بات مانشستر يونايتد أول ناد انكليزي ينال شرف احراز الكأس القارية "انتركونتيننتال" عندما هزم بالميراس البرازيلي 1-صفر في المباراة التي كان مسرحاً لها ملعب طوكيو الوطني امام 65 ألف متفرج. وبفوز مانشستر استمرت سيطرة الكرة الأوروبية على اللقب في السنوات الخمس الأخيرة عن طريق اياكس امستردام الهولندي 95 ويوفنتوس الايطالي 96 وبوروسيا دورتموند الالماني 97 وريال مدريد الاسباني العام الماضي، لكن الاندية الاميركية الجنوبية ما زالت تتفوق من ناحية الألقاب حيث احرزت 20 لقبا مقابل 18 لأوروبا. وتجمع هذه المسابقة سنوياً منذ عام 1960 بطل اميركا الجنوبية وبطل اوروبا، وكانت تقام بنظام الذهاب والاياب، قبل ان تقام على ملعب محايد اعتباراً من العام 1980 وفي طوكيو بالذات. وستبقى الكأس القارية قائمة حتى اشعار آخر مع أن الاتحاد الدولي ارتأى اطلاق بطولة العالم للأندية التي ستقام نسختها الأولى في البرازيل من 5 الى 14 كانون الثاني يناير المقبل بمشاركة ثمانية أندية هي أبطال القارات. وباحرازه اللقب أكمل مانشستر يونايتد رباعية من المستحيل ان تتكرر في المستقبل علماً بأنه أحرز على مدى 11 يوماً في أيار مايو الماضي بطولة الدوري وكأس انكلترا ودوري أبطال أوروبا. ولم يكن طريق مانشستر يونايتد مفروشاً بالورود عندما احرز الثلاثية، ففي بطولة الدوري لقي منافسة شديدة من غريمه اللدود ارسنال، واستمر التشويق بين الفريقين حتى نهاية الموسم، وبالتحديد في المباراة التي فاز فيها مانشستر على توتنهام 2-1 ليحرز اللقب للمرة الأولى على أرضه وبين جمهوره منذ عام 1967، في حين شاءت الصدف ان يتوج في السنوات الماضية بعيداً عن أرضه أو من دون أن يلعب. ثم خاض مانشستر نهائي الكأس أمام نيوكاسل وخشي البعض ألا يبذل لاعبوه جهداً كبيراً خصوصاً انهم كانوا مدعوين لخوض نهائي دوري ابطال أوروبا وهو الأهم في نظرهم بعد أربعة أيام فقط. لكن الشياطين الحمر تخلصوا من منافسهم واحرزوا الثنائية للمرة الثالثة في السنوات الخمس الأخيرة رقم قياسي. ولم يتمكن لاعبو مانشستر من الاحتفال بهذه الثنائية اذ كان عليهم التركيز لاحراز ثلاثية تاريخية ضد بايرن ميونيخ على ملعب نوكامب في برشلونة ولم تجر الرياح بما تشتهيه سفن مانشستر لأن بايرن تقدم عن طريق ماريو بازلر من ركلة حرة مباشرة بعد ست دقائق. وحاول مانشستر تعديل النتيجة من دون طائل، وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وكان لاعبو بايرن يهمون بالاحتفال حصل ما لم يكن في الحسبان اذ تمكن تيدي شيرينغهام الذي نزل احتياطياً في منتصف الشوط الثاني من ادراك التعادل عندما غيّر مسار كرة سددها راين غيغز. وظن الجميع ان المباراة سائرة الى التمديد، لكن الحكم احتسب ركلة ركنية رفعها ديفيد بيكهام ومررها شيرينغهام الى النروجي أولي غونار سولسكيار ليسددها في سقف الشبكة وسط صدمة لاعبي بايرن وأنصارهم. وبالعودة الى مباراة الكأس القارية فإن مانشستر خاضها من دون مهاجميه الأساسيين اندي كول والترينيدادي دوايت يورك الاول بسبب اصابة في ظهره اجبرته على البقاء في