قال الأميركي جيف بيزوس في الصورة أعلاه لأهله عندما أقرضوه مالاً لاطلاق موقع امازون: "اعتقد بأن هناك نسبة 70 في المئة في أن لا تستردوا أموالكم". لكن الأهل لم يأسفوا إطلاقاً على سخائهم، فهم الآن يملكون البلايين. وقصة "AMAZON" هذا الموقع التجاري الأول على الشبكة، جديرة بالقراءة، فبعد 6 سنوات على اطلاق "امازون" أصبح الموقع امبراطورية تجارية برقم أعمال يبلغ أكثر من بليون ونصف بليون دولار، وحجم عملياته في البورصة بقيمة 14 بليون دولار، وكاتالوغ يضم أكثر من 18 مليون منتج وجهاز بشري من 7500 موظف في أكثر من 150 بلداً. إلا أن المفارقة في "امازون دوت كوم" هي تسجيل خسائر مستمرة بلغت منذ تأسيس الموقع بليوني دولار. بدأت فكرة اطلاق الموقع في أيار مايو 1994. يومها كان جيف بيزوس مهندساً في المعلوماتية له من العمر 30 سنة ويعمل في مكتب متخصص في مانهاتن. وقد أذهله النمو السريع للانترنت 2300 في المئة سنوياً، فقرر الانصراف كلياً إلى العمل في هذا المجال. فاستقال من الشركة التي يعمل بها واشترى منزلاً صغيراً في ضاحية مدينة سياتل خصص مرآب السيارة فيه لأجهزة الكومبيوتر واختار اسم أكبر نهر في العالم "امازون" لموقعه. أمضى بيزوس سنة كاملة في المرآب قبل أن يفتتح "امازون" في تموز يوليو 1995. ولم يمضي شهر واحد حتى كان الموقع يبيع كتباً في 50 ولاية أميركية وفي 45 بلداً. وسرعان ما تضخم رقم أعماله، فانتقل إلى مكاتب جديدة، وضم موظفين جدداً، إلى درجة بدت شركته وكأنها كتلة ثلجية تجرف في طريقها كل من يعترضها... من منافسين. بعد تجارة الكتب، انتقل "امازون" إلى الاسطوانات وكاسيتات التسجيل وبرامج الكومبيوتر والأجهزة الالكترونية، ثم المزادات العلنية والألعاب قبل أن يصل إلى المواد الغذائية. وهكذا أصبح "امازون" يبيع كل شيء في كل البلدان، باستثناء السلاح وبعض الحيوانات، إلا أن اللافت في تجارة هذا الموقع هو أن أكثرية الشارين من زبائنه بنسبة 78 في المئة، أي أنهم ترددوا على الموقع أكثر من مرة. غير أن نجاح "امازون" يتجاوز التجارة الالكترونية في البورصة، ففي العام 1997 كان سعر سهم "امازون" 20 دولاراً وبعد سنتين أصبح 113 دولاراً. لكن هذا النجاح تلطخه نقطة سوداء، ف"أكبر بائع كتب الكتروني" يخسر في تجارته إلا في الكتب. وفي كل فصل تزداد خسائر "امازون" 150 مليون دولار بسبب الاستثمارات المكلفة جداً. وللمتسائلين عن معنى هذه التجارة وأهدافها، إذا كانت الخسائر تتراكم يوماً بعد يوم، يرد مسؤولو "امازون" بأن الأرباح ستبدأ في العام 2002، وحتى ذلك الحين ستفصل الشركة مئات الموظفين وتعيد هيكلة أوضاعها لخفض النفقات، لكن تقريراً مالياً صدر أخيراً دق جرس الانذار عندما توقع ألا يعيش "امازون" حتى الربيع المقبل. وبالطبع تهاوت أسهم الموقع بنسبة 20 في المئة، ومن حوالي مئة دولار أصبح سعر السهم حالياً 40 دولاراً، وجاءت استقالة مدير العمليات لتزيد من مشاكل بيزوس، إضافة إلى اشاعات عن احتمال بيع "امازون" لشركة توزيع أميركية.