ل"حزب الله" وجهة نظر متكاملة من موضوع الطيار الاسرائيلي المفقود رون أراد. البحث لا يزال مستمراً عنه والجهود لم تتوقف، لكنه لم يصل بعد الى "معلومات مؤكدة" في شأنه "على رغم وجود بعض المؤشرات التي يتم التحقق من صحتها" في ما يتصل بمصيره، حسبما يقول نائب "حزب الله" عبدالله قصير. الحزب لا يعرف هل ان الطيار حيّ ام ميت. لا جواب لديه عن هذا السؤال، ولا يستطيع الجزم ولا الكشف عما لديه من معلومات. يقول النائب قصير ل"الوسط": "هذا الموضوع ليس مسؤولية "حزب الله"، لأنه عندما ألقي القبض عليه كان يقود طائرة اسرائيلية تقصف أحياء في لبنان، ووقع في أسر حركة "أمل"، ثم انتقل الى عهدة "المقاومة المؤمنة" بعد انشقاقها عن حركة "أمل"، ووُضع الطيار في إحدى قرى البقاع. في تلك الأثناء حصلت مواجهة في بلدة ميدون بين الحزب واسرائيل سقط فيها عدد من الشهداء من أقارب الاشخاص الذين كانوا مكلفين حراسة رون أراد في المكان الذي يحتجز فيه، مما دفع بهم الى ترك هذا المكان والذهاب الى ميدون لاستقصاء الأخبار عن أقاربهم ومصيرهم في المواجهة مع إسرائيل. وبعد عودتهم من البقاع الغربي بعد ساعات، تبين ان رون أراد اختفى أثره تماماً، وهنا اللغز الكبير في هذا الموضوع. لكن "حزب الله"، نتيجة حرصه وجهده الدائم وسعيه الى اطلاق الأسرى والمعتقلين اللبنانيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بدأ منذ سنوات تحريات خاصة للبحث عن رون أراد ومعرفة مصيره، من دون ان يعني ذلك انه يقر بالمنطق الاسرائيلي الذي يربط بين قضية رون أراد وموضوع المعتقلين اللبنانيين والرهائن في السجون الاسرائيلية، وبذل الحزب ولا يزال يبذل جهوداً مضنية للبحث عن مصير هذا الطيار، لكنه لم يصل الى اي نتيجة". وما هو مصير الوساطات الألمانية؟ - "حزب الله" تجاوب مع هذه الوساطات، وهناك اقتناع عند الألمان وحتى عند الاسرائيليين بأن الحزب جاد في البحث عن الطيار الاسرائيلي، وهو ما دفع بالوساطات الألمانية للنجاح في اطلاق عشرات المعتقلين والأسرى اللبنانيين، وعبر اقتناع اسرائيل بأن اطلاق المزيد من هؤلاء سيشجع الحزب على المضي في جهود البحث عنه. و"حزب الله" يعتبر اليوم ان قضية رون أراد يجب الا ترتبط بمصير الرهائن اللبنانيين في السجون الاسرائيلية ولا سيما الشيخ عبدالكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني، وان اطلاق هؤلاء لا يعني توقف جهود الحزب عن البحث. بل ان اي معطيات يسعى الحزب حالياً الى الوصول اليها حول مصير الطيار الاسرائيلي لن يكون ثمنها فقط اطلاق الشيخ عبيد والحاج الديراني، بل ستطاول ايضاً معتقلين ورهائن عرباً وفلسطينيين. لذلك ننصح الجهات المعنية والحكومة الاسرائيلية بألا تستمر بالاحتفاظ بالشيخ عبيد والحاج الديراني وبقية الرهائن اللبنانيين لأن لا رابط موضوعياً بين اعتقالهم والجهود المبذولة للعثور على رون أراد. اذن لماذا معاودة البحث عنه؟ - لأن قضيته تمثل لغزاً وبالتالي للحزب مصلحة في الوصول الى حل لهذا اللغز، لأن حله سيفتح أمامنا فرصة الحصول على مزيد من الحرية للمعتقلين والأسرى في السجون الاسرائيلية. أين تكمن مسؤولية "حزب الله" في هذا الموضوع؟ - لم يكن رون أراد في يوم من الايام مسؤولية الحزب ولا في عهدته. فهو لم يكن عند "حزب الله" حتى يضيع منه او يضيعه. عندما فُقِد رون أراد كان لدى جهة ليست لها علاقة ب"حزب الله". ومسؤولية إيران وسورية... - ضمن جهودنا تم التوصل الى اقتناع أكيد انه ليس موجوداً لدى الايرانيين، وهذه حقيقة انبثقت من جهودنا، وهي قناعتنا أيضاً. أما عن سورية، فليست لدينا مؤشرات تدل على ان للسوريين علاقة بهذا الموضوع. هل يبحث الحزب عن رون أراد حياً؟ أم عن رفاته؟ - نحن نتحرى عن رون أراد دون اي تحديد، هل هو حي أم ميت. والبحث عن آثار هذا الرجل مستمر من دون معرفة هل سنصل اليه حياً أو ميتاً