصية العربي كما يختلط التاريخ بالخرافة، وتوجد لدى سكان سواحل البحر الادرياتيكي الجانب اليوغوسلافي رقصة شعبية يظهر فيها العربي مبارزاً بالسيف، وهكذا فإن الأدب الشعبي يتيح امكانات عدة في دراسة الكثير من النماذج الثقافية التي تدفقت عبر العصور المختلفة على منطقة البلقان، ومن هذا المنطلق فإن أهمية البطل العربي في الحياة الشعبية في البلقان تعطي صورة واضحة لمدى قوة المؤثرات الثقافية العربية في المنطقة، والتي كان لها دور بارز في التقرب من هذه الثقافة وظهور المستعربين الباحثين فيها. ومن هذا التأثير للثقافة العربية في البلقان، ما نجده عندما نسمع في احدى أغاني الأعراس في المنطقة، التي تقول على لسان "ماركو" وهو البطل القومي لدى العديد من شعوب البلقان: "قف الى جانبي يا صديقي العربي، وساعدني في كسب حب تلك الفتاة الحسناء، ان الانسان ينبغي ان يضحي حينما يتطلب الأمر ذلك، خصوصاً من أجل فتاة شابة وجميلة وطيبة، هيا أيها العربي لنسرع في مهمتنا، قبل أن تضيع الحسناء من أمام عيوننا". وعلى رغم التطورات التي حصلت في البلقان، فإن الاستعراب بقي على وضعه المتقدم، ومن أبزر وجوهه الحالية، في البوسنة: اسعد دوراكوفيتش وحارث سيلايجيتش وفويكا سميليانيتش جيكيتش. وفي بلغراد: رادي بوجوفيتش وطارقو تاناسكوفيتش وعائشة جوليزارفيتش سيميتش وسانيا فيداكوفيتش. وفي الجبل الأسود: سلافكو بافيجيفيتش ودراغانا كويوفيتش. وفي مقدونيا: بايا افيروفيتش. وفي بلغاريا: بيكا بيغا. وفي رومانيا: نيكولاي دوبريشانو وناديا انغيلوسكو. ولجميع هؤلاء المستعربين نتاجات باللغات العربية وأبحاث بلغات بلدانهم في شأن القضايا الثقافية والتراثية واللغوية العربية. ويعتبر البروفيسور رادي بوجوفيتش عميد كلية الاداب في جامعة بلغراد حالياً ورئيس القسم العربي في الكلية سابقاً عميداً للمستعربين الحاليين في منطقة البلقان لنتاجه الوفير في الاداب والحضارة العربية القديمة والحديثة، سواء بالعربية أم باللغة الصربية - الكرواتية، لتعريف قرائها بالثقافة العربية، وهو وضع مئات الأبحاث والمقالات باللغتين العربية والصربية، وحضر مؤتمرات ومهرجانات أدبية في مختلف البلدان العربية، وهو عضو في المجلس العلمي التونسي، وحائز على الخاتم الذهبي، أعلى تقدير يوغوسلافي يمنح للمثقفين الذين يقدمون نتاجاً مرموقاً في نشر ثقافة بلدان العالم الثالث، وجاء في قرار اللجنة التي منحته الجائزة "انه أفضل مطلع يوغوسلافي على الثقافة والاداب العربية وناقلها الى اللغات اليوغوسلافية". السياب والبطل العربي تخرج بوجوفيتش من قسم الاستشراق في بلغراد منتصف الستينات من القرن الماضي، ثم حصل على الماجستير من جامعة بغداد، عن أطروحته حول "الشاعر الجميل بدر شاكر السياب والتشاؤم في شعره" وبعد ذلك نال الدكتوراه من جامعة بلغراد. يقول عنه الكاتب الليبي محمد أحمد وريث، في مقدمة لكتاب بوجوفيتش "نحو حوار ثقافي": "رادي بوجوفيتش اسم غير مجهول في الوطن العربي وقلم دائم الحضور والظهور على صفحات الجرائد والدوريات العربية الأدبية والفكرية على وجه التخصيص، وربما يفوق حضوره وظهوره كثيراً من الأقلام العربية، بما يحمله صاحبه من رغبة طموح في المساهمة في إثراء الثقافة العربية وحس ثاقب وقدرة فائقة على التحليل والاستنباط والدراسة المعمقة لكل ما يطلع عليه من النتاج الأدبي العربي منذ أقدم