لم يعد زحف الالكترونيات يقتصر على معداتنا المنزلية والمكتبية بل وثيابنا، بل تعداها إلى الدفتر البسيط والقلم الذي يستخدمه ملايين الناس يومياً، واقتحم عالم المتمسكين برائحة الورق وعبير الحبر وعشاق الكتابة بالريشة، وهدد بذلك رواج اللوحة الرقمية والفأرة ليمهد الطريق أمام المترددين حيال استخدام الكومبيوتر بسبب تعقيدات الاستخدام، للانخراط في موجة المعلوماتية من دون تغيير يذكر في عادات ممارستهم الكتابة. إن القلم Auoto Pen يبدو في ظاهره كأي قلم عادي تقليدي، لكنه يشكل مع الورق الخاص الذي تتم الكتابة عليه جهازاً معقد الصنع وتقنية تفاعل محكمة. إذ يحتوي هذا القلم في داخله على آلة تصوير دقيقة جداً مهمتها رصد النقاط التي يتم تسجيلها على الورقة المزودة بصمام ثنائي الكتروني مضيء ينبعث في الأشعة تحت الحمراء. وقد تم اللجوء إلى هذه الوتيرة الضوئية كي يتمكن مستخدم هذه التقنية من مشاهدة ما يكتبه. وبما أن هذا القلم يحتوي على خرطوشة حبر كأي قلم عادي، فإن الكاتب عندما يدون ما يريد فوق منطقة من الورقة تمت الكتابة عليها سابقاً، يخيل إليه أن القلم معطل، لذلك تقوم الأشعة تحت الحمراء بحل هذه المشكلة بسبب قدرة أشعتها على اختراق الحبر الخاص. أما النقاط التي ترمّز الصفحة، فهي مطبوعة بحبر مشبع بالكربون تمكن رؤيته بواسطة الأشعة تحت الحمراء. وتستند عملية نقل الكتابة على قيام الكاميرا بتصوير حركات القلم لتلتقط أكثر من مئة صورة في الثانية. أما عملية حساب وتحليل حركات القلم فتضطلع بها آلة حاسبة مدمجة في داخل القلم تستبق أيضاً تخمين وجهته، وبما أن الخط الرقمي للنص يجب أن يكون مطابقاً للصورة المطبوعة على الحبر، فقد تم تثبيت قاطع خلف خرطوشة الحبر يطلق عملية تحليل حركة القلم الرقمية ويلتقط موقع الضغط على النقاط المرمزة على الورق، وبهذا يصبح التنسيق كاملاً وتاماً في كل نقطة على الصفحة. وتؤكد الشركة المصنعة ان ذاكرة هذا القلم قادرة على حفظ ما مقداره محتوى 50 صفحة مكتوبة يدوياً بشكل موقت، غير أن جهاز الارسال المدمج في هذا القلم من طراز Bluetooth يمكن مستخدمه من تحويل المعطيات كافة إلى جهاز كومبيوتر وذلك بمجرد الضغط على المربع الموجودة فيه كلمة "ارسال" على الصفحة ذاتها التي تظهر على الشاشة وكأنها صورة طبق الأصل. لقد تم تصميم هذا القلم الالكتروني مع الورق على نحو يصلح فيه لارسال البريد الالكتروني عبر الانترنت بواسطة هاتف نقال شرط أن يتوافر في الأخير نظام الاتصال Bluetooth. وللقيام بهذه العملية يكفي الضغط في الصفحة على المربع الخاص بالبريد الالكتروني ومن ثم على مربع المرسل إليه فيتحول القلم إلى نظام التعرف على الحروف ويرمز كل رقم وكلمة ويحول محتوى الورقة المكتوبة يدوياً بمجرد الضغط على زر "ارسال". وتكمن قوة هذه التقنية في تعدد استخداماتها وتشعبها، حيث ستتيح لاحقاً ترميز سطح الورق بحيث يتمكن مستخدمها من طلب سلعة ما مباشرة والمشاركة في مسابقات وطلب استمارات أو وثائق لاتمامها عن بعد، واجراء المعاملات المصرفية والاحتفاظ الكترونياً بصورة عن الشيكات الموقعة، إضافة إلى أن هذا القلم يناسب اللغتين اليابانية والصينية مما يبشر برواجه في أسواق البلدين الآسيويين، وهذا ما دفع قطعاً كبرى الشركات مثل "اريكسون" و"نوكيا" و"موتورولا" إلى الإعلان عن عزمها تسويق أقلام مماثلة في الخريف المقبل