شاهدها الجمهور تنجو من الغرق في نهاية الفيلم الشهير "تايتانيك" لتصبح نجمة هوليوودية من الدرجة الاولى، وها هي بعد ثلاثة اعوام على الحدث تظهر في فيلم جديد ناجح اسمه "كويلز" اليراعات من اخراج الاميركي فيليب كوفمان يحكي الايام الاخيرة من حياة الماركيز دي ساد في نهاية القرن الثامن عشر في فرنسا. وفي هذا الشريط تؤدي كيت وينسليت شخصية خادمة تساعد الماركيز في توصيل مؤلفاته الى المطابع ثم الى المكتبات على رغم القرار الملكي الذي يحظر عليه الكتابة والنشر. وفي اللقطات الاخيرة من الفيلم تموت كيت غارقة في الحمام على يد رجل معتوه يغتصبها ويغتالها بغرض منعها من فضحه. والطريف ان كيت وينسليت لم تستغل مفعول فيلم "تايتانيك" لتغادر مسقط رأسها اللندني وتقيم في الولاياتالمتحدة بل استمرت في حياتها الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن، فتزوجت من مساعد في الاخراج وانجبت طفلة وعملت في فيلمين قبل "كويلز" احدهما بريطاني صوّر في المغرب هو "هيديوس كينكي" بشع وغريب والثاني استرالي اسمه "هولي سموك" دخان مقدس. فما الذي يدفع الحسناء البالغة من العمر 25 سنة اليوم، الى سلوك طريق فني استثنائي؟ هذا هو السؤال الاول الذي وجهناه اليها عند لقائنا في المقر الباريسي لشركة فوكس الموزعة لفيلمها الجديد، علماً اننا كنا التقينا كيت وينسليت عقب ظهور "تايتانيك". الا ان النجمة الشابة سبقت الاسئلة بكلمة ترحاب وضحكة عريضة وعالية، قائلة ان "الوسط" هي المجلة العربية الوحيدة التي تلتقيها دورياً وان هذا الشيء يسرها كثيراً. لماذا امتنعت عن استغلال رواج "تايتانيك" من اجل الاستمرار في مشوار هوليوودي طويل؟ - لأن السينما مهما كانت غالية عليّ، لا تحتل المكانة الاولى في حياتي، والتمثيل مهنة غريبة تتطلب من صاحبها تغيير هويته مع كل دور جديد يعثر عليه. هل تتخيل نفسك في جسد شخص مختلف كلما ترددت الى عملك في الصباح؟ انه شغل مجانين. تضحك انا احب بلدي انكلترا واعتزّ بالاقامة في المنطقة نفسها التي تعيش فيها عائلتي، وأقصد اهلي واخواتي، غير اني لا اتخيل نفسي اسكن في هوليوود على المدى الطويل واعرف اكثر من ممثلة اوروبية خاضت التجربة وعادت منهارة نفسياً وعصبياً. فالعمل في الولاياتالمتحدة حكاية والاقامة المستمرة هناك مسألة ثانية، وانا لا امانع في البقاء في هوليوود شهراً او اثنين من اجل التمثيل في فيلم اميركي، لكني لن افعل اكثر من ذلك. انتِ على رغم ذلك لم تعملي الا في افلام غير اميركية منذ "تايتانيك" وحتى "كويلز" الاخير. - لا يمكنني قبول اي عرض أتلقاه لمجرد انه اميركي، فأنا حريصة على نوعية ادواري وعلى عنصر التسلية الضروري جداً عند مشاركتي في عمل ما. واول عرض شيّق تلقيته من اميركا منذ "تايتانيك" هو "كويلز" فوافقت عليه من دون تردد. اضافة الى اني فخورة بأفلامي غير الاميركية مثل "هيديوس كينكي" و"هولي سموك". انتِ موعودة بالغرق في افلامك الاميركية، لكنك هذه المرة تموتين، على عكس ما يحدث في "تايتانيك"؟ فهل ترىن في ذلك ارادة هوليوودية خفية للتخلص منك؟ - تضحك ربما، من يدري؟ وكل ما استطيع قوله هو انني معتادة على تحمل الماء ساعات طويلة الآن وبالتالي قادرة على مواجهة اي كارثة مائية قد تحدث لي. حدّثينا عن حياتك العائلية. - تزوجت منذ سنتين وانجبت ابنتي ميا منذ خمسة شهور وهي اعزّ ما املك بطبيعة الحال اذ لا اتخيل السينما تجلب لي مهما حدث، حتى عشرة في المئة من السعادة التي اشعر بها في كل صباح حينما ارى طفلتي تضحك لي. وننوي مع زوجي جيم تكوين عائلة كبيرة تضم على الاقل ثلاثة اطفال وذلك في مستقبل قريب جداً، مما دفع بي الى انشاء شركة انتاج سينمائي ستسمح لي بمباشرة مشاريع جديدة من الألف الى الياء من دون الاضطرار الى المشاركة فيها كممثلة، وبالتالي سأقدر على معايشة فترات الحمل من دون تحمّل ضغوط التصوير. أنت فقدت الكثير من وزنك اخيراً ! - انت وضعت اصبعك فوق نقطة حساسة جداً، فأنا أتمتع منذ صباي بجسد ممتلئ وكنت مشهورة في المدرسة بلقب "فاتسو" سمينة وهو شيء تسبّب في عقدة نفسية كبيرة لي دامت معي الى ان اشتهرت في السينما وانتقمت لاشعورياً ومن دون عمد من زميلاتي التلميذات اللاتي لم يحققن النجاح الذي حققته في الحياة. واكتشفت مدى تقبّل السينما الاوروبية للممثلات الممتلئات على عكس هوليوود التي تبحث بطريقة شبه دائمة عن فتيات رشيقات يشبهن عارضات الازياء، فربما يدخل هذا العنصر ايضاً في عثوري على ادوار احلى في اوروبا. وسبب فقداني الكثير من وزني في الفترة الحالية يرجع اساساً الى الريجيم الذي أتابعه منذ ان انجبت ابنتي فقد اكتسبت وزناً اضافياً كبيراً خلال فترة الحمل وكان لا بد من ان افقده كلياً، الا ان الريجيم اتصف بالفعالية ووجدت نفسي وقد خسرت اكثر من المطلوب، وانا سعيدة بهذه النتيجة. ما هو هذا الريجيم؟ - اعتقد انه يمسّ المرأة العربية عن قرب تبتسم فهو ريجيم الشاي الاخضر بالنعناع، وانا اشرب ليتراً كاملاً منه في النهار وامتنع عن السكريات وكافة الحلويات والنشويات بقدر المستطاع. هل كانت تجربة العمل في المغرب اثناء تصوير فيلم "هيديوس كينكي" مفيدة بالنسبة اليك؟ - اعترف بأن المشاركة في هذا الفيلم أتاحت لي فرصة ادراك تصرفات النساء في المغرب العربي بطريقة جيدة وعميقة، فقد تغيّرت نظرتي الآن الى كل ما اسمعه واراه حول وضع المرأة العربية بشكل خاص، واصبحت اشعر بتضامن اكبر مع القضايا النسائية العربية. هل تشعرين برغبة في الوقوف فوق خشبة المسرح ام انك ممثلة سينمائية اصيلة؟ - لقد سبق لي ان اعتليت خشبة المسرح للتمثيل، لكنني لم أكن مستعدة تماماً للتجربة على رغم نجاح الاعمال التي اشتركت فيها وحصولي شخصياً على آراء ايجابية جداً من النقاد والجمهور. وأنا أعرف ان مشروعي المسرحي المقبل كممثلة سيختلف تماماً عن أعمالي السابقة لأني أريد ان ينتمي الى اللون الغنائي الراقص