العصور وحتى الآن". ومن الكتب التي نشرها بوجوفيتش بالصربية - الكرواتية: "دور البطل العربي في الشعر الشعبي اليوغوسلافي"، "الشعر الفلسطيني" ضم 60 قصيدة، "الشعر المعاصر في المشرق العربي"، "الشعر المعاصر في المغرب العربي"، "قاموس جيب صربي - عربي"... وباللغة العربية: "نحو حوار ثقافي" نشرته دار النخلة في ليبيا 2001، ومن بين مواضيعه: التشاؤم الاجتماعي في شعر السياب، ملامح مسرحية في الشعر العربي القديم، بحث عن ذاتية الشاعر الجاهلي، حميد سعيد، هل الاقتباس في العلم مقبول؟ ما بعد صدام الحضارات، هل التوفيق مع النظام الجديد ممكن؟، مسألة الديناميكية في الحضارة الاسلامية مقارنات مع الاورثوذكسية، الحرب لا تحل أية مشكلة، الجريمة والعقاب مقدمة كتاب راشكا، خواطر عن الشاعر الراحل معين بسيسو، مفهوم العروبة، السخرية والواقعية نظرة في أدب فخري قعوار، حول كتاب العقل الفلسفي في الاسلام، الأدب وسيلة للتبادل الحضاري، للاداب لغة مشتركة، كيف يتخيل الصرب والمسلمون المستقبل، مختارات قصصية من تونس البشير خريف، مختارات من الشعر اليوغوسلافي المعاصر. وفي لقاء "الوسط" مع المستعرب بوجوفيتش، في مكتبه في كلية الاداب ببلغراد، أكد انه "يمكن أن يتخلى عن وظائف ومهمات كثيرة يضطلع بها، لكنه لا يمكنه الابتعاد عن الثقافة العربية التي أصبحت جزءاً من روحه، وستبقى كذلك ما كان في مقدوره أن يقرأ ويحمل القلم ويكتب". وأضاف انه لا يحبذ صفة "المستشرق" التي يحاول البعض نعته بها، وانما يريد أن يكون "مستعرباً" فقط، لأن العربية "هي المجال الوحيد الذي اختاره بحثاً وهواية ونتاجاً وفخراً، وان سعادته في ذلك ناتجة عن تعرفه على واحدة من أغنى ثقافات العالم، هي العربية، ولهذا فإنه سيبقى ينهل من نهر الثقافة العربية الذي يتواصل جريانه بغزارة، وانه يساهم في ايصال أخيار هذا النهر العظيم الى المواطنين اليوغوسلاف". نتاج متنوع وتقول سانيا فيداكوفيتش، التي تعاونت مع بوجوفيتش في تأليف قاموس جيب صربي - عربي انه على رغم عملها المستمر مستشارة في مديرية الشؤون الآسيوية والافريقية في وزارة الخارجية اليوغوسلافية، منذ نحو 10 سنوات، الا انها تستغل كل ما يتوافر لها من وقت لترجمة أمور ثقافية وتراثية عربية ونشرها في صحف ومجلات يوغوسلافية. وأوضحت انها كثيراً ما تستغل زياراتها الى الدول العربية، ضمن الوفود اليوغوسلافية، للاطلاع ميدانياً على التطورات الثقافية في هذه الدول وتعريف القارئ اليوغوسلافي بها. أما الدكتور حارث سيلايجيتش، فإنه، على رغم ابتعاده سنوات عدة عن الثقافة والأدب وانهماكه في مشكلات السياسة ورئاسة الحكومة خلال الحرب البوسنية، فإنه عاد الى المجال الأدبي العربي الذي طالما استهواه وأحب التحدث بلغته، التي يتقنها بطلاقة تامة. وخلال لقاءاتنا الكثيرة معه في ساراييفو، أكد انه عاد في السنوات الأخيرة الى هوايته المفضلة، ليضيف أعمالاً جديدة الى مؤلفاته ومقالاته القديمة، وذلك بعدما تخلص من كثير من أعباء السياسة، وهو يقضي معظم وقته في نظم القصائد وكتابة الروايات والمسرحيات التي يلاحظ فيها تأثير الثقافة العربية، منها مسرحية "حمدي بيك" المستوحاة من التراث العربي. والدكتور سيلايجيتش، الذي هو من عائلة معروفة باهتمامها بالثقافة العربية، درس أولا في معهد الاستشراق في البوسنة ثم واصل تحصيله في عدد من الدول العربية، ويقول انه