من المعروف عن الأميركيين حذرهم البالغ وولعهم بمراقبة كل ما يحيط بهم، وقد جاءت هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي لتزيد من مخاوفهم وتعزز هواية المراقبة لديهم. فبعد تثبيت الكاميرات في ألعاب الأطفال لمراقبة المربيات، سيشهد القطاع التقني ولادة روبوت قادر على مشاهدة وسماع كل شيء، يتمتع بثماني عجلات متمفصلة ومستقلة كما يمكنه صعود السلالم والهبوط منها والعبور الى مسارح الحوادث الوعرة. يتحلى هذا الجهاز بذراع تحتوي على آلة تصوير فيديو شاملة الرؤية وميكروفون مدمج وجهاز كاشف يعمل بالموجات الصوتية لكشف محيط الموقع الذي يوجد فيه الروبوت وينقل كل حركة وصوت يصدر من هذا المكان، وبما أن شكل هذا الروبوت يقع بين الكلب والزرافة الرضيعة فقد تم تثبيت الهوائي في جزئه الخلفي على صورة ذنب قصير مما يضفي عليه نوعاً من الألفة تبعد الظنون والشبهات والحذر منه لدى رؤيته. حتى هذا الحد لا جديد في عالم صناعة الروبوت، غير أن اللافت يكمن في امكان تحريكه والتحكم بحركاته عبر شبكة الانترنت بواسطة الكابل أو ADSL، حيث يتم الدخول الى الموقع باستخدام رقم سري، وعلى الفور يمكن تحريك هذا الجهاز ومشاهدة كل شاردة وواردة في محيط وجوده، وذلك بواسطة استخدام الفأرة. غير أن الشركة التي طورت النموذج الأول لهذا الروبوت IRobot ليست مستعدة حالياً لانتاجه على نطاق واسع بانتظار الانتهاء من اختبار بضعة نماذج صنعتها للتعمق في مجال الذكاء الاصطناعي بحيث يتمكن مؤسسو هذه الشركة، وهم من خريجي معهد ماساشوسيتش التقني، من تطوير روبوت قادر على فهم الذكاء الانساني وتقليده لجعل الحياة أكثر سهولة وأقل تعقيداً وبؤساً. يعكف مهندسو شركة IRobot حالياً على تطوير مجموعة من اجهزة الروبوت المختلفة، في حين تقوم وزارة الدفاع الأميركية بدرس نموذج جاهز مهمته استطلاع المناطق التي يتعذر وصول الانسان اليها. وهناك أنواع أخرى خاصة بالشركات الكبيرة تمكن كوادر المؤسسات من عقد الاجتماعات وتلبية المواعيد عن بعد انطلاقاً من الكتب، مما يعن أن تقنية Telepresence ستوفر على الانسان عناء التنقل الجسدي بواسطة التحكم بحركات هذا الروبوت لنقل كامل المجريات بالصوت والصورة والرد الفوري على كل ما يحدث، كأن يقوم الشخص مثلا بزيارة شقة والاطلاع على أدق الزوايا والتفاصيل فيها وهو قابع في مكتبه أو منزله. وتطمح هذه الشركة المصنعة الى نشر هذا النوع من الروبوت في المنازل لاستخدامه في اشراك الأصدقاء والأقارب في الاجتماعات العائلية عن بعد وحراسة المنزل، كما تتعاون حالياً مع مجموعة يابانية مختصة بانتاج الألعاب لتطوير دمية تشابه الطفل الطبيعي في تصرفاتها كتغيير قسمات الوجه حسب الحالة النفسية وتحريك الساقين لدى تعرضها للدغدغة وتفاوت تصرفاتها طبقاً لاحتياجاتها للطعام أو التنظيف، أملاً في تمكينها من النطق التدريجي في وقت لاحق.