انكلترا، والثاني لتراجع مستواه في الآونة الأخيرة حيث فشل في التسجيل في مبارياته السبع الأخيرة في مختلف المسابقات علماً بأنه شارك في الشوط الثاني مكان سولسكيار. أما بالميراس فضم ثلاثة لاعبين سابقين في صفوف منتخب البرازيل هم ازينيو الذي ساهم في احراز مونديال 94 في الولاياتالمتحدة، وسيزار سامبايو وفابيو جونيور اللذان قادا المنتخب الى نهائي مونديال فرنسا 98، اضافة الى اليكس صانع العاب المنتخب في كأس الأمم الأميركية الجنوبية التي أحرزت البرازيل لقبها الصيف الماضي. فرض مانشستر سيطرته في الدقائق العشرين الأولى وسنحت له فرصة افتتاح التسجيل عندما انبرى بيكهام لركلة ركنية مسحت القائم الأيمن لمرمى الحارس البرازيلي ماركوس. ثم مالت الأفضلية لبالميراس الذي اعتمد على التمريرات الأرضية القصيرة وسرعة مهاجمه الكولومبي الشهير فاوستينو اسبريا، لكن دفاع مانشستر كان يقظاً بقيادة العملاق الهولندي ياب ستام، في حين تألق حارس المرمى الاسترالي مارك بوسنتيش وأنقذ مرماه من أربعة أهداف. واعلنت الدقيقة ال35 عن هدف المباراة الوحيد. فقد تخلص الويلزي راين غيغزمن الدفاع البرازيلي بأكمله على الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية، أخطأ ماركوس في تقديرها فتهيأت امام القائد روي كين ليسددها في المرمى الخالي. وعوض كين بالتالي عدم خوضه نهائي أوروبا لأنه كان موقوفاً. وانقذ مدافع مانشستر الفرنسي ميكايل سيلفستر مرماه من هدف أكيد عندما شتت الكرة الرأسية التي سددها اليكس قبل أن تجتاز خط المرمى في الثواني الأخيرة من الشوط الأول. في مطلع الشوط الثاني وفي الدقيقة ال51 بالتحديد استغل مانشستر يونايتد هجمة مرتدة فمرر يورك الكرة الى غيغز لينفرد الأخير بالمرمى لكنه سدد خارج الخشبات الثلاث فأضاع فرصة ذهبية لتعزيز النتيجة. وضغط بالميراس في الدقائق العشرين الأخيرة لكن الحظ عانده أكثر من مرة ليخرج خالي الوفاض. ويبدو أن هذه الكأس لا تحمل فأل خير لمدربه لويس فيليبي سكولاري اذ سبق ان خسرها أيضاً على رأس فريق غريميو بورتو اليغري عام 1995 أمام اياكس. وحقق لاعبو مانشستر أمنية مدربهم السير اليكس فيرغسون الذي صرح قبل المباراة "نريد ان نكون أول فريق انكليزي يحرز اللقب" وهكذا كان. وسبق لمانشستر أن خسر امام استوديانتيس الارجنتيني العام 1968، ثم حاول ليفربول العام 1977 فلقي المصير ذاته أمام بوكا جونيورز الارجنتيني، وخسر مرة ثانية العام 1981 أمام فلامنغو البرازيلي، ولم يكن نوتنغهام فوريست أفضل حالاً أمام اولمبيا اسونيون العام 1979 واستون فيلا أمام بينارول الاوروغوياني العام 1982. وتجدر الإشارة إلى أن راين غيغز اختير أفضل لاعب في هذه المباراة ونال سيارة تويوتا. ولا شك ان فوز مانشستر يونايتد بالكأس القارية سيساهم في ارتفاع اسهم ديفيد بيكهام لاحراز الكأس الذهبية لأفضل لاعب في البطولات الأوروبية علماً بأنه يواجه منافسة شديدة من البرازيلي ريفالدو مهاجم برشلونة الاسباني. قبل مباراته ضد بالميراس كان مانشستر أغنى ناد في العالم وبعد المباراة أصبح الأفضل في العالم أيضاً.