على رغم اتقانه لغات عالمية عدة، الا ان العربية هي دائماً في الصدارة عنده. ومن الجبل الأسود، التقت "الوسط" المستعرب سلافكو بافيجيفيتش، وهو شاعر معروف له ستة دواوين مطبوعة بالصربية، يظهر في الكثير من قصائدها تأثير الأجواء العربية، وهو خريج معهد الاستشراق في بلغراد، وزار العديد من الدول العربية موظفاً ومشاركاً في مؤتمراتها الأدبية، ويقول انه، لاكمال حبه للغة العربية، فقد تزوج من فتاة عراقية، وله ثلاثة أولاد، كي تكون العربية لغة بيته الى جانب الصربية. ومن أعمال الشاعر المستعرب سلافكو، اختياره 24 قصيدة للشاعر العراقي حميد سعيد، ترجمها شعراً الى اللغة الصربية ونشرها في كتاب بعنوان "إعادة رسم - لوحة بيكاسو - غيرنيكا"، كما نشر كتابين احدهما مختارات من قصائد الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد والآخر لأدونيس. ويقول: "رغبتي في تعريف القارئ الصربي بالحضارة العربية متأتية من أهميتها الانسانية والتراثية، ولهذا فإن اهتمامي لا يقتصر على ترجمة الشعر الذي عرفت كثيراً من خلاله، وانما أيضاً اعمل على ترجمة فصول من التاريخ العربي الذي يحظى بمتابعة الباحثين اليوغوسلاف" علاقات وثيقة مع العالم العربي يقيم قسم الاستشراق في جامعة بلغراد علاقات وثيقة مع المعاهد والمؤسسات ذات الاهتمامات المشتركة في البلدان العربية. وتتحدث عن آخر هذه العلاقات أستاذة تصحيح نطق الطلاب في قسم اللغة العربية في جامعة بلغراد إيمان حبشي ياريتش فتقول: "رافقت خلال آذار مارس الماضي، مجموعة من طالبات وطلاب القسم، الذين قضوا اسبوعاً رائعاً في ربوع لبنان، بصحبة عميد كلية الاداب في الجامعة الدكتور رادي بوجوفيتش، وذلك تلبية لدعوة تلقاها القسم للمشاركة في تقديم فعاليات فنية في مدينة جبيل المرفأ اللبناني والمركز الفينيقي الشهير. افتتحت الحفل الفرقة الموسيقية للشرطة اللبنانية بالنشيدين الوطنيين اللبناني واليوغوسلافي، وأدت طالبات القسم العربي في جامعة بلغراد أغنيات لبنانية وصربية، كما قرأن بكفاءة، نالت استحسان الحضور اللبناني، قصائد مختارة لشعراء لبنانيين، هي ضمن مجال دراستهن في القسم. وشملت الدعوة جولات في المعالم الثقافية والتاريخية والسياحية لمدن جبيل وبيروت وبعلبك وطرابلس ودير البلمند الارثوذكسي وبشري، حيث متحف جبران خليل جبران المعروف جيداً بين المثقفين الصرب لكثرة أعماله التي ترجمت الى اللغة الصربية، والتي تعتبر من المواد الثقافية المهمة لطلبة قسم اللغة العربية في بلغراد". وتضيف الأستاذة إيمان في حديثها: "كما رافقت مجموعة من طلبة القسم الذين حضروا مهرجان المربد الأخير في العراق، حيث شارك طلبتنا خلاله بفعاليات تضمنت عرض نماذج من نتاجهم الذي لاقى استحساناً كبيراً من الأدباء العراقيين والأجانب المشاركين في المهرجان". وتضيف: "لنا دعوات من جهات ثقافية وفنية في عدد من البلدان العربية، سيقوم قسم اللغة العربية بتلبيتها بقدر ما يسمح به وقت طلبته". وأشارت الى ان لقسم اللغة العربية في جامعة بلغراد مراسلات منتظمة مع مؤسسات ثقافية وجامعية مختلفة في البلدان العربية، كما انه يتبادل المطبوعات والخبرات مع هذه المؤسسات، وقام العديد من هذه المؤسسات بطبع نتاجات المستعربين في منطقة البلقان بمعدل ثلاثة كتب سنوياً، اضافة الى نشر العشرات من كتابات وبحوث هؤلاء المستعربين في مجلاتها ودورياتها.