الشاي والقهوة مشروبان شهيران محلياً وعالمياً، وهما يأتيان في الدرجة الثانية بعد الماء من حيث الاستهلاك. والناس في أنحاء الأرض قاطبة يشربون مئات المليارات من الأكواب والفناجين يومياً، لهذا فإن البحاثة يهتمون بهما عن قرب لأنهما لم يبوحا بكل أسرارهما بعد، وفي ما يأتي آخر هذه الأسرار: اشرب ما بين فنجانين و4 فناجين قهوة في اليوم، فهذا له آثار ايجابية طيبة في دحر الاصابة بتشمع الكبد والربو وأمراض القلب وداء باركنسون وبعض أنواع السرطان، الباحثون من جامعة "فاندربيلت" الأميركية أوضحوا أن فرص الاصابة بهذه الأمراض تكون أقل عند الأشخاص الذي يحتسون القهوة بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يرتشفونها. ما السر في ذلك؟ الأبحاث الأولية تؤكد ان القهوة غنية بالمواد المضادة للأكسدة التي تعمل على إبطال وإزالة المخلفات الضارة التي تخلفها الجذور الحرة وراءها في مختلف أنواع الأنسجة، خصوصاً القلب والأوعية الدموية والعينين والجهاز العصبي، وقد أدت هذه الدراسات الى الاكتشاف بأن القهوة تحتوي على كميات عالية من مضادات الأكسدة تفوق أربع مرات ما هي عليه في الشاي. وقد أوضح البحاثة أن تحميص البن له فعل بالغ الأهمية إذ أنه يعمل على إثرائها بمركبات مفيدة تزيد وتعزز من ترسانة وقوة مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة. ويجدر بالذكر هنا ان الجذور الحرة هي عبارة عن مركبات كيماوية ضارة ينتجها الجسم، شاء أم أبى، بفعل عوامل خارجية أو داخلية، وهذه الجذور لا هم لها سوى الحاق الأذى والضرر في بقاع مختلفة من الجسم، وتلعب التغذية دوراً لا يستهان به في تعزيز دفاعاته أي الجسم لرد الجذور الحرة على أعقابها خاسرة، ومن أهم مضادات الأكسدة في هذا المجال الفيتامين "ث"، والفيتامين "ي" E، والكاروتينيدات المتوافرة بكثرة في الخضار والفواكه. طبعاً ان فوائد القهوة العديدة لا تعني ان نطلق العنان لشربها بشراهة، بل يجب أخذها باعتدال وإلا ساءت الأحوال الصحية، خصوصاً إذا عرفنا ان مادة الكافيين الموجودة فيها، متهمة وحتى إشعار آخر، بأنها وراء مصائب عدة، منها الأرق والقلق والنرفزة وارتفاع الضغط الشرياني واضطرابات أخرى تنال من الجهاز العصبي والدوراني والهضمي، فحري بنا إذاً أن نرتشفها باعتدال لنأخذ فوائدها ونتحاشى مصائبها. الشاي الأسود يفيد في الوقاية من تسوس الأسنان. لقد أكدت دراسات حول هذا الموضوع ان شرب الشاي بين الوجبات يحد من تسوس الأسنان اذ يمنع تكوّن الصفائح السنية حول الأسنان ويحول دون التصاقها بها، والصفائح السنية هي عبارة عن خليط من بقايا الطعام التي يعشعش فيها بضع مئات من الجراثيم التي تنتج حمضاً يعمل في الأسنان نخراً وتخريباً. ان الشاي يحتوي على مادة اسمها "بوليفينول" تمتاز بأنها تقتل الجراثيم المتهمة بعملية التسوس، أو تمنعها من النمو وانتاج الحمض المدمر. كذلك فإن الشاي يؤثر على الخمائر الجرثومية فيحول دون صنع المادة اللاصقة التي تساعد الصفائح السنية على الالتصاق بالأسنان. الشاي الأخضر يفيد في الوقاية من الأزمات القلبية والدماغية، وهذا ما جاءت به دراسة يابانية أجريت على ألف رجل تناولوا الشاي يومياً، وقد تبين بنتيجة التحاليل الدموية على هؤلاء ان السر يكمن في قدرة الشاي على خفض كوليسترول الدم والغليسيريدات الثلاثية، ومن المعروف أن هذه الشحوم ضالعة حتى أذنيها في إثارتها لتصلب الشرايين وارتفاع الضغط الشرياني. ان اليابانيين يملكون مستويات متدنية من الكوليسترول في دمهم، ويعتقد العلماء ان هذه الظاهرة ترجع في جزء منها الى عادة الإكثار من شرب الشاي الأخضر الذي يقدم حماية حقيقية للقلب والدماغ، ويضيف العلماء ان فائدة الشاي لا تقف عند هذا الحد، فهو قد يقف بالمرصاد أمام استيطان بعض أنواع السرطان والأبحاث جارية على قدم وساق من أجل وضع النقاط على الحروف. وفي دراسة اعلنت نتائجها في كواليس أحد المؤتمرات الأخيرة لجمعية القلب الأميركية تبين أن شرب أربعة أكواب من الشاي العادي كل يوم يفيد في تحسين الدورة الدموية، ويقلل من خطر الاصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وقد وجد البحاثة ان فائدة الشاي ظهرت في غضون ساعات قليلة من احتسائه، وظلت هذه الفائدة مستمرة طوال مدة الدراسة وبقيت كذلك لمدة شهر بعد انتهائها. وتبين أيضاً ان شرب كوبين من الشاي يومياً يقلل من مخاطر أمراض القلب بنسبة الثلث تقريباً.