اتسعت الدعوة في اليمن الى مقاطعة السلع الاميركية، وجاءت هذه الدعوة في البداية من "الهيئة الشعبية لنصرة انتفاضة الأقصى" التي تشكلت بعد اعلان الانتفاضة الفلسطينية قبل ثلاثة اشهر، برئاسة الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس مجلس النواب رئيس حزب التجمع اليمني للاصلاح، تجاوباً مع الانتفاضة ودعماً لها وبوصف المقاطعة شكلاً من أشكال الضغط الممكنة على الادارة الاميركية للعمل على وقف الممارسات الاسرائيلية الوحشية ضد الفلسطينيين. وتولت "جمعية حماية المستهلك" دفع المقاطعة للسلع الاميركية بحكم اختصاصها في هذا المجال، ومع ما حققته هذه الجمعية من نجاح نسبي الا انه في معظمه اعلامي على رغم ان تغطية نشاطها في هذا الجانب انحصر في نشر الاخبار عن اجتماعاتها وبياناتها وتصريحات مسؤوليها في الصحف الحزبية والمستقلة وبعض الصحف الحكومية. ويرى مراقبون في صنعاء ان هذا يعود في جانب كبير منه الى ما يمكن وصفه بنوع من التناقض أو التفاوت في ما يخص وجود السلع الاميركية في اليمن، من ناحية هامشية بعضها في علاقتها بحاجة المواطن واهتمامه، كالكوكا كولا مثلاً والصناعات الورقية كالمحارم وحفائظ الاطفال وبعض مستحضرات التجميل وتبغ المارلبورو من ناحية، وهي سلع كمالية ينحصر الاقبال عليها في نسبة ضئيلة جداً من اليمنيين ويمكن بسهولة الاستغناء عنها كلياً أو استبدالها بنظائرها من صناعات بلدان اخرى تملأ الاسواق اليمنية. ومن ناحية اخرى، أهمية سلع ضرورية اخرى تمس يومياً حياة المواطنين بلا استثناء، ومنها القمح والدقيق اضافة الى سلع غذائية اخرى، "وهي سلع تمثل الغذاء، خصوصاً القمح، ولذلك لا اعتقد بأن من السهولة الاستغناء عنها"، طبقاً لنائب رئيس "الهيئة الشعبية لمناصرة انتفاضة الأقصى" القاضي حمود الهتار الذي قال ل"الوسط": "ان المقاطعة من حيث المبدأ شاملة، لكن ما يجب اخذه في الاعتبار انه يجب ان نفرق بين السلع الاميركية والسلع الصهيونية. ولذلك فإن المقاطعة تشمل الأخيرة بلا استثناء شيء منها بما في ذلك مكاتب الشركات والوكالات من أي نوع وفي أي ثوب وتحت أي مسمى". وأوضح ان المقاطعة لا تمس في الوقت الحالي على الأقل، الوكالات والشركات الاميركية خصوصاً العاملة منها في حقول النفط وأقدمها شركة "هنت". وأشاد الهتار في حديثه الى "الوسط" بتجاوب التجار ورجال الاعمال اليمنيين مع هذه الدعوة، مؤكداً ان من الجيد في هذا الاتجاه اتفاق كل الاحزاب والقوى السياسية والمنظمات النقابية مع الموقف الشعبي، مشيراً الى ان ما تحقق في مقاطعة السلع الاميركية حتى الآن "جيد وان لم يصل الى المستوى المطلوب". وحول ما نشرته صحف يمنية من وجود ضغوط اميركية مضادة لنشاط الجمعية، قال: "طبعاً لكل فعل رد فعل، فهم يحاولون استمرار التعامل مع سلعهم كشأنهم في ما يتعلق بسياستهم". وشكك في ختام تصريحه، في ما نشرته صحف محلية من ان بعض المصانع الاميركية، ومنها مصنع بروكتر آند جامبل في مدينة تعز، تلقى تهديدات من مجهولين بتفجيره ان لم يتوقف عن الانتاج. تجدر الإشارة الى ان في اليمن ما يقرب من 40 شركة ووكالة ومكتباً لشركات صناعية وتجارية واستثمارية وخدمية، أبرزها العاملة في مجالات النفط والغاز والسيارات والأدوية واجهزة وبرامج الكومبيوتر والاتصالات وخدمات البريد السريع.