فتح "المنتدى الاجتماعي" في دمشق أبوابه مجدداً أمام الجمهور الدمشقي، بعدما توقف عن نشاطه، مدة ربع قرن. واستهل برنامجه بندوة مفتوحة مع الدكتور عبد السلام العجيلي، أدارها وليد اخلاصي. وقد استعاد القاص والروائي السوري الرائد، محطات من حياته الأدبية وسيرته الذاتية، والظروف السياسية التي قادته للانضمام الى جيش الانقاذ في فلسطين 1947. وقال صاحب "قلوب على الأسلاك": "إنني أخشى الشهرة، لأنها تأخذ من حياتي وتحد من حريتي، ولهذا بقيت بعيداً عن العاصمة مسافة ستمائة كيلومتراً، مشيراً الى مسقط رأسه في مدينة الرقة - كما بقيت نحو عشر سنوات، أكتب باسماء مستعارة، وصلت الى 22 إسماً، فالمهمّ في نظري كان ولا يزال ما يقال وليس من قال". واضاف العجيلي: "لو لم أكن طبيباً، لكنت رساماً، أكثر مما كنت أديباً، ففي مطلع شبابي كنت أميل الى الرسم، وقد مارسته فعلاً في شوارع باريس. لكن الظروف هي التي أملت عليّ الاتجاه الى الأدب". وأشار إلى ان الكتابة بالنسبة إليه، تشبه مهنة "الحكواتي"، معتبراً أن "الحكاية هي منبع الفن العربي الأصيل"، من دون ان يلغي أهمية أساليب السرد الأخرى في الرواية الحديثة. ف "لكل شيخ طريقة"، حسب تعبيره، وإذا كانت الرواية العربية اليوم، تقتفي أثر الغرب، فالسبب "أنّه الأقوى". واختتم العجيلي شهادته بقوله: "ينبغي ان يُحاسب المبدع العربي على ما لم يكتبه، وليس على ما كتبه. هناك أشياء كثيرة، يجب ان تُكتب، ومن جهتي حاولت أن أكتب كل ما كان يخطر في ذهني، حتى وصيتي الشخصية". تجدر الإشارة الى ان العجيلي 90 سنة، أحد أبرز رواد القصة القصيرة العربية. بدأ النشر في أوائل الثلاثينات من القرن العشرين، وصدرت مجموعته القصصية الأولى "بنت الساحرة" العام 1948، وتلتها عشرات المؤلفات الأخرى، في القصة والرواية والمقالة وأدب الرحلات والمذكرات. ومن أبرز أعماله: "ساعة الملازم" و"جيل الدربكة" و"باسمة بين الدموع" و"أجهلهنَّ". ولعل أفضل وصف لسيرته، ما قاله نزار قباني عنه: "العجيلي أروع بدوي عرفته المدينة، وأروع حضري عرفته الصحراء".