لا اسمع عن المحامين او اكتب عنهم، إلا واتذكر شكسبير في مسرحية هنري السادس "الجزء الثاني"، سطراً مشهوراً هو "اول شيء نفعله هو ان نقتل جميع المحامين". واذا كان هذا صحيحاً في زمن شكسبير، فكيف هو الحال اليوم؟ المحامي رجل يحميك من اللصوص لأنه لا يترك عندك ما يطمع اللصوص به. والحوار التالي يشرح الموضوع، فرجل يسأل محامياً: كم اجرك؟ ويرد المحامي: ألف دولار عن ثلاثة اسئلة. ويقول الرجل: أليس هذا أجراً مرتفعاً؟ ويرد المحامي: فعلاً، ما هو سؤالك الثالث؟ لا سبب شخصياً عندي للتفكير في المحامين، ولا حاجة بي اليهم، غير انني لا افتح صفحات الانترنت، الا وأرى طرفة عنهم. وفي حين ان الطرف تروى عن كل الناس، بمن فيهم الاطباء والممرضات، فإن الانترنت تحمل اخباراً يصر موزعوها انها حدثت في المحاكم، ويسجلون تاريخ المحاكمة ومكانها والموضوع. وأكتفي هنا ببعض ما قرأت، من دون ارهاق القارئ بالمراجع لأننا لسنا في محكمة. وقد اخترت: - القاضي يسأل متهماً: في اي يوم ولدت؟ ويرد المتهم: في 15 تموز يوليو. ويسأل القاضي: اي سنة؟ ويرد المتهم: كل سنة. - القاضي: ما سبب غضبك على زوجك في الصباح؟ المدعية: لأنه استيقظ وسألني: اين انا يا كاثي؟ القاضي: هل هذا سبب كاف لطلب الطلاق؟ المدعية: نعم لأن اسمي سوزان. - القاضي: تقول ان المتهمة لم تقف على الضوء الاحمر. الشرطي: نعم يا سيدي. القاضي: ماذا قالت لك عندما اوقفتها وأشرت الى انوار المرور؟ الشرطي: قالت ما اسم هذا "الديسكو"؟ - المدعي العام: كم عملية تشريح اجريت على موتى؟ الطبيب الشرعي: كل عمليات التشريح التي اجريتها كانت على موتى. - المدعي العام: قبل ان تقوم بتشريح الجثة، هل اخذت نبض الضحية؟ الطبيب الشرعي: لا. المدعي: هل فحصت ضغط الدم؟ الطبيب: لا. المدعي: هل تأكدت انه يتنفس او لا يتنفس؟ الطبيب: لا. المدعي: اذن يمكن القول انه كان هناك احتمال ان يكون الضحية لا يزال حياً؟ الطبيب: لا. المدعي: لماذا تقول هذا؟ الطبيب: لأن دماغ الضحية كان في وعاء الى جانبي. المدعي: ولكن الضحية ربما كان حياً رغم هذا. الطبيب: ربما كان حياً ويمارس مهنة مدع عام. - القاضي: هل تحاولين ان تظهري احتقارك للمحكمة هذه؟ المتهمة: لا، احاول ان اخفيه. - القاضي: حكمت عليك بالسجن 30 سنة. المتهم: ولكنني لن اعيش 30 سنة. القاضي: معلهش، نفّذ ما تقدر عليه. - القاضي: الا تعرف ان الجريمة لا تفيد؟ المتهم: انها تؤمن عملاً لك وللمحامي والمدعي. - الشاهد: افكر بأن الحادث… المحامي مقاطعاً: لا تقل لنا ما تفكر. قل ما تعرف. الشاهد: انا لست محامياً، واحتاج الى ان افكر قبل ان اتكلم. - المتهم: عندي اربعة اطفال. القاضي: هل بينهم ذكور؟ المتهم: لا. القاضي: هل بينهم اناث؟ - المحامي: تقول ان الدرج يهبط الى دور في البناية تحت الأرض. المتهم: نعم. المحامي: هل يصعد الدرج الى فوق ايضاً؟ - القاضي: أين وقع الحادث؟ الشرطي: عند علامة المسافة 120 كيلومتراً. القاضي: أين تقع هذه العلامة؟ الشرطي: بين العلامتين 119 و121. اتوقف هنا لأقول انني استطيع ان ازيد، فالمادة غزيرة، غير ان ما سبق يكفي. وفي حين لا اثق بأن كل قصة وقعت فعلاً، فان بعضها وقع بالتأكيد، وهناك اغرب منها، ربما لم يسجل، او سجل، ولم يصل الينا. ومرة اخرى، فهناك طرف عن الاطباء والممرضات، رغم نبالة عملهم، وهناك طرف عن اصحاب المهن كلها، من اساتذة الجامعة البروفسور التائه الذهن الى خدم المطاعم جرسون: هناك ذبابة في الحساء… غير ان الطرف عن المحامين قاسية، وربما لا يوجد هدف لمثلها سوى تجار العقارات والسيارات المستعملة. غير انني ابقى اليوم مع المحامين والمحاكم، في الانترنت لا قاعة محكمة، واختتم بمحام يقول لشاهد: تبدو انساناً ذكياً لبقاً. ويرد الشاهد: شكراً، وكنت اتمنى لو ارد على تحيتك بمثلها، الا انني اقسمت ان اقول الصدق قبل وقوفي للشهادة